متى توفي الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه؟ يُعد هذا السؤال أساسياً لفهم حياة ومصير الإمام الحسين بن علي، وهو إحدى الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي. تحظى قصة حياة الإمام الحسين باحترام وتأمل عميقين لدى المسلمين، لذا سنستعرض الإجابة على هذا السؤال ونتناول عمره عند وفاته.
تاريخ وفاة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وابن الإمام علي والسيدة فاطمة بنت الرسول، استشهد في يوم عاشوراء، الذي يصادف العاشر من شهر محرم في العام 61 هجرياً. يُمثل يوم عاشوراء يومًا حزينًا في ذاكرة الأمة الإسلامية، حيث تُظهر وفاته أهمية كبيرة في قلوب المسلمين، وتبرز ضرورة الصمود في مواجهة الظلم والفساد.
عمر الإمام الحسين عند وفاته
عندما انتقل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه إلى الرفيق الأعلى، كان قد بلغ السادسة والخمسين من عمره؛ إذ وُلِد في عام 626 ميلادي. تربى في كنف النبوة والعصمة، حيث كان ابن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء. عُرِف الحسين بحياته المليئة بالفضيلة والأخلاق الرفيعة، وبتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين. في هذه المناسبة الأليمة، نستحضر إرث الإمام الحسين وتضحيته التي تشكل مصدر إلهام للجميع، وندعو إلى اتباع هذه القيم والمبادئ النبيلة في حياتنا اليومية.
وفاة الإمام الحسين من منظور أهل السنة
بعد وفاة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العام الأربعين الهجري، تولى ابنه الإمام الحسن بن علي الخلافة، ولكن فترة حكمة لم تستمر سوى ستة أشهر. خلال هذه الفترة، تم الصلح بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، حيث تنازل الإمام الحسن طواعية عن الإمامة، مثمرًا عن نهاية الفترة المعروفة بالخلافة الراشدة.
تُعدّ هذه الاتفاقية حدثًا مهمًا في التاريخ الإسلامي، حيث ساهمت في لم شمل المسلمين وتخفيف الفتنة، مما حقن الدماء. اعتُبر هذا التدبير من فضائل الإمام الحسن بن علي، إذ ساعد في إنقاذ الأمة من الحروب والصراعات. بعد الصلح، عاد الإمام الحسن والإمام الحسين بن علي إلى المدينة المنورة واستقروا بها.
لكن بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، ظهرت دعوات لتنصيب ابنه يزيد خليفة، رغم عدم التزام يزيد بقيم الإسلام وافتقاره للصفات الحميدة. أُعلِنَت بيعته بعد وفاة والده، وهو ما أثار معارضة من بعض الصحابة، بما في ذلك الإمام الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، والمسور بن مخرمة. رفض الإمام الحسين بيعة يزيد وقرر مغادرة المدينة المنورة.
خلال رحلته إلى الكوفة، وُدعِي الحسين لقيادة ثورة ضد الظلم والفساد. وعلى الرغم من تأخره ومقتل مسلم بن عقيل في الكوفة، قرر الاستمرار في سعيه. في معركة كربلاء، واجه جيش الأمويين بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، الذي حاصر الإمام الحسين وأنصاره وفرض عليهم القتال. دافع الإمام الحسين عن نفسه وأصحابه بشجاعة قبل أن يسقط شهيدًا بعد المعركة الشهيرة.
ختامًا، تناولنا سؤال متى توفي الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، وأكدنا أن الحسين بن علي قدّم تضحية عظيمة للحفاظ على القيم والمبادئ الإسلامية؛ لذا، تبقى ذكرى استشهاده حاضرة في قلوب المسلمين.