تتعلق أسماء حقن إذابة الجلطة وأنواعها بإنقاذ حياة مرضى الجلطات في الساعات الأولى من الإصابة. يتم ذلك من خلال حقن مواد خاصة تعمل على تفتيت الجلطة قبل أن تسد شريانا رئيسيا في الجسم، مما يجنب حدوث مشاكل صحية خطيرة.
كيفية تكون الجلطة الدموية
- الدم يتكون من سائل البلازما الذي يحتوي على مجموعة متنوعة من الخلايا، بما في ذلك كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، ويتميز كل منها بنسب معينة في الدم.
- تعتبر عملية تكوين الجلطة الدموية معقدة، حيث تتداخل فيها عدة آليات تسبب في ظهورها.
- تساهم بعض العوامل في تكون الجلطة، مثل وجود تلف أو التهابات في جدران الأوعية الدموية، وزيادة لزوجة الدم أو بطء تدفقه.
- عند حدوث إصابة في الأوعية الدموية، تتجمع الصفائح الدموية في موقع الإصابة وتلتصق ببعضها لتكوين سدادة تحجم النزيف.
- تتطور هذه السدادة عبر مجموعة من الخطوات التكوينية حتى تصبح الجلطة الدموية المعروفة.
- بعد ارتباط الصفائح الدموية، تقوم بإفراز مواد كيميائية تسهم في عملية التجلط التي تشمل عدة مراحل للوصول إلى تفعيل بروتين الفيبرين.
- بروتين الفيبرين هو الشكل النشط من بروتين الفيبرينوجين الذي يتراكم على شكل خيوط على سدادة الصفائح الدموية، مما يعطي الشكل النهائي للجلطة.
- على الرغم من أن تكوين الجلطات في الجسم يعتبر أمراً طبيعياً عند حدوث إصابة، إلا أن الخطر يكمن في تكوينها دون جروح، مما يؤدي إلى عواقب خطيرة على حياة الفرد.
تشخيص الجلطة الدموية
- تعتبر الجلطة الدموية حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً فورياً بعد تحليل الأعراض التي يشكو منها المريض.
- تختلف الأعراض وفقًا لمكان الجلطة، سواء كانت في شريان أو وريد.
- إذا حدثت الجلطة في الوريد، فإنها تعيق عودة الدم من الأطراف إلى القلب، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تتعلق بذلك.
- تشمل أعراض الجلطة الوريدية: تورم الأطراف، واحمرارها، والشعور بالألم، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتي غالباً ما تظهر في الساقين والذراعين.
- أما الجلطات الشريانية فتمنع وصول الدم إلى المنطقة المصابة، مما يتسبب في ألم شديد وأعراض أخرى تعتمد على الموقع المصاب.
- على سبيل المثال، إذا كانت الجلطة في شريان رئيسي يغذي القلب أو الدماغ، فقد تؤدي إلى فقدان وظيفة العضو أو الوفاة نتيجة السكتة القلبية أو الدماغية.
- جلطة في الشريان المغذي للأمعاء تتسبب في ألم شديد بالبطن مع إسهال مصحوب بدم.
- وجود جلطة في شرايين الذراع أو القدم يؤدي إلى ألم شديد وتغير لون الطرف إلى الأبيض، وقد ينتهي الأمر بفقدان الحركة أو الشلل.
- جلطة في الشريان الذي يغذي شبكية العين قد تؤدي إلى انفصال الشبكية وفقدان البصر بصورة مفاجئة.
- يمكن تجنب المخاطر المتعلقة بأي نوع من هذه الجلطات من خلال التدخل السريع وإذابة الجلطة.
علاج الجلطات الدموية
- تختلف طريقة التعامل مع الجلطة بناءً على نوعها ومكانها. الجلطات الوريدية، على سبيل المثال، تعتبر أقل خطورة من الجلطات الشريانية ولا تتطلب تدخلاً فورياً.
- عادةً ما يتم علاج الجلطات التي تتكون في الأوردة السطحية بشكل تحفظي باستخدام كمادات دافئة ومسكنات، نظرًا لأنها نادراً ما تتحرك نحو الرئتين.
