هل توجد أطعمة تساعد على تسهيل الولادة؟
من المهم الإشارة إلى أن المعلومات العلمية حول وجود علاقة مباشرة بين الغذاء وتسهيل الولادة لا تزال محدودة. ومع ذلك، قد تؤثر بعض الأطعمة بشكل غير مباشر على الجهاز الهضمي، مما قد يسهم في حدوث انقباضات في الرحم، وهي علامة على بداية الولادة. لكن، هذا لا يعني بالضرورة أن المرأة الحامل جاهزة للولادة، خاصة إذا كان جسمها غير مستعد لذلك بعد.
ينصح بشدة بعدم تناول أي أطعمة أو أعشاب أو مكملات غذائية بهدف تسهيل الولادة بدون استشارة طبيب مختص، لتحديد مدى سلامة تناولها بالنسبة للأم والجنين.
الأطعمة التي قد تُسهم في تسهيل الولادة
تعتبر بعض الأطعمة شائعة بين النساء باعتبارها تسهل الولادة، ومع ذلك، كما سبق ذكره، لا تزال فعالية هذه الأغذية تفتقر إلى دراسات علمية تدعمها. إليكم أبرز هذه الأطعمة:
التمر
تشير مجموعة من الدراسات إلى أن تناول التمر لعدة أسابيع قبل موعد الولادة يمكن أن يساعد في توسيع عنق الرحم، مما يسهل عملية الولادة. حيث أكدت دراسة نشرتها مجلة Journal of Obstetrics and Gynaecology في عام 2011، والتي أجريت على نساء في الشهر الأخير من حملهن، أن استهلاك التمر في الأسابيع الأربعة الأخيرة قبل الولادة يمكن أن يقلل من الحاجة إلى وسائل المساعدة أثناء الولادة.
الأناناس
يعتبر الأناناس من الفواكه اللذيذة وهي غنية بمجموعة من العناصر الغذائية المفيدة، مثل فيتامين (ج) والمنغنيز. من الجدير بالذكر أنه لا توجد أدلة علمية مثبتة تؤكد فعاليته في بدء المخاض، لكنه يحتوي على إنزيم يُعرف بالبروميلين (Bromelain)، الذي قد يساعد على توسيع عنق الرحم وبالتالي يسهل عملية الولادة.
الأطعمة الحارة
يعتقد البعض أن تناول الأطعمة الحارة قد يساعد في بدء الانقباضات في الرحم من خلال تأثيرها غير المباشر على الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في المعدة أو إسهال. كما أن هذه الأطعمة تعزز إفراز هرمون البروستاغلاندين (Prostaglandin)، الذي يلعب دورًا في تسهيل المخاض. ومع ذلك، لا يكفي تناول الأطعمة الحارة وحده لبدء المخاض والولادة، وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز الهضمي والرحم ليسا متصلين بشكل مباشر، لذلك يُعتبر التأثير غير مباشر.
هل يمكن استخدام الأعشاب لتسهيل الولادة؟
تلجأ بعض النساء أحيانًا إلى استخدام أعشاب معينة لتسهيل الولادة، مثل أوراق التوت، والكوهوش الأزرق (Blue Cohosh)، وزيت زهرة الربيع المسائية. لكن، أشارت مراجعة حديثة لمئات الدراسات إلى أن الأدلة المتاحة تدعم استخدام الأعشاب أثناء الحمل بشكل محدود. فقد يؤدي استخدام الأعشاب إلى آثار جانبية خطيرة لكل من الأم والجنين، لذلك يُنصح بتجنب استخدامها. من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من الأعشاب أو المكملات الغذائية.
فوائد التمارين الرياضية لتسهيل الولادة
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية من الوسائل التي يمكن أن تتبعها الحوامل لتسهيل الولادة. حيث تمارس معظم النساء اللاتي لا يعانين من مشاكل صحية تمارين رياضية خلال فترة الحمل. وأشارت دراسة نشرتها مجلة The European Journal of Obstetrics & Gynecology and Reproductive Biology في عام 2018 إلى أن القيام بالتمارين الرياضية تحت إشراف مختصين طوال فترة الحمل قد ساهم في تقليل مدة المرحلة الأولى من المخاض. حيث انخفضت من 462 إلى 409 دقائق، وكذلك الطول الإجمالي للمرحلتين الأوليتين من 499 إلى 442 دقيقة، مما أدى إلى تقليل الوقت الإجمالي للولادة من 507 إلى 450 دقيقة. وعلى الرغم من ذلك، لا توجد أدلة كافية تثبت أن ممارسة التمارين الرياضية قد تسرّع دخول النساء الحوامل في مرحلة المخاض، ولكن يُنصح بممارسة المشي بانتظام.