يُعتبر المؤلف الموسيقي النمساوي من أشهر الشخصيات في تاريخ الموسيقى ومن أهم أعماله. الموسيقى تُعَدّ شكلًا من أشكال الفنون الصوتية الرائعة، حيث تجمع بين الغناء وعزف الآلات الموسيقية بطريقة متناغمة ومتسقة، استنادًا إلى ألحان وإيقاعات معينة.
على مر العصور، لعبت الموسيقى دورًا مهمًا في تعبير البشر عن مشاعرهم المتباينة، بدءًا من الفرح والحزن وصولًا إلى الشوق والحب والعتاب والفخر والعزلة وغيرها من المشاعر المتعددة.
تطورت الموسيقى عبر الزمن، ومع تقدمها، تم استخدامها في المجتمعات الحديثة كوسيلة للعلاج النفسي وعلاج الشيخوخة، بفضل قدرتها على التفاعل مع النفس البشرية وتأثيرها القوي على السلوك الإنساني.
يمكننا اعتبار الموسيقى لغة حضارية يتحدث بها العالم أجمع. فهي فن راقٍ له مكانة بارزة في التاريخ القديم وكذلك في العصر الحديث، وقد اعتبرها الفلاسفة والمفكرون أحد العناصر الأساسية لفهم الكون واكتشاف أسراره.
استمرت الموسيقى في التطور عبر العصور المختلفة، مثل العصر المصري القديم، والعصور اليونانية، وأيضًا العصور الأوروبية، مما جعل فن الموسيقى، بأشكاله المتنوعة، علمًا راقيًا مثل باقي العلوم التطبيقية التي تترك أثرًا رائعًا في نفوسنا وتساعد في ضبط سلوكنا وحل المشكلات النفسية.
أشهر المؤلفين الموسيقيين النمساويين
- في مجال فن الموسيقى، برز مؤلف عظيم يمتلك مجموعة من المؤلفات الموسيقية.
- تميّز هذا المؤلف بأسلوبه الفريد مقارنةً بالآخرين، ورغم صغر سنه، نضج بسرعة أكبر منهم.
- كان مبتكرًا أكثر من غيره، وحقق نجاحًا ملحوظًا رغم وفاته في سن مبكرة، حيث وافته المنية عن عمر يناهز 31 عامًا.
- في هذا السياق، سوف نتناول أبرز مؤلف نمساوي وأهم أعماله، بالإضافة إلى بعض المعلومات عن حياته الشخصية.
أهم مؤلف موسيقي نمساوي: “فرانز شوبرت”
يُعرف باسم فرانز بيتر شوبرت، وُلد في 13 يناير 1797 وتوفي في 19 نوفمبر 1828، وهو مؤلف موسيقي نمساوي بارز.
- ألف شوبرت مجموعة واسعة من الأعمال الموسيقية، تجاوزت 1000 مقطوعة موسيقية، وتُعتبر العديد من أعماله من بين أفضل الأعمال في تاريخ الموسيقى.
- تتميز مؤلفاته بالألحان الفريدة، وقد عاش خلال فترة قام فيها العديد من الملحنين الشهيرين بالعمل في فيينا، مثل: جوزيف هايدن، فولفغانغ أماديوس موتسارت، ولودفيغ فان بيتهوفن.
- وُلِد شوبرت ونشأ في فيينا، وتُعد الموسيقى التي ألفها من آخر أعمال الفترة الكلاسيكية، وهو من أوائل مؤلفي الموسيقى الرومانسية.
- وُلِد في 31 يناير 1797 لأبٍ من مورافيا، وهي منطقة تقع شرق جمهورية التشيك الحالية، بينما كانت والدته من سيليزيا، التي تقع الآن في بولندا.
- بدأ فرانز شوبرت تعلم الموسيقى في سن الخامسة، والتحق بالمدرسة في السنة التالية، حيث علمه والده آلة الكمان وتعلّم البيانو على يد أخيه، إغناتس.
- تولى والد شوبرت تعليم الموسيقى في مدرسة عام 1814، وكان له تأثير كبير على مسيرته الفنية.
