الأمراض تمثل تحديًا كبيرًا لنا جميعًا، ومن المهم أن نتخذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسنا منها. لتحقيق ذلك، يجب فهم كيفية انتشار الأمراض وأفضل طرق الوقاية منها. في هذا السياق، سنتناول اليوم الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الرذاذ.
الأمراض المعدية
تحدث الأمراض المعدية نتيجة لوجود كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، والطفيليات. تعتبر هذه الكائنات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تتواجد في الهواء، التربة، المياه، وأجسامنا.
بينما بعض هذه الكائنات تكون نافعة وتساهم في الحفاظ على صحتنا، هناك كائنات أخرى قد تسبب العدوى. لذا، من خلال فهم كيفية انتقال الأمراض المعدية، يمكننا اتخاذ إجراءات فعّالة للحد من انتشارها.
آلية انتقال الأمراض عبر الرذاذ
- يحدث انتقال المرض عبر الرذاذ عندما تنتشر البكتيريا أو الفيروسات عبر قطرات تنفسية كبيرة نسبيًا تنتج عن العطس أو السعال أو الزفير.
- هذه القطرات تنتشر عادةً لمسافات قصيرة، تصل إلى أقل من 3 أقدام، وتحمل معها العديد من الجزيئات المعدية، مما يسهل الانتشار بين الأفراد المتواجدين قريبًا من بعضهم البعض.
- العديد من الأمراض الشائعة يمكن أن تنتقل عبر هذه الآلية، من بينها: نزلات البرد، الدفتيريا، الإنفلونزا، التهاب السحايا، النكاف، السعال الديكي، الطاعون، والحصبة الألمانية، بالإضافة إلى التهاب الحلق والحمى القرمزية.
أنماط انتقال الأمراض المعدية
تنتقل الأمراض المعدية بين الأشخاص سواء عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر.
تعدد أنواع الفيروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات المسؤولة عن الأمراض المعدية، ومنها الملاريا والحصبة وأمراض الجهاز التنفسي.
1. الاتصال المباشر
غالبًا ما تنتشر الأمراض المعدية نتيجة للاتصال المباشر، والذي يشمل ما يلي:
الاتصال من شخص لآخر، حيث يعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا في نقل الأمراض المعدية.
يحدث ذلك عندما يلامس شخص مصاب أو يتبادل سوائل الجسم مع شخص آخر، وقد يحدث هذا قبل أن يدرك الشخص المصاب وجود العدوى، كما يمكن أن تنتقل الأمراض الجنسية بهذه الطريقة.
بعض أنواع العدوى تنتقل عند تلامس سوائل الجسم مثل الدم، اللعاب، البول، أو السائل المنوي بصورة مباشرة مع شخص غير مصاب، مثل التقبيل أو الاتصال الجنسي.
أمثلة على الأمراض المنقولة عبر سوائل الجسم:
- التهاب الكبد ب.
- التهاب الكبد ج.
وهناك أيضًا خطر نقل الأمراض المعدية من قبل النساء الحوامل إلى أطفالهن عبر المشيمة.
2. الرذاذ
يمكن أن تؤدي قطرات الرذاذ أثناء السعال والعطس إلى انتشار العدوى إليك، ويمكنك أيضًا نقل العدوى لشخص آخر من خلال الرذاذ الناتج عن الحديث.
3. الاتصال غير المباشر
يمكن أن تنتشر الأمراض المعدية أيضًا من خلال وسائل غير مباشرة كالتالي:
- الهواء.
- الأشياء الملوثة.
- الغذاء والمياه.
- الاتصال بين الحيوانات والبشر.
4. ملامسة الجلد أو الأغشية المخاطية
تنتشر بعض الالتهابات عند التلامس المباشر بين الجلد أو الأغشية المخاطية لشخص مصاب وسليم.
كما يمكن أن تنتشر العدوى عن طريق تلامس الجلد مع أجسام ملوثة، ومن الأمثلة على ذلك:
- قمل الرأس.
