تعود أصول قبيلة حرب إلى إحدى القبائل العربية التي استقرت في مناطق الحجاز ونجد خلال القرن الثاني الميلادي. ومع ذلك، لم يتمكنوا من تكوين كيان مستقل حتى بداية القرن الرابع الميلادي، حيث أصبحت قبيلة حرب معروفة كقبيلة خولانية قحطانية تعود إلى حرب بن سعد بن خولان.
قبيلة حرب في عهد الرسول
-
خولان: تُنسب إلى خولان وهم عائلة من اليمن الذين قدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- في السنة الثانية من الهجرة، تم ذكرهم من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف.
حديث شريف حول فضل قبيلة حرب في زمن الرسول
- روى أبو نجيح رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أخبركم بخير القبائل؟”
- فردينا: بلى يا رسول الله، فقال: السكاسك والسكون وكندة، وإلا ملوك ردمان، وفرقة من الأشعريين وفرقة من خولان”.
النسب الحقيقي لقبيلة حرب في وقت الرسول
- هناك الكثير من الروايات التي لا تعكس الحقيقة حول أصل قبيلة حرب.
- إلا أن أبو محمد الهمداني قد أثبت نسبها الحقيقي وقطع الشك بكونها قبيلة خولانية قحطانية تعود إلى حرب بن سعد بن خولان بن عمرو.
- استقرت القبيلة في اليمن قبل أن تنتقل إلى الحجاز.
- حدثت خلافات بينهم وبين أبناء عمهم من الربيعة بن سعد في عام 131هـ، كما ذكر القاضي نشوان الحميري.
- أبناء حرب ينقسمون إلى أربعة هم: (الفاحش، عامر، مالك، الفياض)، حيث أن الفاحش له أربعة أبناء هم: (سلمان، مسلما، ضاحكا، سابقا)، وكانوا من فرسان تلك القبيلة.
- وقد ذكر عمرو بن يزيد الحربي تلك الخلافات التي حدثت بينهم وبين أبناء سعد.
- الشعر الذي ذكر خلال النزاع يقول: “يقول لي عمرو والخيل مسرعة الكماة وقد جالت عواديها – مهلا لك الخير لا تفعل، فقلت له فإن مميت النفس محيها – همزت مهرى برجلي ثم قلت له إليك فقد سارت بما فيها.”
- واستمر النزاع في ظل وجود رمح يأخذ صيدا ثم يرديها، حيث وصف أبو محمد الهمداني هذه الأبيات بأنها لا يوجد مثلها في الشعر العربي.
ديار قبيلة حرب
- تمتد ديار قبيلة حرب من وادي مر، الذي يحدها من الجنوب ويقع جنوب جدة على بُعد حوالي 20 كيلومترًا.
- ويحدها من الشمال جبل أحد ومن الغرب البحر الأحمر، أما من الشرق فطريق القصيم.
- سكنت قبيلة حرب من مر الظهران قرب مكة إلى ما وراء القصيم.
- تقدر المسافة بينهم بنحو 1100 كيلومتر، حيث يشمل نطاق سكانهم 165000 كيلومتر بينما يتجاوز عددهم 400000 نسمة.
- ضمّت القبيلة العديد من الرجال البارزين الذين أثروا على الأحداث داخل القبيلة.
- وقد تجلت شجاعتهم في أوقات الحرب إلى جانب العلم والحكمة بين أفراد القبيلة.
الفنون الشعبية في ثقافة قبيلة حرب خلال عهد الرسول
- تمتاز الفنون الشعبية بأنها كانت جزءًا من الاحتفالات في القبيلة، مثل: الرديح، زيد، حرابي، العرضة الحربية، خبيتي، وزير.
- كان أفراد القبيلة يمارسون هذه الفنون معًا في المناسبات.