- على الرغم من رغبته في الزواج، إلا أن القوانين في ذلك الوقت حالت دون ذلك، حيث تطلب الأمر أن يثبت قدرته على بناء أسرة.
البدايات التعليمية لفرانز شوبرت
- وُلِد فرانز بيتر شوبرت في لختنتال، التي كانت ضاحية في فيينا عام 1797، ويُعتبر المؤلف النمساوي الوحيد الذي وُلِد في فيينا.
- كان والد شوبرت يُدعى فرانز تيودور، وكان موسيقيًا هاويًا ومدرسًا، وتوقع أن يصبح أبناؤه مثله في المستقبل.
- في سن الثامنة، تعلم شوبرت العزف على البيانو على يد أخيه، وأخذ دروسًا في الكمان من والده.
- أظهر شوبرت موهبة كبيرة في تعلم الموسيقى بسرعة، حيث انتهى به الأمر للدراسة مع أنطونيو سالييري، المدرس المعروف، الذي علم أيضًا بيتهوفن.
- بحلول سن 16، كتب شوبرت سيمفونية وقداس، وبدأت مقطوعاته تُعزف في الكُناسات والحفلات الخاصة.
- رغم أن والده ضغط عليه للتدريس، استطاع شوبرت أن يلحق بالأجواء الموسيقية ويفرد موهبته.
المسيرة المبكرة لفرانز شوبرت
- واجه شوبرت العديد من التحديات، لكنه استمر في تطوير مواهبه بشكل مستمر، حيث أبدع في التأليف وأصبح يُعرف بأعماله المبتكرة.
- ظهرت في تلك الفترة مجموعة من الأغاني المتميزة مثل “أغاني الشتاء” و”الطحانة الحسناء”، بالإضافة إلى العديد من الأغاني الرباعية والأعمال الأخرى.
- في العام الأخير من حياته، كتب سيمفونية في مقام دو الكبير، وأصغر ثلاث سوناتات للبيانو.
- في 26 مارس 1827، قاد شوبرت موكبًا إلى قبر بيتهوفن، حيث أقيم حفل أسطوري في قاعة ميوزيكفيرين في فيينا، حيث شهدت القاعة حضورًا كبيرًا.
- استجاب الجمهور بحماس كبير للأغاني التي قُدم، والتي تضمنت أعمالًا رائعة، لكن للأسف، لم يتوفر الوقت لتنظيم حفل آخر.
إجمالي أعماله الموسيقية
- استمرت أعمال شوبرت في الازدهار خلال القرن التاسع عشر، حيث بلغ إجمالي أعماله أكثر من 100 ليد و8 سيمفونيات، مع تنوع كبير في الأنواع الموسيقية.
- شمل إنتاجه 35 عملًا متنوعًا للفنون، بما في ذلك موسيقى الحجرة، بالإضافة إلى العديد من مقطوعات البيانو.
- كتبت أعماله البيانو تُعد غنية وشاملة، حيث ألف 6 قداسات و15 أوبرا، وعُزفت سيمفونياته في حفلات عامة.
- من بين أعماله المعروفة: خماسية سمك الترويت، التي تُعتبر من المقطوعات الرائدة، و”مقام رى الصغير”، الذي يُعرف أيضًا باسم “الموت والفتاة”.
- القطعة الشهيرة “التارنتيلا” تعبر عن نوع من السرور المتقلب، بينما يُعتبر “مقام دو الكبير” أحد أعظم الأعمال في موسيقاه.
- كتب فرانز شوبرت أكثر من 600 عمل موسيقي، مع نسبة كبيرة من الأغاني الشهيرة.
ألف شوبرت 7 سيمفونيات مكتملة و21 لحنًا لم تكتمل، بالإضافة إلى العديد من الرقصات وأعمال منفردة للبيانو.
- وتضمن إنتاجه مجموعة كبيرة من الدويتو للبيانو.
- كما أن لديه 30 عملًا موسيقيًا كلاسيكيًا.
- بالإضافة إلى 6 كورالات للكنيسة و5 أعمال أوبرا.