من هو لقمان الحكيم؟
لقمان الحكيم هو شخصية معروفة بحكمته، كما جاء في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}. [سورة لقمان: 12]
تباينت آراء العلماء حول ما إذا كان لقمان نبيًا أم مجرد رجل صالح، فبعضهم اعتبره نبيًا، في حين رأى آخرون أنه كان إنسانًا صالحًا. وتذهب بعض الآراء إلى أنه قد خُير بين النبوة والحكمة، واختار الحكمة.
ما هي الوصايا التي أوصى بها لقمان ابنه؟
تضمن القرآن الكريم عددًا من الوصايا القيمة التي وجهها لقمان إلى ابنه، والتي تختلف بين أمور عقائدية، أخلاقية، واجتماعية. وتتجسد تلك الوصايا في النقاط التالية:
1- النهي عن الشرك
تعد هذه الوصية من أبرز ما وصى به لقمان ابنه، نظرًا لأهمية موضوع الشرك، فهو من أعظم الذنوب ويعد سببًا في عدم قبول الأعمال عند الله. وقد جاءت هذه النصيحة في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. [سورة لقمان: 13]
2- الحث على بر الوالدين
أوصى لقمان أيضًا ببر الوالدين، كما أشار الله تعالى في قوله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. [سورة لقمان: 14]
قد ربط الله عز وجل في الكثير من آياته بين عبادته وبر الوالدين، مما يدل على مكانة الوالدين العظيمة عند الله، حتى وإن كانا كافرين.
3- الحث على الصحبة الصالحة
من الضروريات التي يجب أن يهتم بها الإنسان هي اختيار الصحبة الصالحة والابتعاد عن أصدقاء السوء، لما لهم من تأثير على سلوكيات الفرد وأفكاره. وقد قال الله تعالى: {…وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}. [سورة لقمان: 15]
مراقبة الله تعالى في السر والعلن
فالله يعلم ما تخفيه الصدور وما تخونه الأعين، وقد قال الله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}. [سورة لقمان: 16]
الحث على أمهات العبادات وأعظمها عند الله
حث لقمان ابنه على أهمية الصلاة، فهي الوسيلة التي تربط العبد بربه. كما أوصاه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نظرًا لكونها مرتكزًا أساسيًا للإصلاح في المجتمعات، مما يسهم في سعادتها واستقرارها.
كما يتضح في قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. [سورة لقمان: 17]
الحث على التواضع والنهي عن التكبر
حيث يعتبر التكبر من الأسباب التي تؤدي لعدم محبة الله تعالى، كما جاء في قوله: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. [سورة لقمان: 18]
بهذا، نكون قد تعرفنا على شخصية لقمان الحكيم وما تضمنته من وصايا قيمة، التي يتوجب على المسلم الالتزام بها والعمل بها في حياته اليومية.