أعراض جرثومة المعدة لدى الأطفال
تعتبر الإصابة بجرثومة المعدة، أو ما يُعرف باسم بكتيريا المعدة أو البكتيريا الملويّة البوابيّة (Helicobacter pylori) اختصارًا H. Pylori، حالةً شائعة لا يرافقها عادةً ظهور أعراض ملحوظة. لذا، قد يكون الطفل مصابًا دون أن يكون على علم بذلك. ولكن عند ظهور الأعراض، فإنها قد تشمل التهاب المعدة (التهاب بطانة المعدة) أو قرحة هضميّة. ومن المهم التأكيد على أن هذه الأعراض يمكن أن تكون نتيجة لحالات صحية أخرى، مما يستدعي استشارة طبيب الأطفال للتأكد من الإصابة.
- آلام مزعجة في البطن تتراوح بين الظهور والاختفاء، وقد تدوم لأيام أو أسابيع. قد يشعر الطفل بهذه الآلام في أوقات معينة، مثل بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من تناول الطعام، أو في منتصف الليل، أو عندما تكون المعدة فارغة. قد يخف الألم عند تناول الطعام أو عند تناول أدوية مضادة للحموضة.
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- انتفاخ البطن.
- التجشؤ.
- الشعور باضطراب في المعدة أو الغثيان.
- التقيؤ.
- سرعة الشعور بالشبع.
- ألم في المنطقة فوق المعدة (الألم في منطقة الشرسوف).
أعراض تستدعي استشارة طبية
من المهم ملاحظة أن معظم حالات آلام المعدة لدى الأطفال لا تعود لأسباب تتعلق بجرثومة المعدة، بل قد تنشأ عن عوامل مثل عسر الهضم، الفيروسات، التوتر، أو التهاب الزائدة الدودية. يجب مراقبة التغييرات الصحية لدى الطفل، واستشارة الطبيب في الحالات التالية:
- معاناة الطفل من ألم شديد منتظم في البطن، أو زيادة شدة الألم الحالي.
- الشعور بألم مزعج وحارق في منطقة أسفل الأضلاع، يتحسن عند تناول الطعام أو شرب الحليب أو تناول الأدوية المضادة للحموضة.
- التقيؤ المستمر، أو التقيؤ المصحوب بدم أو يشبه القهوة المطحونة.
- ظهور براز بلون أسود أو كستنائي، أو براز يشبه القطران، أو براز مصحوب بدم.
- عدم تحسن حالة الطفل بشكل متوقع.
معلومات عن جرثومة المعدة لدى الأطفال
جرثومة المعدة هي عدوى بكتيرية تصيب المعدة وتؤدي، جنبا إلى جنب مع الأحماض المفرزة من المعدة، إلى تدمير أنسجة المعدة والاثني عشر، مما يسبب التهابًا وقرحة هضميّة. وتعتمد البكتيريا في قدرتها على إحداث الأضرار على عدة آليات، بما في ذلك اختراق البكتيريا للبطانة المخاطية الواقية للمعدة بدءًا من شكلها الحلزوني وطريقة تحركها. تنتج هذه البكتيريا إنزيم اليورييز (Urease enzyme) الذي ينتج مركبات تعادل حموضة المعدة، مما يقلل من فعالية الطبقة المخاطية الواقية، ويجعل خلايا المعدة أكثر عرضة لأضرار الحمض والببسين، مما يؤدي إلى حدوث تقرحات. بالإضافة إلى ذلك، فإن التصاق البكتيريا بخلايا المعدة يسهم في إضعاف آليات الدفاع الخاصة بالمعدة، مما يؤدي إلى حدوث التهاب محلي وتحفيز المعدة على إنتاج مزيد من الحمض.
السبب الدقيق وراء الإصابة بالجرثومة لا يزال غير معروف، ولكن يُعتقد أنها تنتقل من شخص لآخر عن طريق الفم، وعادةً ما يحدث ذلك من خلال أساليب المخالطة القريبة مثل التقبيل أو الانتقال الشرجي الفموي. فهو ينتقل من براز المصاب إلى فرد سليم عبر عدم غسل اليدين جيدًا بعد استخدام المرحاض، مما يسهم في انتشار العدوى عبر ما يمسه الشخص المصاب من الأمور المختلفة، مثل مقبض الباب أو الطعام. ووفقًا لدراسة نُشرت في المجلة السعودية لأمراض الجهاز الهضمي عام 2009، فإن أكثر من نصف سكان العالم مصابون بجرثومة المعدة، حيث يتراوح معدل انتشارها في الدول المتقدمة بين 1.2% إلى 12.2%، بينما يكون المعدل في الدول النامية أعلى بكثير. وعادة ما تُكتسب هذه العدوى في السنوات الأولى من الحياة، وخاصةً خلال السنوات الخمس الأولى من العمر.