تتناول الأسئلة المتعلقة بأضحية البقر، مثل كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم الاشتراك فيها، وكيفية ذبحها، بشكل متزايد مع اقتراب عيد الأضحى. يعد البقر من بهائم الأنعام، وقد أوضح الفقهاء الأحكام التي يجب مراعاتها لضمان شروط الذبح.
حكم الاشتراك في الأضحية
- مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يزداد الإقبال على الذبائح حيث يستعد الناس لشراء أضاحيهم، وقد يشترك في الأضحية الواحدة مجموعة من الأشخاص.
- وفقًا للإفتاء في مجمع البحوث الإسلامية، تجوز شراكة أكثر من فرد في أضحية البقر.
- وقد استند الإفتاء إلى أحاديث نبوية تتحدث عن هذا الحكم.
- فعن الترمذي، قال جابر: “نحرنا مع رسول الله بالحديبية، البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة”.
- وأكد الترمذي أن هذا الحكم كان معمولًا به من قبل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم.
للمزيد من المعلومات، اقرأ مقالنا حول:
أضحية البقر عن كم شخص
- على الشخص الراغب في التضحية أن يعلم أن البقر يعتبر من بهائم الأنعام، ويُعتبر الجاموس أيضًا جزءًا من هذه الفئة.
- وبذلك، يجب أن تكون الأحكام المتعلقة بالأبقار قابلة للتطبيق على الجاموس، نظرًا لكونهما من نوع واحد.
- يمكن القول إن أضحية البقر يمكن أن تغطي حتى سبعة أفراد.
- فعن ابن عباس، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأتت الأضحية، فاشتركنا في الجزور عشرة، والبقرة عن سبعة. رواه ابن ماجه.
- يجدر بالذكر أن هذا الشرط متفق عليه من قبل معظم المذاهب باستثناء المالكية.
- فقد أوضحت المالكية أن البقرة، مثل الشاة، لا يمكن تقسيها، لذا يتوجب على الفرد الأضحية بها بنفسه.
- ومع ذلك، يمكن لرب الأسرة أن يشرك زوجته وأولاده في ثواب الأضحية.
- ذلك لأن المضحي وأسرته يعتبرون كفرد واحد.
- وقد ورد أنه حتى في حال كانت حصة الفرد في الأضحية ربعًا، يمكنه أن يهب الأجر له ولأسرته.
- لا يلزم أن تكون الأضحية كاملة له ليهبه ثوابها لأسرته.
- ودليل ذلك هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بشاة له ولأهل منزله.
- حيث تُعادل البقرة الواحدة سبعة شياه، لذا فإن ربع البقرة يعادل شاة واحدة ويكون حصّة للرجل وأسرته.
شروط الاشتراك في الأضحية
- استناداً إلى أن أضحية البقر يمكن أن تجزئ عن سبعة أشخاص، فإن الشرط الأول هو عدم تجاوز المشاركين في الأضحية السبع.
- لذا يجب ألا تقل حصة كل فرد في أضحية البقر عن السبع.
- إذا زاد نصيب الفرد عن السُبع في حال كان عدد المضحين أقل من سبعة، تجوز الأضحية.
- وذكر الإمام الكاساني أن الزيادة عن السُبع في أضحية البقر أفضل من تساوي الحصص.
- ليس هناك مانع إذا اختلفت حصص الأفراد فيما بينهم أو تساوى المقدار.
- يمكن لشخص أن يمتلك ثلثًا، وآخر يمتلك سدسًا، وهكذا.
- هذا ليس بمشكلة طالما لم يقل نصيب أحدهم عن السبع، كما يمكن تقسيم الحصص بالتساوي.
كيفية التضحية بالبقر
- بعد معرفة عدد الأشخاص الذين يمكن أن تشاركهم أضحية البقر، يجب على الأفراد التوافق على طريقة ذبحها.
- يوجد شروط ومSpecifications خاصة بذبح البقرة، أولها أنه يجب إلقاؤها على جانبها الأيسر.
