تُعتبر الشهور القمرية ذات أهمية كبيرة منذ ما قبل ظهور الإسلام. يُعتبر تحري هلال محرم 1446 من التواريخ الأساسية التي يجب تحديدها، حيث يُساعد في معرفة المناسبات القادمة، وكذلك في تحديد مواعيد الحج. وقد تسببت اختلاف الآراء بين قبائل العرب في حدوث بعض الفوضى. في هذا المقال، سنتناول موعد هلال محرم.
رؤية هلال محرم: حقيقة مثيرة
مع اقتراب نهاية عام 1444 هـ، زادت التساؤلات حول موعد هلال 1446. وقد أصدرت دائرة الأهلة في المملكة العربية السعودية قرارًا بإعلان أن يوم الثلاثاء، الموافق 18/7/2023م، هو اليوم الذي تكتمل فيه دورة شهر ذي الحجة لعام 1444 هـ، مما يعني أن الشهر قد استكمل ثلاثين يومًا.
كما أعلنت المحكمة العليا في بيان رسمي عن اطلاع دائرة الأهلة على المعلومات الواردة من المحاكم بشأن رؤية هلال شهر محرم لعام 1444 هـ، وفقًا لتقويم أم القرى الذي يوافق 17/7/2023م.
بعد مراجعة المعلومات، أصدرت الهيئة قرارًا برقم (172/هـ) بتاريخ الثلاثين من شهر ذي الحجة، جاء فيه عدم رؤية هلال شهر محرم 1446 هـ، وبالتالي تم تحديد يوم الأربعاء 1/1/1446 هـ، الموافق 19/7/2023، كبداية شهر محرم الجديد، وفقاً لتقويم أم القرى.
حقائق حول الشهور القمرية قبل الإسلام
عند مناقشة موعد هلال محرم 1446 هـ، يتوجب علينا العودة إلى القرون السابقة، حيث اعتمد العرب في تلك الفترة على اكتمال دورة القمر، على عكس التقويم الميلادي الذي يعتمد على حركة الأرض حول الشمس.
ومن خلال رؤية هلال شهر رمضان الجديد، يتم تحديد بداية ونهاية الشهر، مما يجعل الشهور الهجرية غير ذات ثبات. وتتنوع عدد أيام الشهور الهجرية ما بين 29 و30 يومًا، وتتعاقب السنوات الهجرية بتقدم يناسب 11 يومًا كل عام، مما يتسبب في أن تُعقد الأعياد والشعائر الإسلامية في أوقات متغيرة.
قبل ظهور الإسلام بقرنين، اجتمع زعماء العرب في مكة عام 412 م بهدف التوصل إلى اتفاق حول التقويم القمري، وذلك لحل مشكلات تحديد الأشهر القمرية التي أدت إلى خلافات في مواقيت الحج والتجارة.
وتوصل العرب إلى توافق حول عدد الأشهر وتسمية كل منها، بجانب تحديد الأنشطة المرتبطة بها، بما في ذلك أشهر التجارة، وأيام الحرب، والفترات التي يحرم فيها القتال، مثل أشهر ذي الحجة وذي القعدة ومحرم ورجب.
بداية استخدام التقويم الهجري
عند دراسة موعد هلال محرم، يتضح لنا أنه من السهل معرفة ذلك. ورغم أن بداية التقويم الهجري كانت مع هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، إلا أن استخدامه الفعلي لم يبدأ إلا بعد 17 عامًا.
كان الخليفة عمر بن الخطاب هو من اعتمد استخدام التقويم الهجري، والذي أُطلق عليه في البداية “التقويم العربي”، قبل أن يُعرف بـ”التقويم الهجري” بعد الهجرة النبوية.
ربط العرب أسماء الشهور بالفصول أو بالنشاطات المختلفة، مثل ربيع الأول وربيع الآخر اللذان يتماشيان مع فصل الربيع، وجمادى الأولى وجمادى الآخر اللذان يأتيان مع فصل الصيف.
أما الأشهر الحرم كـذي القعدة والذين يُشار إليهم بمراعاة العرب لعدم الدخول في الحروب، فشهر ذي الحجة هو شهر الحج، ومحرم سُمّي بتحريم القتال، وشهر شعبان يشير إلى انقسام العرب بين الحرب والتجارة بعد فترة القعود في شهر رجب.
في الختام، نستعرض الحديث عن موعد شهر محرم ومتى تم تحرّي شهر محرم، مع استعراض قصة الشهور القمرية والأسباب التي أدت لتسمية كل شهر بهذا الاسم. إن استخدام الشهور القمرية هو ما كان متبعًا بين العرب والمسلمين قبل الميلاد، وما زال له أهمية كبيرة في تواريخ المناسبات الإسلامية.