تُعتبر الأعشاب من العوامل الفعالة في خفض مستويات السكر التراكمي، حيث يسعى العديد من مرضى السكري إلى اتباع نظام غذائي صحي بالإضافة إلى الالتزام بالعلاجات الطبية التي يوصي بها الأطباء. غير أن هذه ليست الوسيلة الوحيدة للتحكم في مستويات السكر في الدم، إذ توجد العديد من الأعشاب التي يمكن أن تساهم في خفض السكر التراكمي.
تفسير السكر التراكمي
- السكر التراكمي هو مقياس لمستويات السكر في الدم خلال فترة طويلة، تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. لذلك، فهو يكتسب أهمية خاصة لدى مرضى السكري. ويختلف قياس السكر التراكمي عن القياس العشوائي لمستويات السكر في الدم.
- القياس العشوائي يتعلق بمستوى السكر الحاضر في الدم خلال فترة معينة، ويُنصح بالقيام به لقياس تغيرات مستوى السكر على مدار اليوم وتأثير الوجبات الغذائية المختلفة عليه.
- يجب أن تكون قيمة السكر التراكمي أقل من 7%، مما يشير إلى قدرة جيدة على التحكم في مستوى السكر. أما إذا كانت القيمة أعلى، يُفضل التفكير في استخدام الأعشاب التي تساهم في خفض السكر التراكمي.
الأعشاب الفعالة في خفض السكر التراكمي
- هناك أنواع متعددة من الأعشاب التي يمكن تناولها بجرعات معينة يومياً لخفض مستوى السكر في الدم بشكل فعال. من بين هذه الأعشاب؛ القرفة، والحلبة، والزنجبيل، والشاي الأخضر، والجينسنج.. وغيرهم.
- تم إجراء العديد من الدراسات للتأكد من فعالية هذه الأعشاب في مساعدة مرضى السكري، لكن من الضروري مراعاة بعض الاحتياطات عند استخدامها، والتي سنستعرضها لاحقاً.
1- القرفة وتأثيرها في خفض السكر التراكمي
- تُستخرج القرفة من لحاء أشجارها، وتستخدم منذ القدم في الطب البديل. توجد منها نوعان؛ الكاسيا، الذي يعد أقل تكلفة ويُباع بسهولة، والسيلان، المعروف باسم القرفة الحقيقية، الذي يُعتبر أغلى سعراً.
- تُعزز القرفة فعالية الأنسولين، مما يقلل من نسبة السكر في الدم، كما تساهم في تحسين حساسية الأنسولين وتحسين قدرة الجلوكوز على الدخول إلى الخلايا. وهذا يؤدي إلى تقليل مستويات السكر التراكمي.
- أجريت دراسة في عام 2020 في إحدى العيادات في المكسيك، حيث أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا مكملات القرفة لمدة ثلاثة أشهر شهدوا انخفاضاً في مستويات السكر التراكمي وجلوكوز البلازما والكوليسترول، بالإضافة إلى تحسن في الوزن.
التحذيرات عند استخدام القرفة
- من الضروري معرفة الآثار الجانبية المحتملة عند الإفراط في تناول القرفة، بما في ذلك تهيج الفم وتقرحات، أو حتى انخفاض حاد في مستويات السكر.
- يُنصح بعدم تناول القرفة من قبل النساء الحوامل أو المرضعات أو الأطفال، كما أنها قد تتداخل مع أدوية مُعالجة القلب والسكري والمضادات الحيوية. كما أن نوع الكاسيا قد يسبب تسمماً لمن لديهم مشكلات في الكبد.
كيف تسهم الحلبة في خفض السكر التراكمي؟
- تحتوي بذور الحلبة على ألياف ومواد كيميائية تساهم في امتصاص السكر والكربوهيدرات وتقليل سرعة هضم الطعام، مما يحسن من استخدام السكر في الجسم، ويزيد من إفراز الأنسولين.