- التهاب الملتحمة.
5. الاتصال الجنسي
تنتقل العدوى المنقولة جنسيًا عادةً عبر الاتصال الجنسي، بما في ذلك الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي.
أمثلة على الأمراض المنقولة جنسيًا:
- الكلاميديا.
- السيلان.
- مرض الزهري.
- لدغات الحشرات.
6. الانتشار البيئي
بعض الأمراض لا تنتقل من شخص لآخر، بل تنتقل عبر مصادر بيئية مثل الغذاء أو الماء أو الحيوانات أو التربة، كما يحدث عند تناول أو شرب أطعمة أو مياه ملوثة.
من الأمثلة على ذلك:
- الليستيريا.
- التيفود.
- التسمم الغذائي.
7. عبر البيئة الملوثة
بعض الأمراض المعدية تنتقل عن طريق الاتصال بمصادر بيئية ملوثة، وليس فقط من خلال التفاعل مع شخص مصاب، وأمثلة على ذلك تشمل:
- الملاريا.
- حمى الضنك.
- التيتانوس.
- داء الفيلقيات.
الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الرذاذ
تنتشر بعض العدوى عندما يتحدث شخص مصاب أو يسعل أو يعطس، حيث تحتوي القطرات الصغيرة الناتجة على الجراثيم.
تنتقل هذه القطرات لمسافات قصيرة قبل أن تسقط، ما قد يسمح للأشخاص القريبين من استنشاقها، أو تسقط على أسطح وأجسام، ويمكن أن يحدث الانتشار أيضًا عند لمس الأنف أو الفم بعد تعرضهما لهذه القطرات.
أمثلة على الأمراض التي تنتشر عبر الرذاذ تشمل:
- الزكام.
- الإنفلونزا.
- كوفيد-19.
يمكن أن تنتشر العدوى أيضًا أثناء التنفس أو العطس حيث تساهم الجزيئات المحمولة في الهواء في العدوى. قد تبقى الجراثيم عالقة في الهواء لساعات قبل استنشاقها من قبل الآخرين، وهو ما يُعرف بالهباء الجوي. ومن أمثلة الأمراض التي تنتشر بهذه الطريقة:
- الحصبة.
- السل.
بعض الجراثيم قد تنتشر عن طريق الرذاذ والهباء الجوي، مثل الإنفلونزا.
أساليب حماية أنفسنا من انتقال المرض عبر الرذاذ
- يجب غسل اليدين بانتظام، لا سيما باستخدام معقم اليدين، لمنع انتقال القطرات. يعد غسل اليدين قبل تناول الطعام أو لمس الأنف والعينين أمرًا ضروريًا.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس يساعد على تقليل انتشار الرذاذ.
- تقليل استخدام المناشف والأكواب القابلة للاستخدام مرة واحدة يقلل من خطر العدوى.
- تنظيف الأسطح الملوثة التي يتم لمسها بشكل متكرر مثل مقابض الأبواب ومرفقات الصنبور والألعاب يعد مهمًا.
- يمكن أن تنتقل الجراثيم عبر اليدين بسبب العطس أو السعال، لذلك يجب غسل اليدين لخفض خطر الإصابة بأمراض مثل نزلات البرد أو العدوى العينية.
كيفية تقليل انتشار الأمراض المعدية
- من خلال تقليل انتشار الأمراض المعدية، نعزز فرصة حماية الآخرين من الإصابة والحد من العدوى.
- يمكننا حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر في مجتمعاتنا مثل الأطفال وكبار السن وذوي المناعة المنخفضة، ما يساعد الجميع على العيش لفترة أطول بقدر أكبر من الصحة دون معاناة الأمراض.
- ستكون مؤسساتنا الصحية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الرعاية الطويلة الأمد، أكثر قدرة على التعامل مع التحديات الصحية الأخرى.