إن مرحلة بناء القيم لدى الأطفال في المدارس هي مسألة مهمة تستحق التفكير قبل أن نرسل أبناءنا إلى المدرسة. فما هي القيم الإيجابية التي يمكن أن يكتسبها الطفل خلال هذه الفترة الدراسية؟ سنستعرض هذا الموضوع في مقالنا عبر موقعنا، موضحين كيفية تطور هذه القيم.
مراحل بناء القيم للأطفال في المدارس
تعتبر المدرسة الجهة الثانية المسؤولة بعد الأسرة عن تعزيز القيم والمبادئ لدى الأطفال، وسنستعرض هذه المراحل في النقاط التالية:
1- مرحلة الروضة
تُعد مرحلة الروضة أساساً مهماً في تشكيل القيم لدى الأطفال. خلال هذه المرحلة، نبدأ في تلبية فضولهم والرد على استفساراتهم، بالإضافة إلى وضعهم في مواقف تعليمية والعمل على طرح قصص تحتوي على عبر ودروس تساعد في تطوير شخصياتهم منذ الصغر. كما يتم تقديم الهدايا ومدح إنجازاتهم وتقدير آرائهم، مما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
2- المرحلة الابتدائية
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى تجارب اجتماعية، حيث يتعلمون كيفية التعامل مع محيطهم بشكل فعّال، سواء كان ذلك مع الأقارب أو الأصدقاء أو الوالدين. كما يُحاطون بتعليم القيم الدينية وأهميتها، مثل الصلاة والصوم، إلى جانب التعرف على القصص الدينية والدروس المستفادة منها.
3- المرحلة الإعدادية
في هذه المرحلة، يبدأ الأطفال في تطبيق المهارات والقيم التي اكتسبوها في المرحلتين السابقتين، مما يسهم في تعزيز شخصياتهم وقدراتهم الاجتماعية.
بناء القيم عند الأطفال في الأسرة
تُعتبر الأسرة الركيزة الأساسية في غرس القيم الإيجابية داخل الأطفال، ومن الخطوات الأساسية في بناء قيم الطفل في الأسرة ما يلي:
1- المناقشة وتجنب الانتقاد
يكون الأطفال أكثر تقبلاً للنصائح عندما تُقدم من خلال الحوار والمناقشة، مما يجعلهم يشعرون بالمشاركة.
2- النشاطات اليومية
يمكن قراءة كتاب يناقش القيم الأخلاقية، أو تقديم كتب كهدية تعلم الأطفال القيم بشكل ممتع.
3- تقديم القدوة الحسنة
يعتبر الآباء قدوة رئيسية لأطفالهم، ويكتسب الأطفال دروس القيم من سلوكياتهم، لذا من المهم أن يُظهر الأهل أفضل التصرفات أمام أبنائهم.
4- تشجيع الأطفال
يجب على الأهل تحفيز أطفالهم على مواجهة التحديات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
القيم الإسلامية للأطفال
يُعَدّ الإسلام دين القيم، حيث يقدم لنا مجموعة من المبادئ التي يمكن غرسها في نفوس الأطفال، وهي كالتالي:
- طلب العلم والسعي للحصول على المعرفة واستخدامها في منفعة النفس والمجتمع.
- تعليم الصدق والأمانة، مما يساعد على تربية الطفل ليكون صادقاً في أقواله وأفعاله.
- تعليم بر الوالدين، حيث يجب على الطفل أن يتعلم كيف يكون باراً بوالديه.
- غرس قيمة التواضع، كون الإسلام يروج لهذه الفضيلة.
- تعليم المسؤولية، وذلك بتشجيع الطفل على المساهمة في تحسين مجتمعه ومساعدة أسرته.
- تعزيز الشجاعة، مما يُعين الطفل على تنمية شجاعته في مختلف الأوقات.
- زرع قيمة الصبر، حيث يدعو الإسلام إلى التحلي بالصبر في جميع مجالات الحياة.
- تربية الطفل على الأخلاق والآداب، ولتعزيز قيم الأخلاق الحميدة والسلوك الرفيع.
فوائد غرس القيم في شخصية الطفل
بلا شك، فإن زرع القيم في نفوس الأطفال له تأثيرات إيجابية كبيرة، حيث يصبح الطفل شخصية متعاونة ومحبوبة في المجتمع، بالإضافة إلى سلوكه الإيجابي الذي يعزز استقلاليته. كما تساهم هذه القيم في تحسين الصحة النفسية للطفل وتساعد في بناء شخصية قوية تتمتع بالأخلاق العالية والسلوك الإيجابي.
أحاديث من السنة النبوية حول الأخلاق والقيم
تحتوي السنة النبوية على العديد من الأحاديث التي تتعلق بأهمية القيم والأخلاق، ومنها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى النبي صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال: بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة“. رواه البخاري.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا”.
تشكل القيم التي تُغرس في الأطفال، سواء في المدارس أو في المنازل، أساسًا مؤثرًا في تشكيل شخصياتهم وسلوكياتهم. وقد استعرضنا في هذا المقال مكونات بناء القيم لدى الأطفال.