ما يزال الهرم الأكبر خوفو يجذب اهتمام الكثير من عشاق الآثار والتاريخ والأساطير، حيث يسعى الكثيرون لفك طلاسم هذا المعلم الضخم الذي يعد أحد عجائب العالم السبع. ويتساءل البعض عن سر تفضيل الهرم الأكبر على الأهرامات الأخرى المجاورة له، مثل هرم خفرع وهرم منقرع.
أسرار الهرم الأكبر في مصر
إن ليس فقط طوله أو ارتفاعه أو حجمه ما يجعله واحداً من عجائب العالم السبع، بل إن هناك العديد من الألغاز التي يحتوي عليها الهرم والتي لا تزال بلا تفسير علمي حتى الآن، ومن بين هذه الأسرار:
- يشير ممر الدخول إلى النجم القطبي الشمالي.
- يدل الدهليز الداخلي للهرم على نجم الشعرة اليمنية، حيث توجد معلومات معززة تؤكد ذلك.
- وتحيط بحجرة الملك خوفو ألغاز لم يتمكن العلماء من حلها حتى الآن، ومنها تصميم الحجرة الذي يضمن الحفاظ على مومياء الملك دون تعفن.
- إذا وضعت موس حلاقة باردًا في هذه الغرفة، فإنه يصبح حادًا بعد بضع ساعات.
- تنمو النباتات في هذه الغرفة بشكل أكبر مقارنة بنموها خارج الهرم.
- عند قسمة محيط الهرم على ارتفاعه، نحصل على نفس النتيجة عند قسمة محيط غرفة الملك على ارتفاعها.
- تم بناء الهرم تحت أكبر نجم في السماء، وكان يغطيه مادة تعكس الضوء ليلاً.
- بالإضافة إلى ذلك، توجد صخور تمتد إلى مجرى نهر النيل، مما يساعد على توليد الطاقة الكهربائية.
- يمثل الهرم الأكبر مصدرًا للطاقة الإيجابية، وهو ما يعرفه علماء الفلك.
- توجد رسومات لغواصات وطائرات ومنحوتات للحيوانات المنوية في النقوش الموجودة بمعبد أبو سمبل، والتي لا تُرى إلا بالمجهر.
الهرم الأكبر
الهرم الأكبر، المعروف أيضًا بهرم خوفو، هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب العالم السبع ويقع في منطقة أهرامات الجيزة.
تعود نشأته إلى حوالي 2506 سنوات قبل الميلاد، وقد شيد للملك خوفو الذي كان أحد ملوك الأسرة الرابعة، واستغرق بناؤه عشرين عامًا.
تشير النقوش إلى أن الوزير هيمون كان المعماري الذي أشرف على بناء الهرم الأكبر.
في البداية، كان ارتفاع الهرم حوالي 146.6 متر، لكن تآكل الزمن وانهيار قمته أدي إلى تقليص طوله إلى 138 مترًا.
تبلغ أبعاد جوانب الهرم حوالي 230 مترًا، ويزن 5.9 مليون طن، بينما الحجم الإجمالي له يصل إلى 2.5 مليون متر مكعب، ويتكون الهرم من حوالي 2.3 مليون قطعة حجرية.
طريقة بناء الهرم الأكبر
تعددت النظريات حول كيفية تشييد المصريين القدماء للهرم الأكبر خوفو. كان نقل الكتل الحجرية الضخمة إلى القمة تحديًا للعلماء، وكُرّست جهودهم لفهم كيفية تحقيق ذلك.
تشير بعض الأقوال إلى أنه من المحتمل أنهم استخدموا سلالم لنقل الحجارة إلى جوانب الهرم، ومن المحتمل أيضًا أنهم استخدموا الزلاجات الخشبية أو الماء لتسهيل عملية نقل الكتل الحجرية.
يتكون الهرم الأكبر من ثلاث غرف رئيسية: غرفة الملك، غرفة الملكة، والصالة الكبرى.
كما توجد أنفاق صغيرة وأسطوانات هواء تربط بين الغرف وخارج الهرم.
تعد غرفة الملك الأعلى نقطة في البناء، حيث تحتوي على تابوت واسع مصنوع من الجرانيت، فيما يبلع طول الصالة الكبرى 45 مترًا وعرضها مترين وارتفاعها 9 أمتار.
