تُعتبر الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام. فما هي واجبات الصلاة القولية والفعلية؟ الصلاة تُعتبر من أعظم الأعمال في الإسلام، وهي أول ما يُحاسب عليه المسلم يوم القيامة. من خلال هذه المقالة، سنستعرض واجبات الصلاة القولية والفعلية.
واجبات الصلاة القولية والفعلية
تعد الصلاة عمود الدين، وقد فُرضت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال رحلة الإسراء والمعراج، وتمت فرضيتها مباشرةً دون واسطة من الله سبحانه وتعالى، مما يبرز أهميتها العظيمة. وتتضمن الصلاة 14 ركنًا أساسيًا لا تصح دونها.
أما بالنسبة لواجبات الصلاة القولية، فهي كما يلي:
- قول “رب اغفر لي” بين السجدتين.
- قول “سمع الله لمن حمده” بعد الرفع من الركوع (التسميع والتحميد).
- تكبيرات الانتقال (التكبيرات غير تكبيرة الإحرام).
- التسبيحة الأولى في الركوع، بينما التسبيحات الثانية والثالثة تعد سنة.
- التسبيحة الأولى في السجود، بينما الثانية والثالثة أيضًا سنة.
- التشهد الأول بعد القيام من السجود في الركعة الثانية.
بموجب ما ذهب إليه جمهور العلماء، فإن ترك أحد هذه الواجبات يُعتبر جائزاً، باستثناء التشهد الأول. بينما رأت الحنابلة أن من يُهمل أحد هذه الواجبات عمدًا تكون صلاته باطلة، أما من يتركها سهوًا فتصح صلاته وعليه سجود السهو.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نسي مرة التشهد الأول فسجد سجود السهو. وثبت أيضًا أن التكبيرات في الرفع تُعتبر واجبة، وذلك بناءً على قول النبي: “صلوا كما رأيتموني أصلي”، حيث كان يكبر تكبيرات الانتقال.
أما دلالة وجوب التسبيح في السجود، فقد آتى بها أحد الصحابة عندما نُزل قوله تعالى: “سبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” [الأعلى: 1]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اجعلوها في ركوعكم”.
فيما يتعلق بواجبات الصلاة الفعلية، فإن جميع الواجبات القولية تُعتبر جزءًا منها، باستثناء واجب واحد فعلي وهو الجلوس لقراءة التشهد الأول في الركعة الثانية.
شروط الصلاة
تشمل شروط الصلاة ما يلي:
- الإسلام.
- النية.
- البلوغ.
- العقل.
- إزالة النجاسة.
- ستر العورة؛ فالعورة عند المرأة تشمل كامل الجسد عدا الوجه والكفين، وعند الرجل هي ما بين السرة والركبة.
- دخول وقت الصلاة.
- استقبال القبلة.
- رفع الحدث.
سنن الصلاة
رغم أن الصلاة تكون صحيحة بدون السنن، إلا أن من يقوم بها سيجني الثواب، ومن هذه السنن الدعاء المعروف بدعاء الاستفتاح، الذي يُقال بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة في الركعة الأولى. يُعد هذا الدعاء سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا تُركت الصلاة تبقى صحيحة.
تتعدد صيغ دعاء الاستفتاح، ومنها: “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”.
وتشمل السنن الأخرى ما يلي:
- الإكثار من التسبيح في الركوع والسجود.
- تكرار المصلي قول: “ربنا ولك الحمد” بعد القيام من الركوع.
- رفع الأصبع السبابة عند قول التشهد الأول والأخير، وعند الدعاء.
- الصلاة على آل محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في التشهد الأخير.
- الدعاء بعد التشهد الأخير قبل التسليم.
- رفع اليدين عند تكبيرات الانتقال.
ختاماً، عُرضت في هذه المقالة تفاصيل واجبات الصلاة القولية والفعلية. وقد اتفق العلماء على أن ترك أحد هذه الواجبات جائز، باستثناء التشهد الأول، بينما يعتبر الحنابلة أن ترك أحد الواجبات عمدًا يؤدي إلى بطلان الصلاة، في حين أن من تركها سهوًا تُصحح صلاته بالشكل المناسب.