الإسلام هو الدين الذي أنزله الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يُعتبر خاتم الأنبياء والمُرسَلين. ولا يوجد دين آخر بعده. يُشدد هذا الدين على مفهوم التوحيد لله تعالى عز وجل.
هذه هي الدعوة الأساسية نفسها التي أتى بها جميع الأنبياء والرُسل، وهي الإيمان بإله واحد والتوجه بعيداً عن عبادة أي شيء سواه. ومن الجدير بالذكر أنه قد نشأ تيار متطرف يُعرف بالإلحاد، وهو إنكار وجود الله تعالى، وهذا ما سنتناوله في مقالتنا.
تعريف الإلحاد
الإلحاد يُعنى بعدم الإيمان بوجود إله أو الاعتقاد به. يقترح الملحدون أن الكون قد ظهر نتيجة عوامل طبيعية خالصة، دون أي تدخل من خالق أو تدبير لأمور الحياة، كما ينكرون مفهوم البعث والحساب، وجميع الأسس الجوهرية للأديان السماوية الثلاث.
يُعتبر الإلحاد قضية نادرة في المجتمعات، حيث يُفترَض أن يكون لدى الإنسان عقيدة تُعبر عن إيمانه بإله وعبادته له. وقد أصبحت في الآونة الأخيرة قصص الملحدين تتناقل بين الناس، وغالبًا ما يستند أصحاب هذا الفكر إلى أدلة غير مكتملة من العلم والفلسفة لتبرير قناعاتهم بعدم وجود إله.
على الرغم من ذلك، فإن الإلحاد يُعد مشكلة تتعلق بالإيمان، وليس بالأشخاص أنفسهم. فالكثير من الملحدين يُعتبرون ضحية لفكر متطرف يُستخدم لتحقيق أغراض تهدف إلى تدمير الدين والمجتمع. ولا يقتصر هذا الفكر على دين واحد، بل يمتد ليشمل جميع الأديان بما فيها المسيحية واليهودية والإسلام.
الأخلاق في الإسلام
تعتمد العلاقات بين الناس في الإسلام على الأخلاق، التي تُعتبر جزءاً أساسياً من الدين. وللأخلاق أسس متعددة شكلت ركيزتها، ومنها:
- تُعتبر الأخلاق إحدى الغايات الرئيسية للرسالة الإسلامية، التي أُنزِلَت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لترويجها بين الناس.
- تقوم العقيدة الإسلامية على مكارم الأخلاق، وتشجع الناس على الالتزام بالخلق الحسن.
- الالتزام بالأخلاق الحميدة في الإسلام يُعد من الأعمال التي يجازى عليها العبد من الله سبحانه وتعالى، وهي إحدى الأسباب التي تُفضي إلى دخول الجنة.
- تحظى الأخلاق بأجر يُعادل أجر العديد من العبادات، ولهذا يسعى المسلمون إلى إظهار خلق طيب، إذ يقول الكثيرون إن حسن الخلق هو جزء من روح الإسلام.
- تُعد من أهم عوامل نشر الحب والأخوّة بين الناس والابتعاد عن العنف والصراعات.
- تُعتبر الأخلاق في الإسلام أحد مظاهر الجمال، حيث يشمل حسن الخلق الرحمة والدعوة إلى الطاعة لما أُمر به الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
الأخلاق في الإلحاد
يُصر الملحدون، ممن يتبعون هذا الفكر المتطرف، على أن الأخلاق تُعتبر جزءاً مهماً في شخصياتهم، وذلك ورغم نكرانهم للكتب السماوية والرسل.
الكثير من هؤلاء يُوجهون انتقادات للدين الإسلامي متهمين إياه بعنصرية العنف والاضطهاد، حيث أن معاييرهم للخير والشر تختلف تماماً عن المُثل التي تم تقديمها من الأديان في سياق التسامح وحرمة القتل دون حق.
حجج الملحدين لمبدأ الإلحاد
تمتلك الطوائف الملحدة حججاً متنوعة لتبرير مبدئهم، حيث تكتمل لكل فرد أو مجموعة مُبررات تختلف عن غيرها. وفيما يلي بعض هذه المبررات:
- بعض الملحدين يستندون إلى الحجج الفلسفية والاجتماعية، وكذلك بعض الآراء الخاطئة المُعزَّزة برؤى علماء النفس والفلسفة.
