تشير مقومات الحياة الكريمة إلى الحقوق الأساسية والضمانات التي يحتاجها الأفراد للعيش بحرية وكرامة. تعتبر هذه المقومات أساسية لضمان ظروف معيشية متساوية لجميع المواطنين، مما يتيح للجميع الحصول على حقوقهم كاملة. في هذا المقال، سنستعرض مقومات الحياة الكريمة ونقدم تعريفًا مختصرًا للحياة الكريمة.
ما هي مقومات الحياة الكريمة؟
تتضمن مقومات الحياة الكريمة مجموعة من العناصر التي يجب أن تتوفر بعدل وإنصاف لكل شخص في المجتمع، ومن أبرز هذه المقومات:
1- الغذاء والتغذية
يشمل حق الأفراد في الحصول على غذاء صحي ومتوازن يلبي جميع احتياجاتهم الغذائية الأساسية. ينبغي أن يكون الطعام نظيفًا وآمنًا ومغذيًا لضمان النمو والتطور السليم.
2- الرعاية الصحية
تندرج تحت هذا الحق إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية ذات الجودة العالية، بما في ذلك الرعاية الطبية الوقائية والعلاجية والأدوية اللازمة للحفاظ على الصحة ومعالجة الأمراض.
3- الإسكان
يعني هذا الحصول على مأوى مناسب وآمن يوفر الخصوصية والراحة. يجب أن تتوفر المساكن على الخدمات الأساسية، مثل المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي، والكهرباء.
4- التعليم
تشمل هذه المقومة حق الأفراد في الحصول على تعليم أساسي وعالي الجودة، مما يتيح لهم فرصة التعلم والتطور المستمر وتعزيز المهارات الشخصية والمهنية لتحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي.
5- العمل
يعتبر العمل حق الأفراد في الحصول على فرص عمل لائقة وعادلة بأجور مناسبة، ويتطلب هذا توفير بيئة عمل صحية وآمنة، مع ضمان عدم التمييز في فرص العمل.
6- الحماية الاجتماعية
يتضمن حق الأفراد في الحماية الاجتماعية والدعم في حالات الضعف الاجتماعي. ينبغي توفير دعم اقتصادي للأسر ذات الدخل المنخفض وضمان التأمين الاجتماعي ورعاية الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة.
7- المشاركة والمشاركة السياسية
هذا الحق يمنح الأفراد فرصة المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم، بما في ذلك حق التعبير وحرية التجمع والمشاركة في الحياة العامة والسياسية.
تعريف الحياة الكريمة
تمثل الحياة الكريمة القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد وتحقيق مستوى من الرفاهية يضمن لهم عيش حياة كريمة. من المهم أن ندرك أن مفهوم الحياة الكريمة يختلف من مجتمع لآخر، حيث قد يمتلك الفرد جميع وسائل الحياة الأساسية، لكنه قد يفتقر إلى العيش الكريم إذا كانت تلك الاحتياجات مُكتسبة بشكل غير مشروع.
الحياة الكريمة في الإسلام
أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على أهمية العمل الصالح وصفاء النفس كعناصر رئيسية للحياة الكريمة. يقول الله في القرآن الكريم: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}. يشجع الدين الإسلامي على حياة كريمة استنادًا إلى مبادئ العمل الصالح.
الحياة الكريمة والميثاق العربي لحقوق الإنسان
يهدف الميثاق العربي لحقوق الإنسان إلى تحقيق العديد من الأهداف المتعلقة بحفظ الحياة الكريمة، ومن بين النقاط الأساسية التي يسعى إلى ضمانها:
- تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للوطن.
- تطوير حقوق الإنسان في الدول العربية.
- ضمان حق تقرير المصير كحق شرعي.
- ترسيخ مبدأ حقوق الإنسان كحقوق مقدسة غير قابلة للتجزئة.
- تحصين حق الحياة كحق ثابت لكل فرد.
- ضمان الحياة الكريمة والمحترمة لجميع الأفراد في كل دولة.
- تأمين الحرية الشخصية والحياة الكريمة، ومنع حرمان الأفراد من هذه الحقوق تحت أي ظرف.
يعتبر العيش في حياة كريمة حقًا لكل مواطن وأي شخص في أي مكان. في المجتمعات المتقدمة، تُحترم حقوق الأفراد وواجباتهم، لذا من المهم أن نحظى ببيئة تؤمن للأفراد واجباتهم وتضمن لهم حياة كريمة تتيح لهم تقديم حقوقهم بحب وعدل.