- تناول 10 جرامات من الحلبة يومياً يمكن أن يساعد بشكل كبير في خفض مستوى السكر التراكمي، وتقليل كوليسترول البروتين الدهني. كما يخفف من مخاطر الإصابة بمرض السكري لدى الأفراد العاديين.
2- الزنجبيل وفوائده
- الزنجبيل هو نبات شهير في الطب البديل، حيث يُستخدم جذره بشكل شائع. يُزرع الزنجبيل أساساً في دول جنوب شرق آسيا ويحتوي على مركب الجينجيرول، الذي يمنحه خصائصه العلاجية.
- أظهرت دراسة نُشرت في عام 2015 أن الزنجبيل يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم والسكر التراكمي لدى مرضى السكري.
- ومع ذلك، يجب الحذر من تناول الزنجبيل أثناء الحمل، حيث يمكن أن يزيد من مخاطر الولادة المبكرة ومشكلات صحية أخرى.
- من الآثار الجانبية الأخرى للزنجبيل أنه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناول جرعات عالية، كما يمكن أن يسبب اضطرابات في دقات القلب وانخفاض ضغط الدم عند استخدامه مع أدوية الضغط.
3- الألوفيرا وتأثيرها في خفض السكر
- يُعتبر الألوفيرا من المكونات الطبيعية التي تساهم في خفض مستويات السكر في الدم من خلال زيادة إنتاج الأنسولين. يُفضل تناول ملعقة كبيرة من عصير الألوفيرا مرتين في اليوم.
- أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الألوفيرا لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر يمكن أن يساعد مرضى السكري من النوع الثاني في خفض معدلات السكر التراكمي.
4- الجينسنج وفوائده الصحية
- يُستخدم الجينسنج في الطب التقليدي ويُعزى له فوائد صحية متعددة. تُستخدم جذوره في صناعة الأدوية بفضل المركبات الفعالة مثل الجينسينوسيدات.
- يعمل الجينسنج على تعزيز مناعة الجسم ومساعدة الخلايا على استخدام الجلوكوز بكفاءة أكبر، كما يُدعم إفراز الأنسولين. وقد أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يُخفض مستويات السكر في الدم بنسبة تقارب 20%.
- قد تسبب الآثار الجانبية للجينسنج مشكلات في الجهاز الهضمي، واضطرابات النوم، وأحياناً شعور بالدوار أو حتى هذيان.
5- الشاي الأخضر وفوائده
- يساعد الشاي الأخضر في تنظيم مستويات السكر في الدم بفضل احتوائه على مركب الكاتيكين، مما يجعله مفيداً لمرضى السكري ويخفض من خطر الإصابة به لدى الأفراد الأصحاء.
- ومع ذلك، يجب الحذر عند استخدام الشاي الأخضر، حيث قد يؤدي تناوله بكميات كبيرة أو دون استشارة طبية إلى اضطرابات مثل الإسهال والغثيان.
- قد يتسبب تناول جرعات عالية في الإصابة بمشكلات خطيرة في الكبد، كما يُنصح بعدم استخدامه للأطفال دون سن الـ 18، وضرورة الحذر بالنسبة للحوامل لتجنب العيوب الخلقية.
نصائح حول استخدام الأعشاب لمرضى السكري
- قبل البدء في استخدام أي من الأعشاب المذكورة، يُفضل استشارة الطبيب، الذي قد ينصح ببدء استخدام كميات صغيرة ثم زيادتها تدريجياً. من المهم شراء الأعشاب من مصادر موثوقة تتضمن جودة عالية.
- يجب أن يكون المريض واعياً أن بعض الأعشاب قد تتداخل مع الأدوية المعتمدة، لذا يُفضل عدم استخدامها كبديل للعلاج الدوائي، بل كعلاج مكمّل.
- ينبغي معرفة الجرعة المناسبة من الطبيب، إذ تختلف فعالية الأعشاب بناءً على عوامل عدة، مثل وقت الزراعة والمكان، لذا يُفضل دائماً الاعتماد على الأعشاب الطبيعية.
هل ترغب في معرفة المزيد؟