الاستفهام في اللغة العربية
يُعتبر الاستفهام في اللغة العربية من الأساليب البلاغية التي تستخدم لطلب معرفة معلومة مفقودة لدى السائل أو المستفهم. ويتم ذلك من خلال استخدام أدوات خاصة تُعرف بأدوات الاستفهام، أبرزها: (الهمزة، هل، ما، ماذا، لماذا، مَنْ) وغيرها. ويتواجد هذا الأسلوب في القرآن الكريم في العديد من المواضع، حيث يمكن أن يكون الاستفهام حقيقيًا أو مجازيًا يُستخدم لأغراض بلاغية أخرى.
أنواع الاستفهام في القرآن الكريم
الاستفهام الحقيقي
يكون الاستفهام حقيقيًا عندما يتطلب إجابة أو معرفة شيء يجهله السائل، مثل: كم عمرك؟ مَن ضرب الولد؟ ولكن في القرآن الكريم، لا يظهر الاستفهام بشكل حقيقي، حيث إن الله -سبحانه وتعالى- لا يستفهم عن شيء من عباده وخلقه. لذا، يكون الاستفهام في القرآن مُستخدمًا لأغراض بلاغية مجازية.
الاستفهام البلاغي المجازي
يسعى الاستفهام البلاغي إلى الخروج عن معناه المباشر لأغراض بلاغية أخرى، ويمكن التعرف عليها من خلال السياق أو الموقف الذي ورد فيه السؤال. وتتمثل فائدة الاستفهام البلاغي في إعطاء الكلام حيوية، وزيادة الإقناع والتأثير، وإثارة القارئ والمستمع. وفيما يلي أبرز هذه الأغراض:
- استفهام التوبيخ
مثل قوله تعالى: “أتدعون بعلًا وتذرون أحسن الخالقين.” هنا يُستخدم الاستفهام لتوبيخ المخاطبين بسبب دعوتهم لإله غير الله سبحانه وتعالى. ومثال آخر: “ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها.” حيث يُوبخهم الاستفهام لترك الهجرة في الأرض لإقامة شرع الله.
- استفهام النهي
يهدف هذا الغرض إلى النهي عن القيام بأمر ما، مثل: “أتخشونهم.” بمعنى ينهاهم عن خشية غير الله. وأيضًا: “ما غرّك بربّك الكريم.” بمعنى النهي عن الغرور.
- استفهام الدعاء
يكون الغرض منه الدعاء وطلب شيء من الله، مثل قوله تعالى: “أتهلكنا بما فعل السفهاء منا.” حيث يُستخدم الاستفهام للدعاء بعدم الهلاك. وأيضًا: “أتجعل فيها من يفسد فيها.” فالغرض هو الدعاء بعدم جعل الله في الأرض من يفسد.
- استفهام التعجب
ويأتي هذا النوع من الاستفهام بقصد التعجب من فعل أو شيء محدد، مثل: “كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم.” حيث يُظهر التعجب من الكفر بالله الذي أحياهم بعد موتهم.
- استفهام العتاب
يهدف إلى اللوم والعتاب، مثل قوله تعالى: “ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله.” حيث يُعاتب المؤمن بسبب بعده عن تذكر الله.
- استفهام النفي
يُستخدم لنفي شيء مثل: “أفأنتَ تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.” بمعنى أنه لا ينبغي لك كراهية أحد على الإيمان.
- استفهام التكثير
يدل على الكثرة، كما في قوله: “وكم أرسلنا من نبي في الأولين.” حيث يُبرز كثرة الأنبياء الذين أرسلهم الله.
- استفهام التسوية
يمثل التسوية بين أمرين مثل: “سواء عليهم سواء أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون.” حيث لا يؤثر الإنذار في إيمانهم.
- استفهام طلبي
يطالب بالأمر، مثل: “فهل أنتم منتهون.” حيث يطلب منهم الانتهاء.
- استفهام الترغيب
كنوع من التحفيز، مثل: “هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم.” حيث يسعى لترغيبهم في الأمر، وأيضًا: “من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا.”
- استفهام التمني
مثل: “فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا.” حيث يعبر عن تمني وجود الشفعاء، وأيضًا: “هل نحن منظرون.”
- استفهام الاستبطاء
مثل: “متى هذا العد إن كنتم صادقين.” وأيضًا: “متى نصر الله.”
- استفهام التقرير
مثل: “ألست بربكم”، و”أليس الله بكافٍ عبده.”
- استفهام التخويف والتهويل
مثل: “الحاقة، ما الحاقة، وما أدراك ما الحاقة.”
- استفهام التعظيم
مثل: “وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين.”
- استفهام التهكم
بغرض الاستهزاء، مثل: “قل أأنتم أعلم أم الله.”
- استفهام التحقير
مثل: “إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون.”