دعاء النبي لعبد الله بن عباس
دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنه- بدعواتين، ونستعرضهما فيما يلي:
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: ضمّني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صدره وقال: (اللَّهمَّ علِّمهُ الحكمةَ).
- وذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه كان في بيت ميمونة بنت الحارث، حين قدّم لها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الطهور، فسأل: من وضع هذا؟ فقالت ميمونة: عبد الله، فقال: (اللهم فقِّهْه في الدين وعلِّمْه التأويل).
يتضح من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس أنه يطلب من الله -تعالى- أن يجعله من الماهرين في تفسير القرآن الكريم وعلومه وأحكامه. وقد استجاب الله لدعاء الرسول، فكان ابن عباس -رضي الله عنه- أعلم الصحابة بعلوم القرآن وأكثرهم تميزًا في التفسير، حتى تكاد كتب التفسير تُعرف بآرائه وتفسيراته، فهو يعد من أعلام الأمة وحبرها.
دعاء النبي لأحفاده
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو لأحفاده الحسن والحسين بالدعاء التالي: عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُعوّذ حسناً وحسيناً، قائلًا: (أُعيذُكُما بكَلِماتِ اللهِ التامَّةِ، من كلِّ شيطانٍ وهَامَّةٍ، ومِن كلِّ عينٍ لَامَّةٍ، وكان يقولُ: كان إبراهيمُ أبِي يُعوِّذُ بهما إسماعيلَ وإسحاقَ).
هذا الدعاء يعبر عن حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حماية أحفاده وتحصينهم بكلمات الله -تعالى- وأسمائه وصفاته من الشياطين والآفات، مما يجعل هذه الدعوة مفيدة لهم في حمايتهم من كل ما هو ضار.
دعاء النبي لأنس بن مالك
دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخادمه أنس بن مالك -رضي الله عنه- كما روى ذلك من أم سليم حيث قالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هذا أنس خادمك، ادع الله له، فقال: (اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ).
طلب رسول الله من الله أن يرزق أنس بالمال الكثير والذرية المباركة، وقد كانت استجابته واضحة، حيث أن أنس -رضي الله عنه- أنعم الله عليه بكثير من الأبناء وعمر طويل، وكان لديه بستان يُثمر من الفاكهة مرتين في السنة، مما يعد من بركات دعاء الرسول له.
دعاء النبي لمواليد المسلمين
دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لعدد من مواليد المسلمين، ومن بعض تلك الأدعية التالية:
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (وُلِدَ لي غُلامٌ فَأتيْتُ بهِ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فَسَمَّاهُ إبراهيمَ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ودعا لهُ بِالبَرَكَةِ ودَفَعَهُ إِلَيَّ).
- عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: (فَخَرَجْتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتَيْتُ المَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بقُبَاءٍ، فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ، ثم أتَيْتُ به النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، ثم دعا بتمرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثم تَفَلَ في فِيهِ، فكانَ أوَّلَ شَيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ثم حَنَّكَهُ بتمرةٍ ثم دعا له، وبَرَّكَ عليه، وكان أوَّل مَوْلود وُلِد في الإسْلَام).
دعاء النبي لأبناء جعفر بن أبي طالب
عن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- أنه لمّا قُتِل جعفر بن أبي طالب، طلب رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- من الصحابة أن يأتوا بأبناء جعفر، فجيء بهم. وعند ذلك طلب النبي أن يُحضر حلّاق ليحلق رؤوسهم، ثم أخذ بيد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ومال بها قائلاً: (اللَّهمَّ اخلُفْ جعفرًا في أهله وبارِكْ لعبد الله في صفقة يمينه).
كان دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبناء جعفر -رضي الله عنه- تواسيًا لهم بعد استشهاد والدهم في غزوة مؤتة، حيث طلب من الله -عز وجل- أن يكون بديلاً لأهل جعفر ويعتني بهم. كما دعا لعبد الله بن جعفر بالبركة في أمواله ورزقه، ليصبح من التجار الكرماء المعروفين في الإسلام، حيث عُرف بسخائه الكبير مما يُعد من بركة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له.
في خلاصة المقال: نستعرض بعض النماذج من الصحابة الذين دعا لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ صغرهم، مثل ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبناء جعفر بن أبي طالب، إضافة إلى دعائه بشكل عام لأطفال المسلمين -صلوات ربي وسلامه عليه-.