من هو اليتيم؟ هذا سؤال يهم الكثيرين، لاسيما المهتمين بالدراسات الشرعية، حيث يسعون لفهم من يعتبر يتيمًا وفقًا لما ورد في القوانين الإسلامية. في هذا المقال، سنستعرض التعريف الدقيق لليتيم، فضلاً عن فضل كفالة اليتيم في الإسلام.
مفهوم اليتيم
ترتبط كلمة “يتيم” في اللغة العربية بمعنى العزلة. وبحسب ما قرره الفقهاء، فإن اليتيم هو من فقد والده في مرحلة الطفولة، بينما من فقد أمه لا يُعتبر يتيمًا، ومن فقد كلا ووالديه يُطلق عليه مصطلح آخر. وفي حالات فقدان الأب في سن متقدمة، فإن الشخص لا يُعتبر يتيمًا أيضًا.
إن وجود الأب هو نعمة لا يدرك قيمتها إلا من عاش تجربة فقدانه، حيث يمثل الأب مصدر الأمان والسند في الحياة بعد الله عز وجل.
تولى القرآن الكريم مسألة الأيتام اهتمامًا بالغًا، حيث وردت عدة آيات تدعو إلى رعايتهم، كما يتجلى ذلك في سورة البقرة، الآية (83)، حيث قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ”.
تبرهن هذه الآية بوضوح على مكانة الأيتام في المجتمع، وأن من يتولى رعايتهم ينال أجرًا عظيمًا. وتجدر الإشارة إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيمًا، حيث توفي والده وهو في بطن أمه، وتبعه فقد والدته، ثم كفله عمه.
اختلاف المصطلحات: اليتيم، العجي، واللطيم
يُستخدم مصطلح “يتيم” بشكل عام للإشارة إلى من فقد أحد والديه أو كليهما، لكن هذا الاستخدام غير دقيق؛ إذ يُطلق لفظ “يتيم” على من فقد والده فقط. بينما “العجي” يستخدم لوصف من فقد أمه، وفي حال فقدان كلا الوالدين يُطلق على الطفل اسم “لطيم”. وبذلك، نكون قد وضحنا الفروق بين هذه المصطلحات.
فضل كفالة اليتيم
حث الإسلام بشدة على كفالة اليتيم والإنفاق عليه، وقد جعل الله ما يُنفَق في سبيل ذلك بمثابة خطوات تقرب العبد إلى الله. وقد نبه الله تعالى إلى مخاطر التهاون في حق اليتيم، حيث قُرنت هذه المسألة بالتكذيب في يوم القيامة، ما يؤكد على أهمية رعايتهم. وللكفالة فضائل معروفة، منها:
- الأجر العظيم من الله لشخص ينفق على اليتيم.
- كفالة اليتيم تُعتبر من الأمور الأساسية التي تساهم في الفوز بالجنة ورضا الله.
- زيادة البركة في المال عند كفالة يتيم.
- بناء مجتمع خالٍ من الحقد والغيرة.
- كفالة اليتيم تُعتبر من الأعمال التي تُلطف القلب.
حكم تناول مال اليتيم
يُشدد القرآن والسنة النبوية على أهمية رعاية الأيتام، ومع ذلك، نرى اليوم الكثيرين يسعون للحصول على المال بطرق شرعية وغير شرعية. وقد حذر الله من التسبب في أذى أموال الأيتام، مُعتبرًا ذلك جريمة بشعة. كما ورد في سورة النساء، الآية (2)، قال تعالى: “وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا”.
في الختام، نأمل أن ينال مقالنا إعجابكم. لقد استعرضنا فيه تعريف اليتيم، والفرق بينه وبين العجي واللطيم، بالإضافة إلى فضل كفالة اليتيم وحكم تناول أمواله.