يمثل الشعر العربي الذي انتقل عبر الأجيال دليلاً على التراث العربي الغني، فهو يعكس التعبيرات الأدبية الرائعة، واستخدام الأساليب المختلفة التي صورت حياة العرب القدماء، ومشاعرهم وأحاسيسهم. ومن أبرز أنواع الشعر العربي هي “المعلقات”، وفي هذا المقال سنستعرض أسماء شعراء المعلقات وكذلك عددها وأسباب تسميتها بهذا الاسم.
من هم شعراء المعلقات؟
شعراء المعلقات هم عشرة من أبرز شعراء الجاهلية، ومن بينهم:
- امرؤ القيس الكندي
اسمه هو امرؤ القيس بن حجر بن حارث الكندي، وهو من أشهر شعراء العرب في الجاهلية. تُعتبر معلقته إحدى أبرز وأهم المعلقات، حيث اشتهر بأنه الأول الذي تناول في شعره موضوعات مثل الليل، والخيل، والصيد، والأطلال، مستخدماً تشبيهات مبتكرة شبّه فيها الظباء والخيل والطير. أضاف العديد من الأوصاف الجديدة والمبتكرة للشعر العربي.
- عنترة بن شداد العبسي
يُدعى عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي، ويعتبر من أشهر شعراء الجاهلية حتى الآن. عُرف عنترة بلونه الأسمر نتيجة لأمه الحبشية، مما جعله شخصية مميزة. عانى من صعوبات عديدة، مما دفعه لتجسيد معاناته في العديد من القصائد. كان عنترة فارساً شجاعاً وقوي البنية، وأظهر ذكاءً وحنكة في الدفاع عن قبيلته. بدأ معلقته بأبيات معبرة، من أشهرها:
أم هل عرفت الدار بعد توهم
هل غادر الشعراء من متردم
- الحارث بن حلزة
يُدعى الحارث بن حلزة البشكري، وهو من أعظم شرفاء قبيلة بكر بن وائل. كتب معلقته كرد على عمرو بن كلثوم دفاعاً عن قبيلته أمام الملك عمرو بن هند، مستخدماً في ذلك أدلة تفند أقوال خصمه. تتكون معلقته من 85 بيت شعر، وقد تمت ترجمتها إلى عدة لغات منها اللاتينية والفرنسية في أوائل القرن التاسع عشر.
- النابغة الذبياني
هو زياد بن معاوية الغطفاني، المعروف بلقب أبي أمامة، وكان شاعراً نصرانياً قدّم قصائد معبرة، ومن أبرز أبياتها:
أفوت وطال عليها سالف الأبد
يا دار مية بالعلياء فالسند
- عمرو بن كلثوم التغلبي
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب، المعروف بأبو الأسود الجاهلي، هو من أسرة شعرية، حيث كان جدّه المهلهل بن ربيعة. أصبح فارساً مهيباً منذ صغره، حيث قاد قبيلته في معارك هامة، ومن ضمنها قتله للملك عمرو بن هند. تتكون معلقته من ألف بيت إلا أن معظمها لم يُسجّل، حيث تميزت بالفخر بقبيلته ونفسه.
- لبيد بن ربيعة العامري
يُدعى لبيد بن ربيعة بن مالك العمري، وينتمي إلى قبيلة نجد. كان العديد من أشعاره موجهة لمدح الملوك، خاصة ملوك الغساسنة. اعتنق الإسلام وأصبح من صحابة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وابتعد عن الشعر بعد إسلامه.
- الأعشي قيس البكري
يدعى ميمون بن قيس، ويُعرف باسم الأعشي لأنه وُلِد فاقداً للبصر. عاصر الإسلام لكنه لم يسلم. وقد عُرض عليه 100 ناقة من قريش ليمنع نفسه من الهجرة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ومن الأبيات التي كتبها:
تدع
الفتى
ملكاً
مصدعاً
من
قهوة
باتت
بفارس
صفوة
توفي الأعشى قيس بعد أن سقط عن فرسه.
- زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن أبي سلمى ربيعة المزني، الذي عاش في نجد، وتميز شعره بالحكمة. كان يرفض دائماً المدح في قصائده، وأختاه هما سلمى والخنساء من أشهر الشاعرات في عصرهم، وقد ارتبطوا بحكايات بطولية عديدة في الإسلام.
- طرفة بن العبد
يُعرف عمرو بن عبد بن سفيان بن بكر بن وائل، وقد توفي في عام 564 عن عمر يناهز السادسة والعشرين، بأمر من عمرو بن هند بعد أن تعاون معه في إحدى المعلقات الشهيرة. عاش في البحرين وشارك في حرب البسوس.
10- عبيد بن الأبرص
يدعى عبيد بن عوف بن جشم، وقد عاصر أمرؤ القيس مما أثر في أسلوبه. قدم العديد من المعارضات مع أمرؤ القيس، وله معلقته الشهيرة التي تبدأ بأبيات:
فالقطبيات فالذنوب
أقفر من أهله ملحوب
ما هي أسباب تسمية المعلقات بهذا الاسم؟
تمت تسمية أبيات الشعر الطويلة من القصائد الشعرية العربية بـ “المطولات”، لكن النقاد والرواة أطلقوا على هذه القصائد اسم المعلقات لعدة أسباب. تقول بعض الآراء إنها كُتبت من ماء الذهب وتم تعليقها على جدران الكعبة الشريفة لجمال معانيها. كما يُعتقد أن الاسم جاء تشبيهاً بجمال الحلي التي تزين رقاب النساء، أو بسبب طولها حيث يصعب قراءتها إلا إذا كانت مُعلقة.
كما توجد آراء أخرى تشير إلى أن تسميتها جاء بناءً على تأثيرها وثباتها في الأذهان بسبب وروعتها. وفي الختام، نجد أن الجدل حول عدد المعلقات قد اختلف فيه الكثيرون، حيث يُقال إنها سبع أو تسع أو عشر، ولكن ما تم تدوينه هو سبعة معلقات معروفة، وقد تم تناولنا لأسماء هؤلاء الشعراء وأسباب تسمية المعلقات.