أظهرت الأبحاث أن الهرم بُني بواسطة عمال ماهرين وليس عبيدًا كما كان يُعتقد سابقًا.
لم يتم العثور على كنوز داخل الهرم الأكبر. وبعد اكتمال بنائه، غُطي الهرم بطبقة من الحجر الجيري الأبيض المصقول، مما جعله يبدو بشكله المميز. لكن هذه الطبقة أزيلت مع مرور الوقت.
ننصح بقراءة:
الفراعنة وازدهار الحضارة
يعد الفراعنة القدماء أساس النهضة حيث قاموا بنشر العلم والحضارة على نطاق واسع. لقد كانت تعويذات الفراعنة تحقّق الخيرات للبلاد.
أظهرت الدراسات آليات البناء والتشييد في الحضارة القديمة، مما يدل على ما كان يتمتع به المصريون القدماء من إبداع ومهارة عالية.
أخذت دول مثل الصين معرفتهم تحت نموذج يُحتذى به، حيث نظمت بعثات للاطلاع على الأهرامات وتعلموا عن الهندسة المعمارية للمصريين القدماء، ويتبلور مستوى التحدي الرياضي لديهم حول الأهرامات.
توضح المخطوطات التاريخية الأسباب التي أدت إلى اختيار الهرم الأكبر كواحد من عجائب العالم السبع؛ حيث يحتوي الهرم الأكبر خوفو على العديد من الأسرار، وقد تم اكتشاف بعضها بينما لا يزال البعض الآخر قيد البحث والتحقيق.
من أغرب ما في الهرم الأكبر هو أن أحجار سقف غرفة الملك تزن حوالي 70 طنًا. فتساؤل: كيف تم وضعها فوق بعضها البعض وكيف تم نقلها؟ كما يتميز الهرم بكونه يتكون من 2 مليون و600 ألف حجر.
يبلغ ارتفاع الهرم 149.6 متر، والمسافة بين الأرض والشمس تصل إلى 146.4 مليون كيلومتر، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الهرم بُني في منتصف القارات الخمس.
استخدام الظل في بناء الهرم
قام العالم داش بإجراء تجربة حيث قام بتثبيت قضيب يُعرف باسم “عقرب المِزولة” على قاعدة خشبية. وراقب وضعية ظل القضيب خلال فترات اليوم، وكتب قائلًا إن خبير مسح الأراضي سيلاحظ أن نهاية الظل تشكل خطًا شبه مستقيم من الشرق إلى الغرب.
يوجد هامش خطأ بسيط باتجاه عكس عقارب الساعة، وهو نفس الخطأ الذي وُجد في الهرم الأكبر. ويضيف العالم داش أيضًا أن ميل الأرض في الاعتدال الخريفي يسمح للظل بالامتداد بهذه الطريقة، ويعتمد نجاح هذه الطريقة على توفر أيام مشمسة مثل تلك الموجودة في الجيزة.
كما أن وجود سحابة عابرة لن يؤثر على دقة القياس، ومن المحتمل أن يكون المصريون القدماء قد اتبعوا هذه الطريقة في بناء الهرم، نظرًا لأن احتمال الخطأ كان ضئيلاً جداً.
الغرف السرية في الهرم
استُكشفت الغرف السرية في الهرم من خلال أجهزة استشعار عالية التقنية، وتبين أن الهرم الأكبر يخزن الطاقة الكهرومغناطيسية في هذه الغرف.
أضاف العلماء أن الهرم، بارتفاع يصل إلى 146 مترًا، يعمل على تركيز الطاقة الكهرومغناطيسية عند قاعدته.
تضم هذه الجيوب الداخلية غرفة مومياء الملك خوفو وزوجته، وغرفة ثالثة تحت قاعدة الهرم لم تكتمل.
كما تم اكتشاف ممرات صخرية تؤدي إلى نهر النيل، حيث تنقل هذه الممرات المياه الجوفية وتولد طاقة كهربائية تسهم في إنارة الهرم ليلاً.
كان الهرم الأكبر خوفو مُغطى بطبقة جيرية تعكس الضوء ليلاً، لكن مع مرور الزمن انزاحت هذه الطبقة.