- أما الجلطات في الأوردة العميقة، فيجب معالجتها بحذر، حيث يتم حقن المريض بمادة تذيب الجلطة مثل إينوكسابارين لتفادي خطر تحركها للوصول للرئتين.
- تستخدم أقراص وارفارين لمنع إعادة تكون الجلطات، لكن لا تُعتبر العلاج الأولي لأن تأثيرها يحتاج إلى عدة أيام.
- مكان الجلطة يؤثر أيضًا على طريقة التعامل معها؛ فلا يتطلب وجود الجلطة في منطقة تحت الركبة تدخلاً فورياً، بل يكفي متابعة تطورها باستخدام الأشعة فوق الصوتية.
- إذا وصلت الجلطة الوريدية إلى الرئة، تزداد خطورة الوضع، مما يستلزم دخول المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
أنواع حقن إذابة الجلطة
- تعتبر الجلطات الشريانية هي الأكثر خطورة، حيث تتسبب في فقدان الأكسجين في العضو المصاب. لذلك، فإنها تتطلب تدخلاً فوريًا.
- حقن إذابة الجلطات تعتبر العلاج الأساسي للجلطات الشريانية، حيث تُحقن مادة خاصة داخل الشريان المسدود لتفتيت الجلطة في غضون دقائق.
- تتعدد حقن إذابة الجلطات، ويتميز كل منها بآلية عمل مختلفة، وتُحضّر معظمها من بكتيريا معدلة وراثيًا.
- تُعتبر حقنة ستربتوكيناز أشهر حقن إذابة الجلطات، وهو إنزيم مستخرج من نوع من البكتيريا العقدية ويتم حقنه من خلال الوريد.
- لكن ينبغي ملاحظة أن هذا الإنزيم يُحلل مجموعة من البروتينات في الدم وليس بروتين الفيبرين فقط، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة.
- حقنة منشط مولد البلازمين النسيجي تعتبر الأفضل والأسرع، حيث تقوم بإذابة الجلطة عن طريق تنشيط تحويل البلازمينوجين إلى بلازمين.
- تُتحضر حقنة منشط مولد البلازمين النسيجي من تعديل وراثي للبكتيريا وتعمل بشكل خاص على تكسير وإذابة بروتين الفيبرين، مما يجعلها أفضل خيار مقارنة بسترحتوكيناز.
- لتحقيق أفضل النتائج وإذابة الجلطة قبل حدوث أي مضاعفات، يجب تقديم الحقنة في فترة لا تزيد عن 6 ساعات من بداية ظهور الأعراض.
طرق بديلة لعلاج الجلطة
- توجد حاليًا طرق حديثة وسريعة لإذابة الجلطات باستخدام الموجات فوق الصوتية، وخصوصاً تلك التي تتكون في الشرايين الطرفية.
- قد يُطلب أحيانًا التدخل الجراحي لإزالة الجلطة إذا كانت الحقن غير كافية بسبب الحجم الكبير لها.
- تعتبر القسطرة طريقة جراحية فعالة لإزالة الجلطة، حيث يقوم الجراح بوضع قسطرة في الوعاء الدموي المصاب لتحديد موقعها بدقة.
- بعد ذلك، يقوم الجراح بفتح بالون لفك الانسداد واستعادة تدفق الدم، ثم يركب دعامة للحفاظ على الوعاء مفتوحاً ومنع حدوث الجلطات في المستقبل.
كيفية الوقاية من الجلطات
- الوقاية دائماً أفضل من العلاج، والتحكم في عوامل الخطورة المسببة للجلطات يعد من أهم أساليب الوقاية.
- ينبغي الحفاظ على مستويات ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول في المعدلات الطبيعية وتجنب العوامل المسببة لارتفاعها.
- التدخين والإفراط في تناول الكحول يزيدان من لزوجة الدم وكثافته، مما يعزز فرص الإصابة بالجلطات بمختلف أنواعها.
- بالرغم من أن الوراثة قد تلعب دورًا في تكون الجلطات، إلا أن ذلك أمر لا يمكن تفاديه.