يمثل الكون كياناً شاسعاً ومعقداً يستحث رغبتنا في استكشافه. يبرز التساؤل عن ما يتواجد خارج نطاق الكون نفسه، حيث عمل بعض العلماء على صياغة نظريات تتعلق بشكل الكون وحجمه، فضلاً عن فرضيات حول نشأته تبعاً لمجموعة من الآراء العلمية. في هذا المقال، سوف نستكشف عالمنا الشاسع ونناقش ما قد يكون خارج confines الكون حسب ما أظهرته الأبحاث العلمية.
شكل الكون وحجمه
تتحدث النظرية النسبية للعالم العبقري ألبرت أينشتاين عن ثلاثة أشكال محتملة للكون. يمكن أن يكون الكون إما مغلقاً مثل الكرة، أو مسطحاً مثل الورقة، أو مفتوحاً مثل السرج. وفي حال كانت كثافة الكون منخفضة، فقد يكون شكله مسطحاً ثلاثي الأبعاد.
إذا كانت كثافة الكون مرتفعة، فإن جاذبيته ستفوق قدرة التمدد، مما يؤدي إلى تكوين كون ذو شكل كروي، المعروف علمياً بالنموذج المغلق. أما إذا كانت الكثافة منخفضة جداً لدرجة أنها لا تستطيع إبطال تأثير التمدد، فإن الكون سيتخذ شكلًا مفتوحاً يشبه السرج.
يتفق معظم العلماء على أن الكون له شكل كروي، وذلك وفقاً للدراسة التي نشرها الباحث أليساندرو ملكيوري في عام 2019، والتي تشير إلى أن الإشعاعات الناتجة عن الانفجار الكبير أسفرت عن كون مغلق.
فيما يتعلق بحجم الكون، يرى العلماء أنه في حالة من التمدد المستمر، حيث يُقدر نصف قطر الكون المرئي بحوالي 46.5 مليار سنة ضوئية. بينما يبقى الجزء غير المرئي من الكون غامضاً وغير معروف.
ما الذي يوجد خارج الكون؟
لقد شكل سؤال ما يوجد خارج الكون حيرة للعديد من العلماء والأفراد على حد سواء. عادة ما يتم طرح هذا السؤال في محاولة لفهم الكون بشكل أعمق. وعلى الرغم من الجهود العلمية المستمرة، فإن الإجابة حتى الآن هي أنه لا يمكن تحديد الأمر بدقة.
إن الكون المرئي هو الجزء الوحيد الذي تمكن العلماء من دراسة ظواهره بشكل مكثف وتجميع معلومات حول حجم ومساحة الكون، في حين أن هناك أجزاء غير مرئية لم يستطع العلماء جمع معلومات كافية بشأنها حتى الآن.
بالفعل، طرحت بعض النظريات العلمية الحديثة فكرة عدم وجود أي شيء خارج الكون، حيث تشير تلك النظريات إلى أن الزمان والمكان قد وُلدا بظهور الانفجار الكبير الذي أعطى الحياة للكون منذ البداية.
نظريات نشأة الكون
تعتبر نظرية الانفجار الكبير من أكثر النظريات العلمية قبولاً في شرح نشأة الكون. هذه النظرية تفيد بأن الكون نشأ نتيجة انفجار النجوم الضخمة، المعروفة بالمستعمرات العظمى.
نتج عن هذا الانفجار العظيم مجموعة من الغازات أبرزها الأكسجين، والكربون، والنيتروجين، والهيليوم، وغيرها من الغازات المختلفة. ومن ثم، تكوَّنت المجرات والكواكب من تراكم بقايا النجوم مع الغازات المنبعثة.
أخذ النظام الشمسي في التكون في تلك الفترة، حيث يعود عمره تقريبًا إلى أربعة مليارات سنة. يمكن للعلماء تقدير عمر الكون بناءً على العلاقة بين السرعة والمسافة بين المجرات، حيث يُقدّر عمر الكون بين سبعة إلى عشرين مليار سنة.
تم اعتماد نظرية الانفجار الكبير نظراً لما تقدمه من تفسير منطقي لتجمع النجوم وانبعاثات الغازات بدقة، خاصة غاز الهيليوم الذي يمثل حوالي 25% من إجمالي حجم الكون، وهو ما يتوافق مع النسبة الفعلية لغاز الهيليوم.
لقد استعرضنا في هذا المقال بشكل الكون وحجمه وفقًا للنظرية النسبية، إضافة إلى بعض الأبحاث العلمية التي تدعم فكرة كروية الكون. ومع ذلك، لا يزال العلماء لم يتوصلوا إلى إجابة قاطعة حول ما يوجد خارج الكون، نظراً لأنه يتكون من جزء مرئي معروف وآخر غامض.