الكثير من الأشخاص يتساءلون حول صحة القول بأن الصلاة ليست واجبة، وأي شخص يزعم ذلك جاهل ويستحق القتل. يُعتبر هذا القول من المقولات المنسوبة إلى أحد القادة في الدولة الأموية. عبر موقعنا، سنتناول مدى صحة هذه العبارة.
من قال إن الصلاة غير واجبة يستحق القتل: صحيح أم خطأ
الشخص الذي قال إن الصلاة غير واجبة جاهلاً هو ابن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهو الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان. يُعَدُّ الأمير مسلمة أحد القادة العسكريين والسياسيين في الدولة الأموية. من المهم التأكيد على أن هذا الرأي خطأ، والصحيح هو أن يُعلم الناس بأهمية الصلاة.
أهمية الصلاة في الإسلام
عند مناقشة من قال إن الصلاة غير واجبة، يجب أن نعرف أن الصلاة تُعتبر من الأركان الأساسية للإسلام، حيث تحتل المرتبة الثانية بين الأركان الخمسة.
فقد فُرضت الصلاة على كل مسلم ومسلمة بالغين وعاقلين وقادرين، وتُؤدى خمس مرات في اليوم، وتضم صلوات الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء. بالإضافة إلى ذلك، هناك صلوات أخرى تُؤدى في مناسبات خاصة مثل صلاة العيدين، صلاة الاستسقاء، صلاة الجنازة، وصلاة الكسوف.
يجدر بالذكر أن الصلاة فُرضت في السنة الثانية بعد هجرة النبي من مكة المكرمة إلى المدينة، وذلك خلال رحلة الإسراء والمعراج.
أدلة وجوب الصلاة
لدى البحث في مسألة القول بأن الصلاة غير واجبة، يجب التنويه إلى أن هناك العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تؤكد فرضية الصلاة، ومن بين هذه الأدلة:
- {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة: 3].
- {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة البقرة: 43].
- {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [سورة البقرة: 45].
- {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} [سورة النساء: 101].
- {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [سورة النساء: 103].
- {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} [سورة المائدة 58].
- قال رسول الله: “من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة” [الراوي: أبو هريرة].
- قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة، قام إلى الصلاة.”
في ختام الأمر، تجدر الإشارة إلى أن الإسلام قد منح الصلاة مكانة عظيمة، إذ تُمثل أول عبادة أوجبها الله، وهي أول ما يُسأل عنه العباد يوم القيامة.