في هذا المقال، نستعرض كيفية صلاة الاستخارة وأفضل الأوقات لأدائها للزواج. لكن قبل ذلك، دعونا نفهم معنى صلاة الاستخارة.
أفضل أوقات صلاة الاستخارة للزواج
تُعتبر صلاة الاستخارة وسيلة للتوجه إلى الله تعالى طلبًا للمساعدة والتوجيه في اتخاذ قرارات مهمة.
لكل منا مواقف في الحياة حيث يصعب عليه اتخاذ قرارات مصيرية، سواء كانت تلك المواقف صغيرة أم كبيرة. لذا، نحتاج أحيانًا إلى مشورة من الله لنساعدنا في إنارة بصيرتنا.
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أهمية الاستخارة في كل الأمور.
فقد كان يقول: “إذا كان أحدكم قلقًا بشأن أمر، فليصلِّ ركعتين من غير الفريضة” في إشارة إلى أهمية صلاة الاستخارة.
يتجه الشباب والفتيات إلى صلاة الاستخارة في مسألة الزواج، حيث يجدون صعوبة في اتخاذ القرار بالموافقة أو الرفض.
ربما يكون هناك خير أو شر، وهذا ما يعلمه الله وحده، لذا فإن اللجوء إلى الاستخارة يُعد أفضل وسيلة لمعرفة الأنسب لمستقبلنا.
فالله سبحانه وتعالى يُسر لنا الأمور إن كان فيها خير، ويبعدنا عنها إن كانت فيها شر.
يمكنكم متابعة مقالاتنا لمعرفة المزيد حول صلاة الاستخارة وكيفية أدائها، بالإضافة إلى الأدعية المستحب قولها.
ما معنى الاستخارة؟
الاستخارة تعني التضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والصلاة، طلبًا للتوجيه في مسألة معينة.
إنه يُسهل علينا الأمور إن كانت فيها خير، أو يصرفها عنا إن كانت شرًا. وصلاة الاستخارة من الأمور المستمدة من السنة النبوية.
فضل صلاة الاستخارة
قبل تناول كيفية أداء صلاة الاستخارة، من المهم أن نوضح فضلها:
تُعتبر صلاة الاستخارة واحدة من السنن النبوية المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتجلى ذلك من خلال ما ورد في “صحيح البخاري” عن جابر بن عبد الله وسعد بن أبي وقاص، حيث قال النبي: “من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة بني آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله”.
لا يوجد ما هو أفضل من الاستخارة في مختلف جوانب الحياة التي تعتريها حيرة اتخاذ القرار. لذا، نحن ندعو الله طلبًا للبصيرة وتيسير الأمور التي فيها خير.
وعلينا أن نكون واثقين بأن الله سيستجيب لنا عند تأديتنا لصلاة الاستخارة.
كيفية صلاة الاستخارة
عند رغبتنا في أداء صلاة الاستخارة، يجب أن نبدأ بالوضوء بشكل صحيح، ثم نتجه إلى الله سبحانه وتعالى لأداء الصلاة.
يجب أن نكون نيامنا نية أداء صلاة الاستخارة، بغرض طلب التوجيه في أمر محدد، ونتوجه إليها بخشوع بصلاتي ركعتين غير الفريضة.
نقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة قصيرة أو ما يتيسر من القرآن الكريم.
ومن السنة قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية. ثم نؤدي الصلاة كأي صلاة أخرى من ركوع وسجود وتشهد، مع قراءة التشهد ثم التسليم.
يمكننا أن ندعو بدعاء الاستخارة قبل التسليم أو بعده، ويمكننا قراءة هذا الدعاء من ورقة أو كتيب في حالة عدم الحفظ.
دعاء الاستخارة في الزواج
الزواج يعد من القرارات المهمة والمصيرية في حياتنا، وغالبًا ما نحتاج إلى نصيحة لاتخاذ القرار المناسب.
في هذا السياق، يُفضل أداء صلاة الاستخارة للزواج.
نتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى طالبين منه معاونتنا وتيسير الأمور إذا كانت خيرًا لنا.
وإذا كان هذا الشخص خيرًا لنا في الدنيا، نقوم بأداء صلاة الاستخارة كما ذكرنا، ثم نتوجه إلى الله بالدعاء التالي:
”اللّهُمَّ إني أستخيرُكَ بعلمِكَ، وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ، وأسألكَ من فضلكَ العظيم، فإنك تقدرُ ولا اقدرُ، وتعلَمُ ولا اعلمُ، وأنت علّامُ الغيوب.
اللهم إن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه.
يارب وإن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدِر لي الخيرَ حيث كان، ثم ارضني به، وفي رواية ثم ارضني به”.
أفضل أوقات صلاة الاستخارة والأوقات المحبذة
يمكن أداء صلاة الاستخارة في أي وقت من اليوم، ما عدا الأوقات المكروه التي يُنهى عن الصلاة فيها.
تشمل هذه الأوقات الفترة بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، والفترة بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، وكذلك قبل الظهر بربع ساعة.
ومع ذلك، يُفضل أداء الاستخارة في الثلث الأخير من الليل، فهو من أفضل الأوقات للدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأيضًا يوم الجمعة.
ذكر النووي في “الأذكار” أنه يمكن أداء الاستخارة بعد التكملة على ركعتين عاديتي في صلاة الظهر.
على سبيل المثال
يمكن أيضًا أداؤها بعد ركعتين من أي صلاة نافلة، سواء تم أدائها بانتظام أم لا، ما دام هناك نية لصلاة الاستخارة.
يذكر أنه إذا كانت النية مصاحبة للأداء، فإن ذلك يُعتبر جيدًا، ولكن ليس إذا كانت النية غير موجودة.
قال ابن أبي جمرة: إن مفهوم الصلاة يكمن في اتحاد الخير في هذه الدنيا، ومع الخير في اليوم التالي. ينبغي على المرء أن يطرق باب الملك (الله)، ولا شيء يفوق فاعلية الصلاة في ذلك.
لأنها تتضمن تمجيد الله، وتعبر عن حاجة العبد إليه في كل الأوقات.