أشعار طويلة تعبر عن الحب
سنتناول في هذا المقال عزيزي القارئ مجموعة مختارة من أروع الأشعار الطويلة التي تتناول موضوع الحب، والتي يمكن أن تجسد مشاعرك النبيلة تجاه من تحب:
كما يمكنك استكشاف:
قصيدة “مهما تعددت النساء حبيبتي”
عند الحديث عن الحب، لا يمكن أن نغفل أشعار الشاعر المبدع نزار قباني، الذي كان له دور بارز في توصيل مشاعر الحب في قصائده. إليك قصيدة “مهما تعددت النساء حبيبتي” من تأليفه:
مهما تعدّدت النساء حبيبتي.
فالأصل أنتِ.
مهما اللغات تعدّدت.
والمفردات تنوعت.
فأهم ما في تلك المفردات أنتِ.
مهما تنوعت المدن والخرائط.
والمرافئ والدروب.
فمرفئي الأبدي هو أنتِ.
مهما تجهمت السماء أو أبرقت.
أو أرعدت، فأنتِ الشمس.
لم يكن حرفاً في غيابك ممكناً.
وتكونت كل الثقافة يوم كنتِ.
لقد أحببتك في زمن قادم.
فالأهم مما سار هو ما سيأتي.
هل تكتبين معي القصيدة؟
أم أنك جزء من فمي؟
أم أنك صوتي؟
إني أحبك ما دمت حياً، وأرجو أن أحبك.
كالفراعنة القدماء بعد موتي.
أين أذهب؟
لم أعد مدركاً إلى أين أذهب.
كل يوم أشعر أنكِ أقرب.
وجهك يصبح جزءاً من حياتي.
ويصبح العمر أخصب.
وتبدو الأشكال أجمل.
الأشياء تُغدو أحلى وأطيب.
قد تسربتِ في مسامات جلدي.
مثلما تسربت قطرة الندى.
اعتيادي على غيابك صعب.
واعتيادي على وجودك أصعب.
كم أنا أحبك حتى.
أن نفسي تتعجب من نفسها.
يعيش الشعر في حدائق عينيك.
فبدون عينيك لا يوجد شعر.
منذ أحببتك، الشموس استدارت.
والسماء أصبحت أنقى وأرحب.
حبُّك أكبر مني.
فلماذا أتشبث بك بكل قوتي؟
أتمنى لو كنتِ بؤبؤ عيني.
أتراني طلبت المستحيل؟
أنتِ أجمل خرافة في حياتي.
والذي يتبع الخرافات يتعب.
قصيدة “يا قرة العين إن العين تهواك”
دعونا نستعرض قصيدة أخرى من مؤلفات الشعراء التي تجسد مشاعر الحب. إليك قصيدة “يا قرة العين إن العين تهواك” للشاعر ابن الأبار البلنسي:
يا قرة العين، إن العين تهواك.
فما يزيدها شوقاً سوى ملامحك.
لقد أضحت عيوني لا تشوق إلا لرؤياك.
للله طرفاي، لم يكن يشوقهما.
سوى ضوءك، وعبق مغناك.
لقد أخجلت الشمس أنها غاربة.
ومنذ أن تطلعتِ لم يغرب محياك.
لا تتبرزي لي بحلي وملابس.
فالجمال يغشاك، ويحييك.
يا شغل عيني، إذا لم أخشَ منكِ نوى.
وظل شغلي بالتفكير في رؤياك.
لا يستطيع الكرم إسكاتي.
وقد تدفقت فرحاً من طيبك.
سمّيت في الحسن، فعندما خصصت بك.
مطابقة لاسمك، يا حسناً.
لا يحاربني إلا من يخشاني.
على هواك اعتداء وهو يحبك.
أخافك غاضبة، كما أرجوك راضية.
فكم أرجيك يا هذه وأخافك.
أبكي لفراقك إن غفلت.
يا مايأسني، عينيك.
ما أعجب الدهر إذا طلب أن ينسيني.
هواك غياب، والله لا أنساك.
وكيف أنسى عهودا سلفت في الأحلام.
لا صبر لي أمام ذكراك.
ماذا عن ليالي التي قضيناها سوياً؟
همسات وشكوى بما يلقاه قلبك.
كتبت مسراكِ في خفاء.
وعاذلةً آنذاك، أفشت مسراك.
غنت الوشاح حول خصرك طرباً.
