الحجامة: تقنية علاجية قديمة
تعتبر الحجامة من الطرق العلاجية التقليدية التي تُستخدم منذ آلاف السنين. يعود تاريخ استخدامها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، حيث استخدمها الآشوريون كوسيلة للتخفيف من العديد من الآلام دون تحديد سببها، وذلك بالطريقة الحديثة التي تتضمن تشخيص وعلاج الآلام. تعتمد الحجامة على توزيع الدم الغير نقي أو سحبه من الجسم من خلال إخراج الدم من المناطق المصابة. على الرغم من أن استخدامها قد تراجع في الآونة الأخيرة، إلا أنها لا تزال تُعتبر جزءًا من الطب البديل، وتُستعمل في العديد من الحالات، مما يُشير إلى فعاليتها وفائدتها في تخفيف الألم.
أنواع الحجامة
الحجامة الجافة
تعتمد هذه الطريقة على استخدام كاسات الهواء لتوزيع الدم الفاسد من أماكن الألم، مما يُساهم في تخفيف الشعور بالألم، وتتم هذه العملية من خلال الخطوات التالية:
- تطهير المنطقة المراد إجراء الحجامة عليها، ثم يتم دهنها بقليل من زيت الزيتون.
- توزيع الكؤوس، وسحب الهواء منها باستخدام جهاز خاص، أو من خلال استخدام فتيلة مشتعلة مع ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر.
- بعد عشر دقائق، تُزال الكؤوس، وفي حالة حجامة الوجه، يجب ألا تتجاوز المدة نصف دقيقة.
الحجامة الرطبة
تماثل الحجامة الرطبة إلى حد كبير الحجامة الجافة، حيث يُستخدم الكؤوس المفرغة من الهواء، بالإضافة إلى إجراء تشريط بسيط في الجلد للسماح بخروج الدم الفاسد. وهناك جوانب يجب مراعاتها عند القيام بهذه العملية:
- ضرورة التأكد من نظافة المشرط وتعقيمه قبل الاستخدام.
- توفير غطاء تحت المريض لحماية المكان من الدم المخرج.
- إزالة الكؤوس بعد مرور حوالي دقيقتين من وضعها.
تُعتبر الحجامة باستخدام دودة العلق نوعاً من أنواع الحجامة الرطبة التي استُخدمت منذ القدم، حيث تُعرف دودة العلق بأنها ديدان حلقية تستعمل في هذا السياق لأنها تمتاز بقدرتها على امتصاص الدم عند وضعها على الجلد. يتم صيد هذه الديدان قبل موعد الحجامة بيوم أو يومين، وتوضع في وعاء دون تقديم أي غذاء لها حتى تشعر بالجوع القوي، ثم تُطبق على المناطق المراد علاجها فتبدأ في امتصاص الدم مما يؤدي إلى انتفاخها.
نصائح لممارسة الحجامة بطريقة صحيحة
لضمان إجراء الحجامة بشكل صحيح، يُفضل اتباع النصائح التالية التي أوردها القدماء من ممارسي هذه التقنية:
- اختيار شخص ذو خبرة وكفاءة في هذا المجال.
- إجراء الحجامة في الأيام السابع عشر، أو التاسع عشر، أو الواحد والعشرين من الأشهر القمرية، ويفضل اختيار يوم الإثنين أو الثلاثاء بناءً على ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
- التأكد من أن المعدة ليست ممتلئة ولا فارغة.
- اختيار يوم مُشمس، والتأكد من أن الغرفة التي سيتم فيها إجراء الحجامة دافئة ومريحة.