تعتبر الذاكرة الحسية نوعًا خاصًا من الذاكرة الذي يرتبط بالحواس، حيث تعمل لفترة قصيرة تتراوح بين بضع ثوانٍ عند التعرض لمحفز معين. سنستعرض في هذا المقال مفهوم الذاكرة الحسية في مجال علم النفس التربوي، بالإضافة إلى التمييز بينها وبين أنواع الذاكرة الأخرى.
مفهوم الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
تشير الذاكرة إلى قدرة العقل على استخراج المعلومات التي يتلقاها والاحتفاظ بها حتى تكون بحاجة إليها. يعتمد أداء الذاكرة بشكل عام على قدرة العقل في معالجة وفهم المعلومات. تُعَدُّ الذاكرة الحسية أحد أشكال الذاكرة عامةً، حيث ترتبط بالمدخلات الحسية مثل الرؤية والسمع واللمس. عادةً ما تكون قصيرة المدى، وتبدأ بالتلاشي بعد توقف المنبه الذي حفزها، لكن في بعض الحالات، يمكن أن تستمر لفترة طويلة.
مكونات ذاكرة الإنسان
أظهرت الدراسات التي أجريت على المرضى في مجالات علم النفس والأعصاب أن بعض هؤلاء المرضى يمكنهم القيام بنشاطات تعود لفئة معينة من الذاكرة، بينما يواجه البعض الآخر اضطرابات وفشل أثناء القيام بأنشطة تتطلب استخدام جزء من الذاكرة.
الذاكرة قصيرة المدى
تُعنى الذاكرة قصيرة المدى بتسجيل الأحداث اليومية بشكل مؤقت وسريع. تميل هذه الذاكرة إلى الاختفاء بسرعة، إلا إذا تم بذل جهد كبير لاسترجاع المعلومات. تمثل هذه الذاكرة مخزنًا مؤقتًا للمواقف التي يتعرض لها الفرد، وتتراوح مدة الاحتفاظ بالمعلومات فيها عادةً من 5 إلى 30 ثانية.
الذاكرة طويلة المدى
تُعتبر الذاكرة طويلة المدى المصدر الدائم للمعلومات. غالبًا ما تحتفظ بخزائن المعرفة والخبرات التي تم تشفيرها من خلال مفاهيم بسيطة مرتبطة بالذكريات. ورغم كفاءة هذه الذاكرة في استرجاع المعلومات، إلا أنها قد تتعرض لتشويش المعلومات المخزنة، إذ يمكن أن تؤثر المواقف الجديدة بشكل ملحوظ على بنيتها وطرق تركيزها.
أنواع الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
تتعدد أنواع الذاكرة الحسية، ومنها:
- الذاكرة الأيقونية: وهي الذاكرة الحسية المتعلقة بالرؤية، حيث يتم تذكر الأشياء المرئية لفترة تصل إلى نصف ثانية قبل أن تتلاشى.
- ذاكرة الصدى: وهي الذاكرة السمعية التي تتيح تذكر الأصوات لمدة تصل إلى 4 ثوانٍ، مما يجعلها الأكثر فعالية في حفظ المعلومات السمعية.
- الذاكرة اللمسية: وهي تُعنى بالتواصل عبر اللمس، وتستغرق حوالي ثانيتين.
عمل الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
تتمثل ذاكرة الحواس في كونها ذاكرة قصيرة المدى تنشط المعلومات التي تصل إليها بسرعة. بالنسبة للعقل، تعتبر هذه المعلومات هي الأمور الضرورية التي تحتاج إلى إدراك، ثم يتم التخلص منها بعد فترة زمنية قصيرة، عادةً لا تتجاوز 4 ثوانٍ، ويختلف ذلك حسب نوع الحاسة التي استقبلت المعلومات.
مراحل الحفظ داخل الذاكرة
تنقسم مراحل الحفظ داخل الذاكرة إلى النقاط التالية:
- مرحلة التعليم: تشمل فهم وتحليل المواقف وإدراكها، مما يؤدي إلى التخزين الفعال للمعلومات نتيجة عملية الإدراك.
- مرحلة تخزين المعلومات: هي الفترة الزمنية التي يتم فيها تخزين المعلومات وتخزين المواقف في الذاكرة قصيرة المدى، ويمكن أن تتحول الخبرات إلى ذاكرة طويلة المدى إذا تحققت الشروط اللازمة.
- مرحلة الاستخدام الفعلي للذاكرة: تتضمن عملية التذكر نفسها، من خلال معالجة المواقف واسترجاعها، مما يُمكّن من توظيف الخبرات السابقة بما يلزم.
في الختام، لقد تناولنا مفهوم الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي، وبيّنا الفرق بين الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى. إن اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة متوازن يمكن أن يُعزِّز من القدرة على تحويل الذاكرة قصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى، مما يستدعي ضرورة العناية بالصحة العامة لتحسين الذاكرة وتطويرها.