أسباب التوحد وأعراضه
التوحد هو اضطراب يظهر بشكل رئيسي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات. حتى الآن، لا يتوفر علاج نهائي لهذا الاضطراب، ولكن يمكن أن تساهم العلاجات المكثفة في تحسين قدرات الأطفال بشكل كبير.
في هذا المقال، سنتناول
أسباب التوحد وأعراضه
، بالإضافة إلى العلامات التي تظهر في هذه المرحلة، مما يستدعي الحاجة إلى استشارة متخصص.
ما هو اضطراب التوحد؟
-
التوحد هو اضطراب عصبي نفسي شائع الآن ويؤثر على الأطفال. يتمثل في مجموعة من الاضطرابات العقلية والسلوكية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوك الطفل.
- تكون الحالة أكثر وضوحًا في سن الثالثة وتؤثر على حياة الطفل ومهاراته الاجتماعية، مما يؤثر أيضًا على قدرته في التواصل مع الآخرين.
- الدراسة تشير إلى أن الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة بالتوحد، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه قد يصاب طفل واحد من كل 88 طفلاً، مع تأثير عوامل وراثية أو بيئية.
- في الولايات المتحدة، وجد أن نسبة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب تصل إلى ستة أطفال من كل 1000 طفل.
علامات اضطراب التوحد لدى الأطفال
توجد بعض العلامات التي قد تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد، ومن بينها:
-
إذا كان الطفل لا يستجيب لحركات الأهل أو للأوامر أو حتى عند مناداته باسمه.
- يظهر ذلك كخلل في الفهم، ولا يعمل على طلب المساعدة من والديه.
- يفضل الطفل اللعب بمفرده، ولا يميل للتفاعل مع أقرانه.
- من النادر أن يكرر الطفل الكلمات التي تُقال له، حتى لو تكررت عدة مرات، كما يجد صعوبة في تكوين جمل بسيطة.
- ينزعج من الملامسة أو العناق من الآخرين.
- يتعامل مع كل شيء بجدية، ويفتقر إلى حس الفكاهة أو القدرة على السخرية.
- يواجه صعوبة في التواصل مع الأشخاص الآخرين، وقد يستخدم لهجات غريبة أثناء الحديث.
- عند قيامه بترتيب ألعابه، يستغرق وقتًا طويلاً لأداء ذلك.
علامات إضافية لاضطراب التوحد لدى الأطفال
- قد تظهر على الطفل مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك والقلق أثناء النوم.
- يقوم الطفل بأفعال غير عادية مثل تحريك اليدين بشكل مفرط أو الدوران، ويكون دائم الحركة بشكل عشوائي.
- يميل إلى الحساسية تجاه الضوء والأصوات.
- يتعرض لنوبات غضب مفرطة ويظهر عدوانية تجاه الأطفال الآخرين.
- لا يشعر بمشاعر الآخرين.
- قد يكون بطيئاً في التعلم، أو يمتلك مستوى ذكاء مرتفع جداً بحسب خصائص كل طفل، ولكنه قد لا يستطيع اتباع شيء بعينيه.
- الأطفال المصابون بالتوحد قد يجدون صعوبة في تبادل تجاربهم مع الآخرين، وعندما تُقرأ لهم قصص، قد لا يشيرون بإصبعهم على الصور الموجودة في الكتاب.
- قد تضعف استجابة الطفل للألم.
- يمكن أن يعاني الطفل من تأخير في الكلام أو فقدان القدرة على تركيب الجمل.
-
عند تقدم الطفل في السن، قد يتحسن في الاندماج مع المجتمع، لكن قد تظهر بعض الاضطرابات السلوكية مثل تلك المرتبطة بالتوحد.
- بعض الأطفال قد يعيشون حياة طبيعية أو قريبة من الطبيعية، بينما يعاني الآخرون من صعوبات أكبر.
أسباب التوحد
لا توجد أسباب محددة للتوحد، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تُسهم بشكل متفاوت في الإصابة به. بينما لا يزال البحث جاريًا لفهم الأسباب الدقيقة، يمكن ذكر أبرزها فيما يلي:
-
العوامل الوراثية تلعب دورًا؛ فقد أظهرت البحوث أن مجموعة من الجينات المختلفة تساهم في ظهور اضطراب التوحد.
- بعض الأطفال قد يرتبط لديهم هذا الاضطراب باضطرابات جينية مثل متلازمة ريت أو متلازمة الكروموسوم X الهش.
- بعض التغيرات الجينية قد تعزز من خطر تطوير اضطراب التوحد.
- يمكن أن تؤثر بعض الجينات الأخرى على تطور الدماغ وطريقة تواصل خلايا الدماغ.
- البعض من هذه التغيرات الجينية قد تكون وراثية، بينما تشكل التغيرات الأخرى طفرات جديدة.
-
العوامل البيئية هي سبب آخر محتمل للإصابة بالتوحد.
- أجريت أبحاث للتأكد مما إن كانت البيئة تؤثر في ظهور هذا الاضطراب.
- ومن الأمثلة على هذه العوامل: العدوى الفيروسية، الأدوية، المضاعفات أثناء الحمل، وملوثات الهواء.
- كل من هذه العوامل قد تعزز من احتمال ظهور اضطرابات طيف التوحد.
-
فئة صغيرة من الأطفال المصابين بالتوحد قد يتمتعون بمهارات استثنائية في مجالات معينة مثل الفن، الرياضيات، أو الموسيقى.
- غالبًا ما تكون هذه المهارات أعلى من المهارات التي يمتلكها الأطفال في الوضع الطبيعي.
- رغم أن هؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة، إلا أنهم يفضلون تقليل التفاعل مع الآخرين.
عوامل الخطر
لا يوجد سبب واحد للإصابة بالتوحد؛ ولكن ينبغي أخذ اضطرابات العائلة والبيئة في الاعتبار. بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد تشمل:
- تشير بعض الدراسات إلى أن الأولاد هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، حيث تكون نسبتهم 4 أضعاف نسبة الإناث.
-
الأسر التي لديها طفل مصاب بالتوحد تكون أكثر عرضة لإنجاب طفل آخر مصاب بنفس الحالة.
- يُعتبر المعقول أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من التوحد قد يواجهون بعض الصعوبات في المهارات النمائية.
-
بعض الحالات الطبية يمكن أن ترفع من خطر الإصابة؛ مثل متلازمة الكروموسوم X الهش، والتي قد تسبب اعتلالات عقلية.
- يشمل ذلك أيضًا تشوهات في الدماغ أو اضطرابات عصبية مثل متلازمة توريت.
- تشير بعض الدراسات إلى أن الزواج في سن متأخرة قد يؤثر على الإصابة بالتوحد.
- الأطفال الذين وُلِدوا لأب أكبر من 40 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة، على الرغم من أن عمر الأم له تأثير أقل بكثير.
- تُجرى أبحاث حالياً لدراسة دور المشاكل أثناء الولادة أو أي تأثير يتعلق بالجهاز المناعي في الإصابة بالتوحد.
- علاوة على ذلك، يُعتقد أن اللقاحات، مثل اللقاح الثلاثي ضد مرض النكاف والحصبة والحصبة الألمانية، لا تسبب التوحد.