أفلاطون وأبرز جوانب فلسفته. يُعتبر أفلاطون واحدًا من أعظم الفلاسفة في التاريخ اليوناني القديم، حيث وضعت الفلسفة الغربية عراقتها بناءً على أفكاره، حتى عُدَّت لاحقًا مجرد شروح على فلسفته.
تمكن أفلاطون من التعبير عن فكره الفلسفي من خلال كتاباته التي جمعت بين الشعر والفلسفة والفن. في هذه المقالة، سنسلط الضوء على أفلاطون وجوانب فلسفته الرئيسية، بالإضافة إلى جوانب من حياته وتجربته.
نشأة أفلاطون
- رغم أن أفلاطون ولد في أثينا عام 428-427 ق.م وتوفي عام 348-347 ق.م، كانت كتاباته تتنوع بين الرسائل، الحوارات، والإبيغرامات (قصائد قصيرة تنتهي بحكم).
- عرف أفلاطون بلقب “أفلاطون” نسبةً لجسد ضخم، ويُعتبر من أشهر فلاسفة اليونان.
- نشأ في عائلة أرسطوقراطية، وكان يُطلق عليه لقب “أفلاطون الإلهي”، وتعلم في بداية حياته على يد كراتيليوس والسفسطائيين، قبل أن يصبح تلميذًا لسقراط في العشرين من عمره.
- تأثر أفلاطون بشدة بحكم الإعدام الجائر الذي صدر بحق سقراط، مما زاده قناعة بأن الحكومات بحاجة إلى فلسفة لتأسيس العدالة والنظام.
- بعد ذلك، سافر إلى مصر ثم إلى جنوب إيطاليا، حيث التقى الفيثاغوريين، ومن ثم انتقل إلى صقلية للقاء ديونيسوس ملك سيراكوسا، آملاً في إنشاء دولة فلسفية، لكنها كانت تجربة غير ناجحة.
- عاد إلى أثينا حيث أسس “أكاديمية أفلاطون”، غير أن محاولاته اللاحقة لإنشاء دولة فلسفية في سيراكوسا باءت بالفشل، مما دفعه للاستقرار في أثينا.
معلومات عن حياة أفلاطون
- ينتمي أفلاطون لعائلة عريقة يعود أصلها من جهة الأم إلى صولون ومن جهة الأب إلى ملوك أثينا القدماء. ويعتقد بعض المؤرخين أن عائلته تعود في أصلها إلى بوسيدون، إله البحر.
- كانت والدته أخت خرميذس، وهذا هو سبب كرهه للديمقراطية الذي قد يكون متجذرًا في عائلته. وُلِد أفلاطون باسم “أرستقليس” والذي يعني “الأفضل” وقد برع في الرياضيات، الموسيقى، الفلسفة، والشعر.
- كان لديه جاذبية مجذوبة لكل من الرجال والنساء، وشارك في الألعاب الأولمبية. كما عُرف بلقب “أفلاطون” (Platon) بناءً على بنيته الجسدية وامتلاكه قوة.
- بينما كان يتنقل بين السياسة والشعر، في عمر العشرين بدأ يحاكي تعاليم سقراط، الذي كان صديقًا لعائلته، مما جعله يدرك أهمية الفلسفة في حياته.
أفلاطون وأهم جوانب فلسفته
- تُعرَف فلسفة أرسطو بأنها علم الجوهر، بينما يرى أفلاطون أنها عالم الأفكار والتي تمثل الجوهر الأساسي غير المشروط للمظاهر.
- على الرغم من اختلافاتهم، يتناول كلا الفيلسوفين موضوعات الفلسفة من منظور الكل. يبحث أرسطو عن الكل في الأشياء الواقعية، بينما يجد أفلاطون الكل بعيدًا عن العالم المادي.
- تتمثل علاقة الكل بالأشياء المادية في مفهوم المثال (المثل) والتطبيق.
الطريقة الفلسفية عند أفلاطون
- ابتكر أفلاطون ما يُعرف بطريقة الحوار، والتي تعد دراما فلسفية تعبر عن أفكاره من خلال شخصية سقراط، مما يجعل التمييز بين فلسفتهم يكاد يكون مستحيلاً.
- ألف أفلاطون حوالي ثمانية وعشرين حواراً، بدءً من الحوارات السقراطية إلى الحوارات الناضجة، حيث تتضح نظرية المثل والموضوعات الجوهرية فيها.
- تشير الطريقة الفلسفية عند أرسطو للتقدم من دراسة الظواهر الطبيعية إلى تعريف الكل، بينما تستخدم أفلاطون المثُل وأفكاره كمنطلق لتطبيقها عمليًا.
الميتافيزياء لأفلاطون
- ينقسم التفكير الميتافيزيائي عند أفلاطون إلى عالمين: العالم المحسوس وعالم الأفكار. العالم المحسوس هو عالم الفساد والتغير، الذي يعد مصدر أوهام.
- الأشياء في هذا العالم لا تتواجد إلا من خلال المحاكاة، وتكون وجودها نتيجة للفيض الإلهي.
عالم المحسوسات عند أفلاطون
- يتكون عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية وأفكار غير افتراضية، وتربطها علاقة متوازنة مع المثال الأعلى.
- شرح أفلاطون كيف أن النفس البشرية تسقط في العالم المحسوس، وفقًا لكتاب “فيدروس”، حيث تبدأ النفس في البحث عن ذاتها ومعرفتها.
وجهات من حياة أفلاطون
- سُجلت تأثيرات مبادئ الكلبية في أفكار أفلاطون، إذ قام بوصف مدينة فاضلة تتبنى حياة شيوعية فطرية. يُظهر ذلك عاطفته تجاه هذا النموذج.
- كان سعي أفلاطون لإنشاء أرستقراطية شيوعية تعبيراً عن رغبته في تحقيق التوازن بين مثالية عصره واحتقاره للديمقراطية.