- آخرون يجدون في اقتناعهم الذاتي مُبرراً لعدم وجود إله، مدعين أن الكون يعمل وفق قوانين طبيعية دون تدخل.
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد مدرسة واحدة للملحدين، فكل فرد يُبني وجهات نظره على ما يراه صحيحاً، ولا يُعترف بمعتقدات الآخرين. يرون أن الإلحاد هو الطريق الأكثر صحة وفهماً للألوهية، دون الحاجة إلى تقديم مبررات.
لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الملحدين في العالم، ولكن يُلاحظ أن أعدادهم في تزايد نتيجة تأثيرات خارجية وبسبب الظروف الاجتماعية التي تبتعد عن القيم الدينية.
مشكلة الأخلاق لدى الملحدين
لا توجد أدلة واضحة تدل على وجود نظام أخلاقي قائم لديهم، حيث يتجلى هذا من خلال النقاط التالية:
- إذا كانت القيم الأخلاقية موجودة فعلاً، فيجب أن تكون لها أسس موضوعية يُمكن الرجوع إليها.
- ليس هناك أهداف أو مبادئ معروفة تنظم الأخلاق في فكر الملحدين.
- إذا كان الملحد ينكر وجود الله والخالق، فما الذي يُلزمهم بالتمسك بمبادئ الأخلاق؟
- وهذا يتضح من تصريحات بعض الملحدين المشهورين كـ هاريس ودانيت وغيرهم.
- يبدو أن فكرة وجود الأخلاق في الإلحاد ليست سوى ادعاء لتثبيت فكرهم وإقناع الآخرين.
أسباب اعتناق الإلحاد
توجد عدة أسباب قد تدفع شخصًا للتخلي عن دينه وتحويل أسلوب حياته إلى الإلحاد، ومن أبرزها:
- التطرف الديني والجمود في الفكر:
- حيث يؤدي التشدد الديني إلى نفور الأفراد من دينهم إذا ما لم يتداركوا تلك القسوة.
- وجود أسئلة بلا إجابات تُعتبر سبباً للإلحاد، إذ يشعر الفرد بعجز الدين عن تقديم تفسيرات مُقنعة لما يُشغل ذهنه:
- وهذا يُمثل تحديًا لرجال الدين، حيث يفترض بهم تقديم ردود شاملة على الاستفسارات.
- زرع مشاعر الكراهية من بعض الفئات المتطرفة في المجتمع:
- المسؤولين عن نشر الكراهية ضد الأديان والإبعاد عن العقائد الصحيحة، مما يقود الكثيرين نحو الإلحاد.
- التأثر بالمشاهير الذين قد يتبنون الفكر الإلحادي:
- فمشاهير قد يكونوا قدوة للبعض، مما يؤدي إلى تشكيلة وعي سلبية بين الشباب المتأثرين بهم.
استراتيجيات تجنب الإلحاد
لحماية شبابنا وأطفالنا من خطر الإلحاد الذي يهددهم، ينبغي اتخاذ مجموعة من الخطوات، ومنها:
- توعية الشباب والأطفال منذ صغرهم بأسس دينهم وتعليمها بأسلوب واضح ومرن، مما يعزز ارتباطهم بدينهم منذ البداية.
- توفير أجواء حوارية داخل الأسرة بين الأفراد:
- ليكون هناك تواصل دائم حول أفكارهم واهتماماتهم، مما يُساعد في معالجة أي قضايا قد تواجههم، بما في ذلك الإلحاد.
- تعليم أبنائنا مفهوم القضاء والقدر، لتمكينهم من تقبل مصائرهم:
- وللحيلولة دون الانسياق نحو إغراءات تُعرض عليهم من قبل أطراف مُخربة.
- تحسين الخطاب الديني في المساجد ودور العبادة الأخرى:
- حيث يُعتبر عدم مصداقية الخطاب الديني من بين أسباب الانحراف، مما يفرض ضرورة تجديده ليقنع الناس.