مدينة صفد
تعتبر صفد واحدة من المدن الشمالية الفلسطينية التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتقع في منطقة الجليل. تُعرف صفد بارتفاعها الملحوظ عن سطح البحر، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي تسعمائة متر. تبعد المدينة عن القدس بحوالي مئة وأربعة وثلاثين كيلومتراً في الاتجاه الشمالي، وتطل على بحيرة طبريا ومدينة بيسان الواقعتين في الجهة الجنوبية الشرقية، بالإضافة إلى جبل جرمق الذي يقع على الجانب الغربي منها.
نبذة تاريخية
أظهرت الحفريات التي أجريت في المدينة حول برج اليتيم (قلعة صفد) آثاراً معمارية تعود إلى العصر الحديدي، إلى جانب مجموعة من القبور التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي. تم ذكر المدينة لأول مرة على لسان المؤرخ (يوسيفوس فلافيوس)، الذي أشار إليها كأحد الحصون المحصنة استعداداً للتمرد اليهودي ضد الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي، والذي انتهى بالفشل.
عمل الصليبيون في القرن الثاني عشر الميلادي على تعزيز تحصينات المدينة، ولكنها سُقطت في أيدي الملك بيبرس عام 1266 ميلادية. في مطلع مايو عام 1948، سقطت صفد بأيدي اليهود بعد سيطرتهم على قرى بيريا وعين الزيتون، مما أدى إلى كسر الحصار العربي المفروض على الحي اليهودي في المدينة، وبتتابع الأحداث تم السيطرة على المدينة بالكامل تمهيداً للاحتلال الإسرائيلي للجليل الأعلى.
معالم صفد
تحتوي مدينة صفد على عدد كبير من المعالم التراثية والتاريخية التي تعكس الهوية العربية الإسلامية للمدينة. من أبرز هذه المعالم جامع الظاهر بيبرس المعروف أيضاً بالجامع الأحمر، وجامع الجوكنداري، بالإضافة إلى جامع اليوسفي الكبير المعروف بجامع السوق، والذي يتم استخدامه حالياً من قبل الاحتلال كمعرض للصور. كما تحول جامع يعقوب إلى مخزن للأخشاب على يد الاحتلال.
تضم صفد أيضاً العديد من الزوايا الشهيرة، مثل زاوية الأسدي الموجودة في حارة الأسدي والتي تعرف بزاوية الصدر الأسدية، وزاوية الشيخ العثماني، بالإضافة إلى زاوية حسام الدين بن عبد الله الصفدي، وزاوية الشيخ شمس الدين.
النشاطات الاقتصادية
في مجال الزراعة، تمتاز أراضي صفد الجبلية المحيطة بالمدينة بزراعة أشجار متعددة، تتضمن أشجار الزيتون وكروم العنب، كما تُزرع أنواع مختلفة من الحبوب والخضروات، إلى جانب أشجار الفاكهة المتنوعة. يُعتبر الزيتون أبرز المحاصيل الزراعية في صفد، إضافة إلى الفواكه الشهيرة مثل البرتقال، المشمش، والتين.
أما في المجال الصناعي، فتُعرف المدينة بتوافر الصناعات الغذائية، إلى جانب صناعة السجائر وصناعة المطابخ. من ناحية التجارة، تنشط الحركة التجارية في صفد بفضل موقعها الجغرافي المميز، كما تُعتبر وجهة سياحية مهمة لكونها واحدة من أجمل المناطق الصيفية في فلسطين، مما يُسهم في جذب الزوار للاستمتاع بجمال طبيعتها ونشاط أسواقها.