- بهذا الوضع، يُمكن للذابح التحكم في أطراف البقرة الثلاثة مع الحفاظ على القدم الأيمن.
- يبدأ الذابح بالامساك برأس البقرة بيده اليسرى وأداة الذبح في يده اليمنى.
- ويجب أن يكون كلاهما (الذابح والبقرة) متجهين نحو القبلة.
- كما يتوجب على الذابح ذكر اسم الله تعالى والتكبير بالقول: “بسم الله، الله أكبر”.
لقراءة المزيد، انقر هنا:
شروط أضحية البقر
1- شروط خاصة بالبقر
لكي يُسهل الرجل ذبح أضحيته من البقر، يجب التأكد من توافر الشروط التالية:
- تدعو المذاهب الأربعة لتوافر شروط محددة في البقر، تختلف من مذهب لآخر.
- يؤكد المذهب الشافعي والمالكي أن إحدى أهم شروط أضحية البقر هو أن تتجاوز عمرها الثلاثة أعوام.
- كما ينبغي أن تكون خالية من العيوب أو الأمراض التي قد تؤدي لوجود ضعف أو نقصان في الوزن.
- استند هذين المذهبين إلى حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال:
- “أربعٌ لا تُجزئُ في الأضاحي: العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعَرجاءُ بيِّنٌ ظَلعُها، والكسيرةُ التي لا تنقي”.
- وقد بين الشافعية أن أضحية الأبقار تُعتبر من أفضل الأضاحي بعد الإبل.
- اتفقت المذهب الحنفي والحنبلي مع الشافعية والمالكية في شرط خلو الأبقار من أي أمراض، مثل العمى والعرج، ولكنهم اختلفوا في عمر الأضحية، حيث قال الحنفية إن البقرة التي تجاوزت العامين يجوز ذبحها، لا الثلاثة أعوام.
- واستندوا على الحديث الشريف المتعلق بتفضيل الأبقار المسنّة، والذي يحدد سنها بعامين.
2- شروط عامة
توجد شروط أخرى مهمة لضمان صحة ذبح الأضحية، تشمل:
- يجب أن يكون ذابح البقرة مسلمًا، مثل المضحي.
- من المهم عدم الخروج عن الوقت المحدد لذبح الأضحية.
- لذا ينبغي تجنب الذبح في الليل، حيث يُعتبر غير صحيح وفقًا للمذهب الحنفي، كما لا تجوز الأضحية عند الإمام مالك.
- بالنسبة للمذهب الشافعي، يمكن أن تصح الأضحية إذا تمت بعد الضحى في أول أيام العيد حتى تغرب الشمس في اليوم الرابع منه.
- كما يشير حديث جُبَير بن مطعم -رضي الله عنه-: “فكُلّ فجاج مَنًى مَنحَرٌ وفي كل أيام التَّشريق ذبحٌ”.
- هذا الحديث يُستخدم كدليل للشافعية على صحة الأضحية خلال أيام التشريق.
الحكمة من الأضحية
- بعد نزول قوله تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أُقيمت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة.
- لقد وُجدت هذه الأضحية للإسلاميين كفرصة للتقرب إلى الله عز وجل وشكر نعمه العديدة.
- كما تُعيد للأذهان ذكرى إنقاذ الله لنبي الله إبراهيم الذي أمره أن يضحي بابنه إسماعيل، قبل أن يُستبدل بكبش عوضًا عن ذلك.
- وعندما يتم ذبح الأضحية وتوزيع لحومها على العائلة والأقارب والمحتاجين، تنشأ روح من الألفة بين الجميع، مما يساعد في سد حاجات الناس.
- بهذا الشكل، يتمكن المسلم من تطبيق تعاليم دينه ويجمع المعلومات حول أضحية البقر وعدد الأشخاص الذين يمكنهم الاشتراك فيها، ويدرك نعمه وفضله تعالى.
- تعتبر أضحية البقر وغيرها من بهائم الأنعام واحدة من اللحظات التي تُعزز الفرح والسعادة في قلوب المسلمين خلال العيد.