لذا يمكنكم التعرف على:
الحالة الاجتماعية لقبيلة حرب
- اعتمدت القبيلة في معيشتها على مجموعة متنوعة من الأنشطة، منها:
الحج
- كان الحجاج يمرون عبر أراضيها بين المدينة ومكة، ووضعت القبيلة على عاتقها حماية الحجاج وتأمين وسائل النقل لهم.
الزراعة
- التأمين الغذائي للسكان كان يعتمد على الزراعة حيث توفرت أراضٍ صالحة للزراعة فضلاً عن الآبار المتعددة.
صيد السمك
- تواجد ديار حرب على ساحل البحر الأحمر ساهم في ممارسة سكانها لصيد السمك، حيث كان يحتوي على نحو 500 نوع من السمك.
تربية الأغنام
- كانت تربية الأغنام والإبل من الأنشطة المهمة التي مارستها القبيلة، حيث كانت تُستخدم كغذاء وسيلة نقل للحجاج نظرًا لقربها من مكة والمدينة.
فروع قبيلة حرب
- تُعد بني سالم القسم الأكبر في القبيلة وينقسمون إلى قسمين: بني السفر نسبة إلى سفري، وبني عوف نسبة إلى عوفي، بينما يسكن بنو علي في العين.
- أما بنو عمرو وزبيد ومسروح فهم يشكلون جزءاً واحداً من القبيلة ويظهرون معًا في أوقات النزاع مع بني سالم.
تاريخ قبيلة حرب في زمن الرسول
- لم يُذكر اسم قبيلة حرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في كتاب الشيخ الحسن الهمداني في كتابه الإكليل، حيث تناول فيه نسب القبيلة.
- يستند الشيخ إلى رواية إبراهيم بن إسماعيل المحابى، الذي ذكر أن بني حرب عندما انتقلت إلى الحجاز وتعترضت مع دعاة العنزة كان عددهم قد انخفض إلى 600 رجل في ذلك اليوم.
تفاصيل عن قبيلة حرب في زمن الرسول
- تُعتبر قبيلة حرب من القبائل القوية والمحترمة والتي كان لها تأثير كبير على مجريات الأحداث في بلاد اليمن عبر العصور.
- ويُعتقد أن قبيلة حرب انحدرت من تجمعات كبيرة قبل الإسلام بقرون.
- مع تزايد أعدادهم وضيق الأراضي، قامت القبيلة باختيار مناطق يمنية خصبة، مثل أرض صعدة.
- استقرت القبيلة في صعدة وشرعت في بناء حضارتها وزراعتها، وقد انضمت إليها عائلات كبيرة في الإسلام.
- دخلت خولان الإسلام بدون أن ترتد، رغم ظهور الفتن بعد مرور قرن.
- النزاعات بين حرب وبني غالب، من ناحية، والربيعة بن سعد والخنافر الحميريين من ناحية أخرى، نتج عنها الكثير من الحروب الطاحنة.
تحالفات قبيلة حرب
- تشير التقارير إلى أن أبناء آدم وحواء عندما أنجبوا أبناء احتاجوا لتكوين أسر لدعمهم في شؤون الحياة.
- ونشأ مجتمعٌ أكبر بمزيد من الاحتياجات من مأكل وحماية من المخاطر.
- عندما وصلت قبيلة حرب إلى الحجاز، كانت جديدة في تلك الناحية وقررت الإقامة في سراة، حيث تقع بالقرب من الطائف.
- كانت سراة مقراً لقبيلة بني مالك والحارث وأجزاء أخرى تابعة لهم.
- كانت قبيلة بني هلال في ذروتها، وقد استحوذت على أراضٍ متعددة، وانضمت إليها قبيلة حرب لتكون حلفاء.
- شكلت قبيلة حرب تحالفات قوية مع عدد من القبائل الأخرى، مثل عتيبة وزهران وبني الحارث وبني مالك وجهينة وبليا.
- عززت تحالفاتها بقبائل أخرى مثل بني لحيان، مما زاد من قوتها ونفوذها، وخصوصًا قبيلة بني خزاعة.
ننصحكم بزيارة مقال:
