يعد مضيق باب المندب من أبرز المواقع الاستراتيجية في المنطقة، وهو من الممرات البحرية الحيوية التي تربط بين المحيط الهندي وشرق أفريقيا. نظرًا لأهميته الكبيرة، كثيرًا ما يتساءل الناس عن موقع مضيق باب المندب.
موقع مضيق باب المندب
يقع مضيق باب المندب في شمال شرق شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب قارة أفريقيا، ويتميز بالأبعاد التالية:
- يمتد هذا المضيق كممر يربط بين شمال غرب البحر الأحمر وجنوب شرق خليج عدن والمحيط الهندي.
- طول المضيق يبلغ 32 كيلومترًا، وينقسم إلى قناتين: قناة شرقية وقناة غربية.
- تبلغ مساحة القناة الشرقية 3 كيلومترات، بينما تمتد القناة الغربية لمسافة 26 كيلومتراً.
- يرمز مصطلح “باب المندب” باللغة العربية إلى “بوابة الدموع”، ويعود ذلك إلى المخاطر التي كانت تواجه الملاحة في تلك المنطقة تاريخيًا.
المحافظة التي يقع بها مضيق باب المندب
يقع مضيق باب المندب ضمن محافظة تعز في اليمن، وقد تشكل نتيجة التباعد الجغرافي الذي حدث بين قارة آسيا وقارة أفريقيا نتيجة:
- الحركات التكتونية للصدع السوري الأفريقي، مما أدى إلى تكوين البحر الأحمر.
- يمتلك المضيق قيمة تاريخية كبيرة لسكانه والمجتمع المحيط به.
سبب تسمية مضيق باب المندب
تعود تسمية “باب المندب” إلى ما يُطلق عليه الندب أثناء البكاء، خاصة عند فقدان الأشخاص، وقد كان هذا الأمر معروفًا في الماضي:
- حيث كانت الأمهات في حال تعرض بلادهم للغزو من الأعداء، يبتلين بفقدان بناتهن، ويطلقون صرخات الندب.
- بعض الروايات الأخرى تشير إلى أن الاسم ينسب إلى الندب على الذين غرقوا في البحر بسبب زلزال قديم.
الأهمية الاقتصادية لمضيق باب المندب
يمتاز مضيق باب المندب بأهمية اقتصادية كبيرة بسبب موقعه الجغرافي، ويمكن تلخيص أهميته فيما يلي:
- يعتبر حلقة الوصل للتجارة الدولية، التي شهدت زيادة ملحوظة بعد افتتاح قناة السويس عام 1869.
- يساهم في سرعة وصول أوروبا إلى الهند ودول شرق آسيا عبر البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
- بذلك أصبح مضيق باب المندب بديلاً أكثر فعالية للطريق القديم الذي كان يحيط بأفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.
- وتم من خلال هذا المضيق اكتشاف احتياطيات النفط، وتصبح ناقلات النفط تمر عبره إلى أمريكا وأوروبا.
- تتمتع اليمن بخاصية السيطرة على المضيق بفضل وجود جزيرة بريم التي تفصل بين القناتين.
- يعد المضيق طريقًا مناسبًا للملاحة البحرية المتنوعة وليس فقط لنقل النفط، حيث يسمح بحركة السفن بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
- يشكل مضيق باب المندب طريقًا استراتيجيًا لتجارة النفط بين الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط.
- كما يتيح الاتصال المباشر بين البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي عبر قناة السويس.
الأهمية التاريخية لمضيق باب المندب
يمتلك مضيق باب المندب أهمية تاريخية كبيرة، حيث يمكن إبراز النقاط التالية:
- كان المضيق هو المعبر الذي استخدمه الساميون للعبور إلى أفريقيا حوالي 1900 قبل الميلاد.
- سيطرت إمبراطورية اكسوم على المضيق بين 100 و940م، محكومة المنطقة الممتدة بين شمال إثيوبيا وإريتريا.
- في عام 1799، استولى البريطانيون على جزيرة بريم وأقاموا منارة تجارية بها.
- وتواصلت السيطرة البريطانية على الطرق التجارية المرتبطة بالمنارة في عام 1861.
معلومات إضافية عن مضيق باب المندب
بعد التعرف على موقع مضيق باب المندب، هناك معلومات أخرى مهمة تتعلق به:
- يشكل المضيق حاليًا طريقًا للملاحة غير النفطية التي تنقل البضائع بين دول الشرق الأوسط ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.
- تم إنشاء جسر يعرف باسم “جسر القرن الإفريقي”، الذي يربط بين سواحل اليمن وجيبوتي، وهو من المشاريع الهامة المطروحة.
- يتميز مناخ منطقة باب المندب بكونه حارًا وجافًا، حيث يسقط معدل الأمطار فيه نحو 100 مليمتر سنويًا.
- تصل درجات الحرارة إلى 33 درجة مئوية في أعلى مستوياتها.
- تستقبل المنطقة أعدادًا كبيرة من الطيور المهاجرة خلال فصل الخريف، مثل حوام السهول وعقاب السهوب.
- يتواجد على طول الساحل الشعب المرجانية المتميزة والبروزات الصخرية.
أهمية مضيق باب المندب في العصر الحديث
تكتسب أهمية مضيق باب المندب مزيدًا من التعزيز في العصر الحديث، حيث يساهم في:
- ربط المحيط الهندي عبر بحر العرب والقرن الأفريقي وبحر عمان.
- تيسير تجارة النفط بين دول الشرق الأوسط والدول الأوروبية، ويربط بذلك الخليج العربي بالبحر الأبيض المتوسط.
- التحكم في طرق التجارة العالمية للنفط، حيث يؤدي إغلاقه إلى تحويل ناقلات النفط إلى المسار الجنوبي لأفريقيا، مما يتسبب في زيادة تكاليف النقل والجهد.
- يعتبر أيضاً طريقاً مناسباً لحركة الملاحة البحرية الأخرى، ما عدا نقل النفط، مما يسهل الحركة بين دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.