تعاني نسبة كبيرة من سكان العالم، تقدر بحوالي ثلثي البشر، من عدوى الجرثومة الحلزونية (H. pylori)، وهي واحدة من البكتيريا الضارة التي تصيب المعدة وتسبب آلامًا شديدة.
قد تكون الأعراض الجانبية لهذه الجرثومة متفاوتة الحدة أو قد لا تظهر على الإطلاق. على الرغم من توفر بعض الأدوية الفعّالة في علاج هذه العدوى، إلا أن لها آثارًا جانبية محتملة سنتناولها في هذا المقال.
ما هي جرثومة المعدة؟
-
تتميز جرثومة المعدة بشكلها الحلزوني، حيث تعيش وتتواجد في جدار المعدة وتتكاثر فيه.
- تسبب هذه الجرثومة زيادة احتمالية الإصابة بالحموضة، حيث تؤثر سلبًا على الغشاء المخاطي في المعدة.
- يمكن أن يؤدي تلف الغشاء المخاطي في بعض الحالات إلى انسداد في الأمعاء، وفي الحالات المتقدمة، قد تكون هناك زيادة في خطر الإصابة بسرطان المعدة.
أسباب العدوى بجرثومة المعدة
ترتبط عدوى جرثومة المعدة بعدة أسباب، ومعظمها يرجع إلى عدم الالتزام بالممارسات الصحية العامة، ومن أبرز هذه الأسباب:
- عدم غسل اليدين بانتظام، وخصوصًا قبل تناول الطعام وتحضيره.
- استخدام أدوات الطعام مع الآخرين، خصوصًا الأشخاص المصابين بالعدوى.
- انتشار عادات تناول الوجبات السريعة، التي تفتقر إلى النظافة.
- عدم غسل الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها، مما يجعلها مصدرًا للجراثيم.
- الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية والتدخين، مما يزيد من فرص العدوى.
- قد تزداد فرص الإصابة نتيجة الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب.
الأعراض المصاحبة للإصابة بجرثومة المعدة
تختلف الأعراض المصاحبة لعدوى جرثومة المعدة من فرد إلى آخر، حيث قد يعاني البعض من أعراض شديدة بينما لا يعاني آخرون من أي أعراض. ومن بين الأعراض الشائعة:
- دوار مستمر.
- آلام حادة في منطقة المعدة.
- قيء مستمر لفترات طويلة.
- شعور متزايد بالغثيان.
- صعوبة في التنفس لفترات طويلة.
- شعور مستمر بالحموضة.
- إسهال مستمر على مدة طويلة.
علاج جرثومة المعدة
يوجد طريقتان رئيسيتان لعلاج جرثومة المعدة: العلاج الثلاثي والعلاج الرباعي، كالتالي:
أولًا: العلاج الثلاثي
-
تُعتبر هذه الطريقة فعّالة جدًا، وتستمر لمدة تقارب 12 يومًا.
- تتضمن استخدام نوعين من المضادات الحيوية مثل (أموكسيسلين وكلاريثروميسين).
- بالإضافة إلى تناول دواء كـ”كداو توبرازول 40″ مع المضادات الحيوية.
ثانيًا: العلاج الرباعي
- تتألف هذه الطريقة من مجموعة أدوية تشمل (رابيبرازول، إيزوميبرازول، لانسوبرازول، وبانتوبرازول).
- كما تحتوي على مضادات حيوية مثل مترونيدازول وتيتراسايكلن، ودواء مضاد للبكتيريا مثل كبسموث سبساليسيلات، ويستمر العلاج لمدّة لا تقل عن سبعة أيام.
الآثار الجانبية لعلاج جرثومة المعدة
قد تحدث بعض الآثار الجانبية عند استخدام الأدوية المخصصة لعلاج جرثومة المعدة. إليكم أبرز هذه الآثار:
أولًا: الآثار الجانبية الناتجة عن تناول المضادات الحيوية
رغم الفوائد الكبرى التي تقدمها المضادات الحيوية في العلاج، إلا أنها قد تحدث أيضًا آثارًا سلبية مثل:
- الإصابة بعدوى فطرية.
- حساسية تجاه الضوء.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- تفاعل مع الأدوية والفيتامينات الأخرى.
- تصبغات في العظام والأسنان.
ثانيًا: بيسموت ساليسيلات
بيسموت ساليسيلات هو أحد المضادات المستخدمة لعلاج الجرثومة، ولكنه قد يسبب آثارًا جانبية مثل:
- إمساك متكرر.
- تغير لون البراز إلى بني داكن أو أسود.
- قلق وتوتر مستمر.
- تغير لون اللسان.
- الشعور بالصداع لفترات طويلة.
- تشجنات في العضلات.
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- طنين في الأذن.
ثالثًا: مثبطات مضخة البروتون
تسهم هذه المثبطات في تقليل كمية الحمض في المعدة من خلال تقليل إنتاجه، مما يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية مثل:
- انتفاخ البطن.
- صداع دائم.
- حمى وارتفاع في حرارة الجسم.
- إسهال مستمر.
- ظهور طفح جلدي.
هناك العديد من الأعراض الأخرى المحتملة الناتجة عن تناول أدوية لعلاج جرثومة المعدة.
رابعًا: حاصرات الهستامين
تعمل حاصرات الهستامين على منع إفرازات معينة، ويمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية تشمل:
- جفاف الجلد.
- مشكلات في عملية التبول.
- أرق مستمر.
- صداع متواصل.
- طنين في الأذن.
طرق الوقاية من جرثومة المعدة
توجد عدة استراتيجيات يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الوقاية من جرثومة المعدة. يعتمد العامل المشترك بينها على الالتزام بالنظافة، ومن أبرز هذه الطرق:
- الحفاظ على نظافة الحمام، وغسله قبل وبعد الاستخدام.
- غسل وتعقيم الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها.
- غسل اليدين بشكل متكرر بعد استخدام الحمام، وقبل إعداد أو تناول الطعام.
- تجنب تناول الطعام من مصادر غير موثوق بها.
- تجنب مشاركة أدوات الطعام مع الآخرين، خاصة مع المصابين بالعدوى.