لقد خلق النساء من ضلع أعوج، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً، فقال في إحدى وصاياه:(يا أيها الناس اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً).
هذه الوصية جاءت قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم، لذا سنستعرض في هذا المقال ما يتعلَّق بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله في النساء).
النساء في القرآن الكريم
- ذكرت النساء في القرآن الكريم في سورتي النساء والطلاق، حيث قام الله بتحديد حقوقهن بشكل شامل في كلا السورتين.
- كما تم ذكر المرأة في عدة سور أخرى، مثل سورة البقرة، الممتحنة، النور، المجادلة، الأحزاب، والتحريم.
- هذا يشير إلى المكانة الرفيعة التي وصلت إليها المرأة في الإسلام مقارنة بأي دين آخر.
- ففي الجاهلية، كانت المرأة تعاني من إهمال واضح في حقوقها، واعتُبرت كمتاع يُباع ويُشترى دون اعتبار لحقوقها.
الهجمات على حقوق النساء في الإسلام
- للأسف، لا يزال هناك من يدعي أن الإسلام قد هضم حقوق المرأة وفضل الرجل عليها، وهو ادعاء عارٍ عن الصحة.
- في القرآن الكريم، نجد تأكيدًا على حقوق المرأة، كما في قوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم).
- تكشف هذه الآية أن للمرأة حقوقًا مماثلة لتلك التي لتتحملها تجاه الرجل، مما يدل على المساواة بين الجنسين.
- وفي قوله تعالى في سورة النساء: (وهي بعضكم من بعض)، يظهر أن النساء جزء من الرجال، ويؤكد أن الرجل والمرأة لهما حقوق مكفولة.
- إن أي محاولة للتقليل من شأن المرأة تُعتبر خطأً جسيمًا، فهي تحمل من المسؤوليات مثل الرجل في نشر القيم والأخلاق وتعزيز المجتمع.
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قبل وفاته، أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بأن يتقوا الله في النساء، مؤكدًا أنهن خلقن من ضلع أعوج.
- جاء الإسلام ليكرم المرأة ويمنحها حقوقًا مثل الميراث، وعبر عن مكانتها من خلال تأكيده على ضرورة رفع الغبن عنها.
- فالمرأة هي الأم، الأخت، الزوجة، والحبيبة، وقد وضع الإسلام لها حقوقًا واضحة ويدعو إلى معاملتها برفق ولين.
- قال الله تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
- كذلك كفل الله سبحانه وتعالى للمرأة حق النفقة، حيث يُلزِم الرجل بالتزام النفقة عليها وعائلتها.
- وقد قال الله تعالى: (الرجال قوامون على النساء).
- كما أمر الله الرجال أن يتحلوا بالرحمة والاحترام تجاه النساء، وأن يتعاملوا معهن بلطف ورفق.
- يجب أن يُنظر إلى النساء كمخلوقات رائعة، لا أقل شأناً من الرجال.
العدل في تربية الذكور والإناث
- يوصي الإسلام بتربية البنات بطريقة حسنة وبمعاملة متساوية بين الذكور والإناث.
- من الضروري أن لا يتلقى الأولاد تفضيلًا لمجرد أنهم صبيان، حيث أن هذا التفضيل يؤدي إلى آثار نفسية سلبية على الفتيات.
- يجب على الأهل أن يعاملوا جميع أبنائهم بالتساوي لتجنب الإحساس بالنقص لدى البنات.
- إن التفضيل يسهم في خلق هموم تجاه العلاقات بين الأخوة، مما يؤثر على الصحة النفسية والاجتماعية للبنات.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفقاً بالقوارير)، حيث شبه النساء بالقوارير الضعيفة التي تحتاج لرعاية وتقدير.
للمزيد من المعرفة،
التقوى تجاه الأمهات
- تتجلى وصايا الإسلام بشأن النساء بشكل خاص تجاه الأم، حيث أشار الله إلى أهمية بر الأم ورعايتها.
- فقد قال سبحانه وتعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك وإلى المصير).
- بر الأم يُعتبر واجب ديني وأخلاقي، وهو فطرة إنسانية سليمة.
فوائد بر الأمهات
- إذا أدرك الأبناء الفوائد العظيمة المترتبة على بر أمهاتهم، لما قصروا في واجباتهم تجاههن.
- بر الأم يُكفر الذنوب ويزيد من العمر وهو سبب للرزق والبركة.
- فعند وفاتها، ينادي الملائكة الابن أو الابنة بأنهم فقدوا من كان يكرمهم.
- يجب على كل مسلم ومسلمة أن يبروا والديهم ويطيعوهم ما لم يكن في معصية الله.
- للأسف، نرى في زمننا العديد من الأبناء يتجاهلون آباءهم في دار المسنين، وهو سلوك غير مقبول.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحق الناس بصحبتي؟، أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) مما يدل على عظمة مكانة الأم.
التقوى تجاه الزوجات
- كما أوصى الإسلام بالزوجة، فإن العلاقة الزوجية يجب أن تكون مليئة بالمودة والرحمة.
- يجب على الزوجين أن يكونا لبعضهما البعض سكنًا وراحة.
- قال الله سبحانه وتعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
- وقد ألزمت الشريعة الرجل بضرورة معاملة زوجته باللين والاحترام، حيث أن المرأة ضعيفة بخلقها.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع أعوج).
التقوى تجاه الأبنة
- كرم الله المرأة كأم وزوجة وابنة، حيث أن البنات نعمة ورزق من الله.
- تربية البنات تُعتبر واجبًا وفائدة عظيمة، حيث أن العناية بهن تستحق الأجر العظيم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال جارتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه).
- يتعين على كل أب أن يتقي الله في ابنته، وأن يوفر لها الأمان ورعاية كريمة.
- وينبغي له أن يهتم بها حتى تصل إلى بيت زوجها مكرمة.