تعد قصيدة “يا وطني لقيتك بعد يأس” للشاعر أحمد شوقي واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي يبحث عنها عشاق الشعر الكلاسيكي. يعبر شوقي، في هذه القصيدة، عن حبه العميق لوطنه. من خلال موقعنا، نستعرض كاتب هذه القصيدة ومضمونها، بالإضافة إلى تقديم شرح لجوانبها المختلفة.
شرح قصيدة يا وطني لقيتك بعد يأس
تعتبر هذه القصيدة من أهم قصائد أحمد شوقي، وقد كتبها تعبيراً عن مشاعره تجاه وطنه بعد غياب طويل. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي توضح مضمون القصيدة:
- يبكي الشاعر على الأطلال ويناجي المنازل المهجورة، معبراً عن حزنه وفراقه عن الوطن، وحرقة القلب لرؤية الخراب الذي حلّ به. يتمنى أن يُعاد الحب من خلال لقاء جديد، ويظهر صبره على تذكر أحبته الذين غابوا.
- يتجاوز ذكر الأطلال ليتحدث عن الأندلس، معبراً عن وداعه لهذه الأرض، ويفيض دمعه على البلاد التي فقدها العرب. يستعد للرحيل في السفينة التي يشبهها بجنة عدن، ويعبر عن حنينه لمدينة الزهراء في قرطبة. يقارن بينها وبين بابل، لكنه يفضل الأندلس لما تتميز به من جمال وماء عذب. يعتبر أن مغادرتها يشبه خروج آدم من الجنة بعد أن بناها العرب أعظم حضارة في التاريخ.
- ينتقل بعد ذلك الشاعر للدعاء إلى الله بالتخفيف على الضعفاء والمحتاجين.
- ثم يركز على الحديث عن حبه لوطنه وعودته إلى مصر، معبراً عن رغبته الشديدة في العودة ويصف مصر بما تستحقه من فخر وجمال، ويعتبر شبابها من أقوى شعوب العالم.
كلمات قصيدة يا وطني لقيتك بعد يأس
تحدث أحمد شوقي عن وطنه بأجمل الكلمات، من ضمنها:
أنادي الرسم ولو ملك الجوابا *** وأجزيه بدمعتي لو أثابا
وقل لحقه العبرات تجري *** وإن كانت سواد القلب ذابا
سبقين مقبلات الترب عني*** وأدين التحية والخطابا
فنثري الدمع في الدمن البوالي *** كنظمي في كواعبها الشبابا
وقفت بها كما شاءت وشاؤوا *** وقوفًا علم الصبر الذهابا
لها حق الأحباب حق *** رشفت وصالهم فيها حبابا
وذاعًا أرض الأندلس وذا *** ثنائي إن رضيت به ثوابًا
تخذتك موئلًا فحللت أَندي *** ذرًا من وائل وأعز غابا
مغرب أدم من دار عدن *** قضاها في حماها لي اغترابًا
شكرت الفلك يوم حويت رحلي *** فيها لمفارق شكر الغرابًا
فأنت أرحتني منكل أنف *** كأنف الميت في النزع انتصابا
ومنظر كل خوان يراني *** بوجه كالغي رمي النقابا
وليس بعامر بنيان قوم *** إذا أخلاقهم كانت خرابًا
ويا وطني لقيتك بعد يأس *** وكأني قد لقيت بك الشبابا
وكل مسافر سيئوب يومًا *** إذا رزق السلامة والإيابا
ولو أني دعيت لكنت ديني *** عليه أقابل الحتم والمجاجا
أدير إليك قبل البيت وجهي *** إذا فهت الشهادة والمتابا
نبذة عن أحمد شوقي (أمير الشعراء)
أحمد شوقي هو شاعر مصري يتبوأ مكانة بارزة في عالم الأدب العربي. وُلد في القاهرة في 16 أكتوبر 1868 وتوفي في 14 أكتوبر 1932 عن عمر يناهز 64 عامًا، لأب شركسي وأم يونانية تركية. في سن الرابعة عشر، بدأ شوقي دراسة الكتاب وحاز على تقدير كبير، حيث أظهر تفوقًا واضحًا واهتمامًا بشعر العصر القديم، إذ حفظ العديد من قصائد الشعر العربي.
كما اهتم بدراسة الترجمة وسافر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه، مما أثرى ثقافته وفتح أمامه آفاقًا جديدة. يُعتبر شوقي رائد الشعر المسرحي في العالم العربي، ولهذا تم تسميته “أمير الشعراء” و”شاعر العصر الحديث”.
يفتخر الشاعر بوطنه ويعبر عن مكانة مصر العالية في قلبه، مستخدمًا أوصافًا جميلة لتحديد معانيه حول مصر وشبابها. ومن خلال قصائده، يظهر شوقي شوقه الكبير لبلاده، ويصف معاناته بفراقه عنها.