أهمية اللغة العربية وأمثالها
- من الغرائب المدهشة أن تنشأ اللغة العربية وتصل إلى مستوى متقدم من الكمال وسط الصحاري، في مجتمع يعتمد على الترحال. فقد تفوقت هذه اللغة على غيرها بفضل غزارة مفرداتها ودقة معانيها ونظام تركيباتها، ولم تشهد خلال مسيرتها الطويلة طفولة أو شيخوخة، بل سُجلت فتوحاتها وانتصاراتها التي لا مثيل لها. إن هذه اللغة ظهرت كاملة أمام الباحثين، دون أي تدرج، وحافظت على هويتها من أي شائبة.
- اللغة العربية هي لغة غنية وساحرة، إذ تعبر ألفاظها عن مشاهد الحياة والطبيعة، وتمثل كلماتها تدفقات النفوس. كما أن معانيها تتجلى في ثنايا الألفاظ، وكأن كلماتها تمثل خطوات الضمير ونبضات القلوب.
- يعتبر القرآن تعبيراً لغوياً يجمع شتات الهوية العربية، ولا يزال الناطقون بالعربية متميزين بهذه الهوية، سواء من حيث الواقع أو الحكم.
- لا توجد لغة يمكنها مجاراة شرف اللغة العربية، فهي الوعاء الذي اختير ليحمل رسالة الله النهائية. روحياً، تعتبر مكانتها مميزة، حيث لا تتفوق عليها أي لغة أخرى في قدرتها على التعبير. كما أن سعتها وثراء مفرداتها يوضح أنها لا تضاهى بأي لغة أخرى في العالم. تمتاز العربية أيضاً بدقتها وبساطة التعبير، حيث يمكن استخدام المجاز فيها بسلاسة، وتضفي استعاراتها وكناياتها بُعداً إضافياً يميزها عن غيرها من اللغات.
- إن التمكن من اللغة العربية يُعد ضرورياً، حيث يؤثر تعلّمها على العقل والدين والأخلاق. يُجيز ذلك التشابه مع صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، مما يعزز من القدرة العقلية والدينية. ولأن اللغة العربية جزء من الدين، فإن فهم الكتاب والسنة يتطلب إتقان اللغة، مما يجعل تعلّمها واجباً.
- من الواجب على الجميع تعلم وتعليم اللغة العربية، وكان السلف يحرصون على تعليم أولادهم أسس اللغة. لذلك، يجب علينا تجاوز الأخطاء اللغوية وتحسين مهارات اللغة لدينا لضمان فهم الكتاب والسنة بشكل صحيح، والتأسي بالعرب في أساليب حديثهم، حيث إن التهاون في هذا الأمر يُعد نقصاً.
- تظل اللغة العربية الفصحى تحتفظ بمركزها العالمي كرمز لغوي لوحدة عالم الإسلام، حيث تعد اللغة الأساسية في العديد من البلدان العربية والإسلامية. لقد أثبت التراث العربي الخالد أنه أقوى من محاولات إضعاف اللغة العربية الفصحى، وإذا استمرت التوجهات الحالية، ستحافظ العربية على مكانتها المرموقة كلغة للمدنية الإسلامية.
- عندما أنزل الله رسالته إلى النبي محمد، كانت بلغة عربية، حيث قال الله لنبيه: “فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً.”
- باستثناء الصين، لا يوجد شعب آخر يمكنه ولو لمرة واحدة الفخر بكمية الكتب التي تعكس علوم لغته مثل العرب.
- بفضل القرآن، بلغ اتساع اللغة العربية مستويات يصعب على أي لغة أخرى الوصول إليها.
- تنبض العبارة العربية كآلة موسيقية، فعند Klang لواحد من أوتارها، تتجاوب جميع الأوتار وتحدث تأثيراً عميقاً في النفس، حيث تشكل عواطف وصوراً تتجاوز المعنى المباشر.
- لقد أدت اللغة العربية دوراً مهماً في إدخال الأساليب العلمية إلى الغرب، إذ أنها واحدة من أنقى اللغات، وقد تميزت بطرق فريدة في التعبير العلمي والفني.
- إنَّ تميز اللغة العربية بحسن المفردات وترتيبها، جعلها من أغرب الظواهر في تاريخ البشرية، فهي لا تعرف الطفولة أو الشيخوخة.
- مَن يعلم لغة العرب، فإنه يعرف أعظم أدوات القرآن، ويكتشف علم العربية، ويفهم أشعارها وخطبها العظيمة.
- تعتبر اللغة العربية الأفضل بين جميع اللغات، والإقبال على تعلمها يُعد جزءاً من ممارسة الدين، فإن معرفتها تساهم في تعزيز الإعجاز القرآني وتوثيق النبوة.
- لا يوجد شعب ذلّ لغته إلا ذلّ، ولا انحطت لغة إلا وكان مستقبل هذا الشعب عرضة للخطر. يستغل الاستعمار لغة الأمة المستعمَرة، مما يفرض عليهم جحيم الفقدان، حيث يُحبَس لغتهم في غياهب لغته، وينسى تاريخهم.
- تعتبر اللغة تجسيداً للتاريخ، والتاريخ يعكس صفات الأمة. إن الاتصال بين اللغة وتاريخ الأمة هو من المسلمات، حيث تظل هذه الصفات ثابتة ما دامت الهوية قائمة.