فأصغيت لما عنّاك حجابك.
قصيدة “غير منتهية في تعريف العشق”
استمتع الشاعر نزار قباني بحديثه عن الحب في أشعاره، وفيما يلي واحدة من أشهر قصائده التي تعبر عن الحب، والتي تحمل عنوان “غير منتهية في تعريف العشق”:
عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب، ترددت كثيراً.
ما جدوى اعترافاتي؟
قد كتب الناس كثيراً عن الحب قبلي.
صوّروه على جدران المغارات.
وفي أوعية الفخار والطين قديماً.
نقشوه على عاج الفيل في الهند.
وفوق الورق البردي في مصر وفوق الرز في الصين.
وقدموه كقرابين.
عندما قررت نشر أفكاري عن العشق، ترددت كثيراً.
لأني لست قسيسًا، ولا أمارس تعليم التلاميذ.
ولا أؤمن أن الورد مضطر لشرح عبيره.
ما الذي أكتب؟ يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي.. وتعنيني أنا وحدي.
إنها السيف الذي يختشقني وحدي.
وكلما زدت على الموت حضورا.
عندما سافرت في بحرك، يا سيدتي.
لم أنظر للخارطة ولم أحمل زورقاً مطاطياً.
ولا طوق نجاة، بل تقدمت إلى نارك كالبوذي.
اخترت المصير.
لذتي كتابة عنواني على الشمس.
وبناء جسور فوق نهديك.
عندما أحببتك، لاحظت أن الكرز الأحمر في بستاننا بات جمراً مستديراً.
وأن السمك الخائف من صنارة الأولاد.. يأتي بالملايين ليلقي بذوراً على شواطئنا.
وأن السرو زاد ارتفاعه، وأن العمر اتسع.
وأن الله عاد إلى الأرض أخيراً.
عندما أحببتك، لاحظت أن الصيف يتكرر عشر مرات كل عام.
وأن القمح ينمو عشر مرات لدينا كل يوم.
وأن القمر الهارب من بلدنا جاء يستأجر بيتاً وسريراً.
وأن العرق الممزوج بالسكر والياسمين طاب على العشق.
عندما أحببتك، أصبحت ضحكة الأطفال في العالم أجمل.
ومذاق الخبز أحلى، وسقوط الثلج بات أجمل.
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى.
ولقاء الكف بالكف على الأرصفة أصبح أحلى.
وارتشاف القهوة السوداء، والتدخين، والسهرات الليلية.
والرمل الذي يبقى على أجسادنا بعد عطلة الأسبوع، أحلى.
والمجلات التي نمنا عليها، تمددنا، وثرثرنا لساعات.
أصبحت في ذاكرتي طيوراً.
عندما أحببتك، طوبوا لي كل أشجار الأناناس بعينيك.
وآلاف الفدادين تحت الشمس، وأعطوني مفاتيح السماوات.
وأهدوني النياشين، وأهدوني الحرير.
عندما حاولت أن أكتب عن حبي، تعذبت كثيراً.
إني في أعماق البحر.
وضغوط الماء لا يعرفها سوى من ضاع في عمق المحيطات.
ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟
كل ما تذكره ذاكرتي.. أنني استيقظت في صباح لأرى نفسي أميراً.
كما يمكنك الاطلاع على:
قصيدة “حبّي”
يعتبر الشاعر أديب كمال الدين من الشعراء الذين قدموا قصائد طويلة تتناول الحب، ومن أبرزها قصيدة “حبّي” التي تحمل معاني العشق والرومانسية:
حبّي.
من أجلك أدركت الجسد البلوري.
والثدي اللامع كالنجم القطبي.
وتلال الماء الغائضة العينين.
والخبط المعشب والصحو الرملي.
الفجر المحموم الشفتين كصيف مخبوء.
قد أدركت الثلج.
والحيرة، والظن، البحار الضائع.
والطفل الضاحك، أردية امرأة ضاعت.
ما بين شوارع واسعة كجناح النسيان.
قد أدركت الجسد: الخبز.
قد أدركت الجسد: الحرف.
حبّي.
من أجلك أنبت الأزهار.
النرجس ذكرى.
والسوسن: مائدة للريح البضة.
والجوري: طفل يلقي من فوق الجسر الأوراق.
أزهار الرمان الحمراء: لقاء غامض.
والقداح المتصابي: عرس أخضر.
والأزهار البرية: سيدة للحب.
