أبوها نبي، وزوجها نبي، وابنها نبي
- السيدة ليا، ابنة النبي يعقوب عليه السلام، وأخت النبي يوسف عليه السلام، وزوجة النبي أيوب عليه السلام، وأم النبي ذو الكفل عليه السلام، فهي تلخص مفهوم النبوة في حياتها، حيث أتى سيدنا يعقوب، وزوجها أيوب، وابنها ذو الكفل.
- حققت السيدة ليا مكانة رفيعة، ونشأت في كنف عائلة نبيلة، وقد أكرمها الله عز وجل بمقام جليل.
- وتمثل السيدة ليا رمزًا للصبر والتحمل على الابتلاءات الإلهية دون ملل، بالإضافة إلى أنها كانت محتسبة، راضية، وموالية لزوجها.
- لقد أرسل الله تعالى العديد من الأنبياء والرسل عبر التاريخ، بدءًا من سيدنا آدم عليه السلام وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- كل فترة تاريخية كانت تشهد ظهور أنبياء ورسل جدد يختلفون فيما بينهم، حيث بعث كل نبي لدعوة قوم مختلف.
- ومع ذلك، اتفقت رسالات جميع الأنبياء على عبادة الله الواحد الخالق، ودعوة الناس للسلام والمحبة.
- كما كانت هناك فترات زمنية أرسل الله فيها أنبياء متعددين، وذلك لحكمة يعلمها وحده عز وجل.
- وفي تلك الفترات كان كل من سيدنا يعقوب، سيدنا يوسف، سيدنا أيوب، وسيدنا ذو الكفل، يمثلون جزءًا من تلك البعثة المباركة.
- وارتبط هؤلاء الأنبياء جميعًا بشخص واحد، وهي السيدة ليا رضي الله عنها.
الخلاف حول هوية السيدة ليا ابنة النبي يعقوب
- قد استُنتج من بعض الإسرائيليات أن السيدة ليا بنت يعقوب هي المرأة التي نالت شرف كون والدها نبيًا، وزوجها نبيًا، وابنها نبيًا.
- توجد روايتان مختلفتان في بعض الكتب الإسلامية حول زوجة النبي أيوب عليه السلام، حيث أفادت مصادر أن زوجته هي السيدة ليا، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها رحمة بنت أفرائيم بن يوسف عليه السلام.
- بينما اشارت بعض الإسرائيليات إلى أنها ليا بنت أفرائيم، أو ميشا بنت يوسف عليه السلام.
- لكن الله تعالى أعلم بما هو صحيح، إذ لا توجد أدلة قاطعة من الأحاديث النبوية حول هذا الموضوع، ولا بد أن هذه الروايات نقلت لأغراض علمية واستشهادية فقط.
حياة السيدة التي أبوها نبي وزوجها نبي وابنها نبي
- عاشت السيدة ليا حياة مرفهة مع النبي أيوب عليه السلام، الذي كان واحدًا من أغنى الأنبياء.
- أظهرت السيدة ليا دعمًا كبيرًا لدعوة زوجها أيوب، وكونت معه عائلة مثالية، فكان زوجًا وأبًا وصاحبًا لنبي أدّى حق الله عز وجل.
- كان النبي أيوب يهتم بالفقراء والمحتاجين، ويقدم لهم من رزقه الذي أكرمه الله به.
- اهتم النبي أيضًا بالأيتام والأرامل، ولم يقصر في تقديم العون لهم، حيث كان غنيًا بالأبناء من الذكور والإناث.
- لكن الله تعالى ابتلاه بمرض صعب، فصمد وزوجته أمام ابتلاءاته.
- استمر مرضه لعدة سنوات، لكنها ظلت تسانده، وتُعبر عن شكرها لله، حتى تباعد الناس عنهم بسبب طول فترة مرضه.
- استمر بلاءه حتى وصل إلى 18 عامًا، إلا أن السيدة ليا استمرت في رعايته والوقوف بجانبه.
- اهتمت بحالته الصحية، وظلت وفية وحنونة على زوجها.
- أخيرًا، أنعم الله عليه بالشفاء، ثم رزقه مرة أخرى بالأبناء ومن بينهم سيدنا ذو الكفل عليه السلام.
كما يمكنكم التعرف على:
صبر زوجة النبي أيوب
- ذُكرت في القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، العديد من المواقف المتعلقة بمرض سيدنا أيوب عليه السلام.
- كان يعرف عنه صبره وإيمانه بقضاء الله وقدره، كما صبرت زوجته وأسرته على صعوبات المرض.
- قال الله تعالى في سورة الأنبياء، الآية 83، موجهًا الحديث عن سيدنا أيوب:
- (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
- أقدمت السيدة ليا على قطع شعرها في سبيل مساعدة زوجها، كما ورد في كتاب “كشف الأسرار”.
- عندها غضب النبي أيوب عليها وظن أن إبليس يهدف لإيذائها.
- حذرها قائلًا إنه إذا تم شفاؤه، سيجلدها مئة جلدة، فأمر بجزء من غصن مع تسعة وتسعين قضيبًا، وضربها ضربة واحدة ليظهر شفقته، وهذا مع رحمة الله.
وفاة السيدة ليا التي أبوها نبي وزوجها نبي وابنها نبي
- تُروى عن السيدة ليا الصابرة والمحتسبة روايتان حول وفاتها.
- يقال إنها توفيت بينما كان زوجها النبي أيوب على قيد الحياة وأن ابنها ذو الكفل كان برفقتها.
- في رواية أخرى، قيل إنها توفيت بعد وفاة النبي أيوب بقليل، وبُعثت في أرض الشام، والله أعلم بالحقيقة.
الحكمة من كثرة أنبياء بني إسرائيل
قد يعود سبب كثرة الأنبياء في زمن بني إسرائيل إلى الفساد والظلم الذي عانوا منه، إذ كانوا بحاجة إلى توجيه ودعم روحي، واسم “إسرائيل” يتكون من جزئين: “إسرا” و”إيل”، وهو يعبر عبريًا عن “عبد الله”، وهو أحد ألقاب النبي يعقوب عليه السلام.