قد يحدث أحيانًا أن يتفوه بعض الأفراد بعبارات قبيحة وفظيعة تجاه شخص ما، مما يؤدي إلى غضب ذلك الشخص وقد يختار مقاطعته أو حتى معاقبته بطرق مختلفة. ولكن ماذا عن عندما يتوجه كلام قبيح وفظيع تجاه الله تعالى، الذي أنعم علينا بنعم ظاهرة وباطنة؟ كثير من الناس يتساءلون عن ماهية هذا الكلام القبيح والفظيع، وفي هذه المقالة، سنستكشف المزيد حوله.
ما هو الكلام القبيح والفظيع
سنتعمق في مفهوم الكلام القبيح والفظيع من خلال النقاط التالية:
- الكلام القبيح هو ما لا يجوز للمتحدث أن يقوله، ويكون ذو دلالة سلبية للغاية.
- الكلام الفظيع هو ما يثير النفور عند سماعه، مما يدفع الشخص للتجنب.
- الكلام القبيح والفظيع له أشكال متعددة، بعضها يتعلق بالناس والآخر يتعلق بالله عز وجل.
الكلام القبيح والفظيع في حق الله تعالى
سنتناول هنا أشنع الكلام وأفظعه في حق الله تعالى، وذلك من خلال النقاط التالية:
- أشنع وأكثر الأقوال فظاعة في حق الله سبحانه وتعالى هو نسبة الولد إليه، وهو بريء من ذلك. قال عز وجل: “تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا لأن دعوا للرحمن ولدًا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا” (سورة مريم).
- أيضًا، أشنع القول هو الشرك بالله فيما لم ينزل به سلطان، حيث أن العبادة يجب أن تكون لله وحده، وقد ذكر الله عز وجل: “ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانًا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير” (سورة الحج).
- من الأوجاع الكبيرة أيضًا هو الافتراء على الله بالقول بغير علم، حيث قال الله عز وجل: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (سورة الأعراف).
- من الأقوال الفظيعة أيضًا نسبة الأنوثة للملائكة، فقد قال الله: “وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون” (سورة الزخرف).
- تعتبر الإشارة إلى وجود نسب بين الله والجن أيضًا من الأقول القبيحة، قال الله: “وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون” (سورة الصافات).
- وفي النهاية، يعتبر سب الله تعالى أو الاستهزاء بدينه من الأمور الفظيعة، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ما يجب على المسلم تجاه الكلام الفظيع في حق الله
سنستعرض المطلوب من المسلم عقب سماع أشنع القول في حق الله، كما يلي:
- يجب على المسلم أن ينكر هذا القول باليد، أو باللسان، أو على الأقل بالقلب.
- من الضروري على المسلم أن يتجنب الخوض في مثل هذه الأمور سواء بقرب أو بعد.
- يجب على المسلم عدم مخالطة من يتحدثون بمثل هذا الكلام، حيث قال الله عز وجل: “وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ” (سورة الأنعام). وأيضًا: “فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ” (سورة النساء)، وذلك حفاظًا على دينك.
بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول أشنع القول وأفظعه. لقد استعرضنا معًا ما هو الكلام القبيح والفظيع، وتناولنا ما يخص الله عز وجل، وتطرقنا إلى ما يجب على المسلم فعله تجاه ذلك. نسأل الله تعالى أن يهدي الناس إلى صراطه المستقيم.