عُمر بن الخطاب، المعروف بلقب الفاروق، يُعتبر من أقوى الخلفاء الراشدين، وقد شهدت الدولة الإسلامية خلال فترة حكمه أوج قوتها. جمع حكمه بين النزاهة في التعامل والحزم في تنفيذ الأوامر. كان عصره مميزًا بالرحمة والعدل بين الناس، وفي هذا المقال، سنستعرض تفاصيل ومعلومات هامة حول حياة عُمر بن الخطاب.
أصول ونشأة عُمر بن الخطاب
وُلِد الفاروق عُمر بن الخطاب في عام 586 ميلادي، ما يُعادل تقريبًا سنة 40 قبل الهجرة، في مكة. نشأ في عائلة تتمتع بالهيبة والسلطة، حيث كان والده من سادة قريش، وكان شديد الطباع.
قضى عُمر حياته في كنف والده، الخطاب بن نفيل، ووالدته حنتمة. تزوج الفاروق من زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون، ورزق بأبناء هم عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وابنته حفصة.
السمات الشخصية لعُمر بن الخطاب
تميز عُمر بن الخطاب بأنه كان من القلة الذين اتقنوا القراءة والكتابة، حيث تعلم فنون الزراعة، والمصارعة، والفروسية، كما أبدع في كتابة وإلقاء الشعر. ومع تقدم العمر، بدأ يحضر أسواق العرب وخاصة سوق عكاظ.
تعلّم عُمر التجارة، وحقق ثروات كبيرة جعلته من أغنياء مكة وأحد زعماء قريش. وبفضل قوته، أصبح يُمثل قريش كسفير لهم خلال الحروب والمعارك مع القبائل الأخرى.
اعتناق عُمر بن الخطاب للإسلام
كان عُمر في بادئ الأمر معاديًا لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد الأعداء للمسلمين، يعتمد على تخويف من يُدعو إلى عبادة الله الواحد.
وفي شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من بعثة النبي، شعر الفاروق باضطراب داخلي، فحمل سيفه وخرج من منزله متجهًا إلى حيث كان يتواجد النبي ليقتله. وفي طريقه، تقابل مع أحد أفراد بني زهرة، الذي نصحه بالعودة إلى بيته للاهتمام بأسرته، حيث أبلغه أن أخته وزوجها قد أسلما.
توجه عُمر إلى بيت أخته، وهناك وجَد الصحابي خباب بن الأرت يقرأ سورة طه. وعندما أدركوا دخوله، اختبأ خباب، بينما أخفت أخته الصحف. عند دخول عُمر، لم يتردد في الاعتداء على زوج أخته، لكن سارعته فاطمة بالدفاع عنه مما أدى إلى تعرضها للضرب.
عند محاولة أخذ الصحيفة، رفضت أخته وقالت له: “هذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون”، فما كان منه إلا أن اغتسل واستعد لقراءتها. ومن ثم، طلب معرفة مكان النبي فنصحه خباب بالإسراع إليه.
وصلت أخبار نية عُمر لقتل النبي بسرعة، مما دفع عددًا من المسلمين للاجتماع في الدفاع عنه. وعند وصول عُمر، أوقفه حمزة بن عبد المطلب، لكن النبي أمره بالابتعاد، وفي تلك اللحظة أُعلن إسلام عُمر بن الخطاب، مما أسعد الرسول والصحابة.
تولي عُمر بن الخطاب الخلافة الإسلامية
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تولى أبو بكر الصديق خلافة المسلمين، عين عُمر بن الخطاب كوزير ومستشار له. تولى عُمر خلافة المسلمين في 22 من جمادى الآخر سنة 13 هـ.
برز عُمر بشخصية تجمع بين القوة والصرامة، مخفيًا تحت هذه القسوة مشاعر ودودة. ولكن سرعان ما أظهرت خلافته صفاته النبيلة ومحبته للناس.
المساهمات البارزة لعُمر بن الخطاب في الإسلام
قدم عُمر بن الخطاب الكثير من الأعمال المفيدة للإسلام والمسلمين، سواء خلال حياة النبي أو بعد وفاته وتولي أبو بكر الصديق الخلافة. ومن أبرز هذه الأعمال:
- جمع القرآن الكريم في كتاب واحد بعد استشهاد العديد من قراءه في معركة اليمامة.
- توسيع المسجد الحرام وإعادة بناء المسجد النبوي الشريف، حيث شمل التوسيع إحاطة الحرم بكامل أسواره وتجديد الكسوة للكعبة المشرفة، بالإضافة إلى تزيين المساجد وإضاءة جميع المرافق.
كان عُمر بن الخطاب يمثل الصورة القوية، ولكنه بعد دخول الإسلام أظهر طيبته وتضامنه مع المسلمين، من شخص كان يهدد حياة النبي إلى داعية يدعو الناس لعبادة الله الواحد، حاملاً سيفه للدفاع عن المسلمين.