إندونيسيا: أكبر دولة إسلامية في العالم
أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الإسلام هو الدين الذي يشهد أكبر معدل نمو في العالم، حيث تزداد أعداد المسلمين سنويًا، مما أدى إلى تكوين عدد من الدول الإسلامية الكبرى، وأبرزها إندونيسيا. وتوقعت الدراسة أن يزداد عدد معتنقي الإسلام بشكل أسرع مقارنة مع زيادة معتنقي الديانات الأخرى، مما قد يؤدي إلى تقارب أعداد المسلمين مع المسيحيين بحلول عام 2050 ميلادي.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المسلمين في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم، تبلغ 87.2%، مما يعني أن الغالبية العظمى من سكان البلاد هم مسلمون. النسبة المتبقية تشمل 9.9% من المسيحيين، و1.7% من الهندوس، و0.9% من أتباع ديانات أخرى مثل البوذية والكونفوشيوسية. وعلى الرغم من أن إندونيسيا دولة إسلامية، إلا أنها ليست عربية، حيث تضم مجموعة متنوعة من الأعراق مثل الجاويين، والساندانيين، والمادوريين، وملاويي السواحل.
اللغة الرسمية لإندونيسيا هي الباهاسا، التي تطورت من اللغة المالوية، بالإضافة إلى العديد من اللغات الأخرى الشائعة مثل الإنجليزية، والهولندية، فضلاً عن حوالي 742 لغة ولهجة. ويعود اسم إندونيسيا إلى جمع كلمتي “إندوس” اللاتينية (الهند) و”نيسوس” اليونانية (جزيرة)، وقد أطلق هذا الاسم خلال القرن الثامن عشر.
تاريخ دخول الإسلام إلى إندونيسيا
أسباب اعتناق الإندونيسيين الإسلام
دخل الإسلام إلى قلوب سكان إندونيسيا بسبب دعوته للمساواة بين الناس ومبادئه العلمية القوية التي حررتهم من ظلم الإقطاع. فقد ساد في إندونيسيا قبل الإسلام نظام إقطاعي قمعي يمكن الحاكم فيه من الاستيلاء على أراضي السكان وزوجاتهم دون وجه حق، مما جعل تعاليم الإسلام الجاذبة التي تحض على العدالة والفضيلة تثير اهتمامهم.
كان أمراء جزيرة جاوة الهندوس من أوائل من اعتنق الدين الإسلامي، رغبةً منهم في تعزيز التجارة وبناء تحالفات مع التجار المسلمين. تلاهم شعوبهم، مما أسهم في تحويل المنارات إلى مآذن إسلامية تدعو للصلاة وتحويل الساحات العامة إلى مساجد تُذكر فيها أسماء الله.
تاريخ الإسلام في إندونيسيا
من الصعب تحديد تاريخ محدد لبداية دخول الإسلام إلى إندونيسيا، لكن من الملاحظ أن التجار المسلمين أسسوا مراكز تجارية في شبه جزيرة ملايو وسومطرة في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجريين (القرنين الثامن والتاسع الميلاديين). جاء التجار العرب الأوائل من سلطنة عمان وحضرموت في اليمن، وكانت لهم طائفة سنية على المذهب الشافعي. ومع معاملات التجار العرب مع الإندونيسيين، تم التعريف بالدين الإسلامي، مما أدى إلى اعتناق أعداد كبيرة منهم.
انتشر الإسلام في البداية في شمال سومطرة دون قتال، ثم انتقل إلى جاوة، وكان له تأثير أكبر في المناطق الإندونيسية التي لم تتأثر بالحضارات الهندوسية القديمة، مثل بانتن في غرب جاوة وآتشه وميننكاباو في شمال سومطرة. ومن جاوة انطلقت الدعوة الإسلامية إلى الجزر الأخرى مثل ممالك ديماك وآتشه وبالمبانج.
واقع الإسلام في إندونيسيا
تسمح القوانين الإندونيسية بممارسة حرية الدين، ولكن الحكومة تعترف فقط بست ديانات وهي: الإسلام، والكاثوليكية، والبروتستانتية، والبوذية، والهندوسية، والكونفوشيوسية.
تواجه إندونيسيا العديد من المشكلات مثل ضعف الإنتاج مقارنة بالموارد الطبيعية ومعدل السكان الكبير، بالإضافة إلى انخفاض مستوى المعيشة وارتفاع نسبة الفقر. كذلك تعاني البلاد من الأمية والبطالة، مما جعلها عرضة لتأثير حركات التنصير التي نشطت بشكل ملحوظ في منتصف القرن العشرين، حيث تعتمد هذه الحركات على ميزانيات ضخمة ووسائل إعلام متنوعة، مما أثر على نسبة المسلمين التي انخفضت من 97% إلى نحو 85%.
الجغرافيا الإندونيسية
الموقع
تقع إندونيسيا، التي عاصمتها جاكرتا، في الجنوب الشرقي من قارة آسيا، بين المحيطين الهندي والهادي، ولها حدود إقليمية مع كلٍ من ماليزيا، وتيمور الشرقية، وغينيا الجديدة، وهي قريبة من دول مثل الفلبين، وأستراليا، وسنغافورة.
المساحة
تبلغ مساحة جمهورية إندونيسيا 1,904,569 كيلومتراً مربعًا، وتضم أكثر من 17 ألف جزيرة، مما يجعلها الدولة السادسة عشرة في العالم من حيث المساحة. يبلغ عدد سكانها أكثر من 253 مليون نسمة حسب تقديرات يوليو 2014، مما يضعها في المرتبة الرابعة من حيث عدد السكان على مستوى العالم.
الموارد الطبيعية
تُعتبر إندونيسيا من الدول الغنية بالموارد الطبيعية مثل النفط، والذهب، والفضة، والنحاس، والخشب، والغاز، والقصدير، والفحم، والتربة الخصبة المناسبة للزراعة. كما أنها من الدول المنتجة للعديد من السلع مثل النفط، والغاز الطبيعي، والمعدات الكهربائية، والمنسوجات، والسيارات، والمطاط، والكاكاو، وزيت النخيل، والأرز، والفول السوداني.