والدفلى: وجه ضاعت من عينيه الكلمات.
حبّي.
من أجلك عانقت الألوان: الأخضر للنوم.
والأزرق للموت.
والأبيض للكيد.
الأسود للبلبل.
لجراح تأتي حافية القدمين.
وجراح تذهب أو تبقى.
كالأشجار المهجورة وسط الريح.
الأحمر للصوم.
والأصفر لمرايا الجوع.
والبني الصامت للريح.
حبّي.
من أجلك أطلقت الأحلام، فهذا.
حلم صيفي.
هذا حلم لربيع قادم من خلف الغيم.
هذي أحلام قلائد من رمان وزبرجد.
وشموس تسقط كاللؤلؤ أو كذكرى.
هذي أحلام صباح مندهش.
بالرغبة، تلك، إذن، أحلام جليس صامت.
يرنو من خلف ستار شاحب.
لصراخ الباعة في الحفلة.
هذا حلم أسود.
حلم يسأل: أو تذكر شيئاً عن حلم؟
أو كنتَ تقيّاً كالنسيان؟
حلم إذ يصرخ فيي.
هل زورت الأسماء، الليل؟
أو كنت الطفل الضاحك؟
أو جاء البحار؟ إذن: هل أعددت السم؟
انظر، هذا حلم أبيض.
حبّي.
من أجلك غنيت حروفاً لا توصف.
وحروفاً تشكو لون الليل وتمشي.
كالأطفال المسرورين.
وحروفاً تهمس للصيف.
أو تهمس للماء.
وحروفاً تعزف للأسفار.
أو تعزف حين يشيب الورد، الكأس.
وحروفاً أقدم من تيجان التاريخ.
من أصوات الطير.
من ذاكرة الأنهار.
وحروفاً ضاعت.
من قبل ولم تجد.
وحروفاً تحكي عن فاكهة قطفت.
عن سنبلة تأتي بلا ريب بإذن الله.
حبّي: انظر، هذي مائدتي تتساءل.
هل أنت المجنون الجالس تحت الأشجار؟
أنت الصوت المبحوح؟
أو أنت الخطأ الفادح؟
حبّي: انظر، هذه مائدتي.
صنعتُ من أقصى غابات الكلمات.
لا تشكو شيئاً.
لا تعرف أحداً.
لا تأمل أن تدعو أحداً.
حبّي: انظر، هذه مائدتي.
وشمَت بدمي.
قصيدة “فنجان عشق”
كما كتب الشاعر محمود بن سعود الحليبي قصائد طويلة عن الحب، ومن ضمنها قصيدة “فنجان عشق” والتي تحمل معاني جميلة. إليك عزيزي القارئ كلمات هذه القصيدة:
سأسكب قلبي في فنجان عشق.
لهذه التي تستسيغ صبابة روحي.
بالشعر والهيل والزعفران!
سأسكبه للتي يرتمي.
على شاطئي مقلتيها جنوني.
فيجذبني رمشها بحنين.
ويحضنني جفنها بحنان!
سأسكبه للتي تحتويني.
حلماً شفيفاً يراود عيني غلام ذكي.
تعوّد منذ الطفولة لثم المداد الدافئ.
على ورقٍ.
من بياض الفؤاد.
تؤججه جمرة في الجنان!
سأسكبه للتي تستسيغ دموعي مالحاً أجاجاً.
إذا ما بحاري هاجت وماجت.
وفاضت سفينة صدري حزناً.
وضاق الزمان.
وضج المكان!
لتلك التي حين يصرخ جرحي.
ويختط نزفي معابر للشجوى.
في داخلي.
فتركض نحوي.
تعانق شجوي.
تهدهد راحتها خاطري.
تغني عليّ حفيف الجنينة للكروان!
لتلك التي تستفيق ظنوني.
على نغمة من شذاها الأصيل.
فأرحل فيها.
وترحل فيَّ.
على صهوة من خيول اليقين.
ودرب تغرد خضرته بالأمان.
لتلك التي لم أجدها إلى الآن.
إلا.
على لجّة الحلم المستبد.
تراءى لعيني حورية.
تعوم وتطفو.
وتصحوا وتغفو.
وتتركني.
بين شط الأماني.
وصحراء عمري.
تنازعني في هواها لحون ثكلى.
يعربد فيها.
أنين الربابة.
بوحاً إليها.
ونوحاً عليها.
نشيج الكمان.