أسباب تطوّر الشخصية السيكوباتية
تتعدد الأسباب التي تسهم في تكون الشخصية السيكوباتية، وفيما يلي تفصيل لتلك الأسباب:
العوامل الوراثية
لا يوجد إجماع علمي قاطع يشير إلى أن السيكوباتية تُورَث بشكل مباشر؛ إلا أنه يُعتقد أن بعض الأشخاص قد يمتلكون استعدادًا وراثيًا أكبر للإصابة بهذا الاضطراب، والذي يُعدّ نطاقًا ضمن اضطرابات الشخصية ولا يمثل سمة شخصية مثل الدبلوماسية، على سبيل المثال.
العوامل البيئية
تعد العوامل البيئية من العوامل المؤثرة في زيادة فرص الإصابة بالسلوك السيكوباتي، ومن هذه العوامل:
- التدخين خلال فترة الحمل.
- مضاعفات أثناء الولادة.
- عدم نشوء الطفل في بيئة دافئة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، مما يعني نقص الحنان والتجاوب الإيجابي مع تصرفاته.
من المهم الإشارة إلى أن هذه العوامل قد تلعب دورًا ثانويًا في نشوء الشخصية السيكوباتية. فهناك أطفال تعرضوا لمثل هذه المخاطر ولم يصابوا بها، فضلاً عن وجود أطفال آخرين تظهر عليهم سمات السيكوباتية دون تأثير هذه العوامل السلبية.
البيولوجيا العصبية للدماغ
تم الإشارة سابقًا إلى العوامل الجينية والبيئية وأثرها على تطور السيكوباتية، ويتضح أنها لا تؤثر بشكل مباشر، بل تمهد لتطوير مناطق معينة في الدماغ تجعل الشخص أكثر عرضة لهذا الاضطراب. على سبيل المثال، منطقة اللوزة الدماغية، وهي المسؤولة عن التعاطف وتقدير المخاوف واستجابات المجتمع، تكون أصغر وأقل نشاطًا في الأطفال المصابين بالسيكوباتية. ونتيجة لذلك، يظهر هؤلاء الأطفال استجابات اجتماعية محدودة وغالبًا ما يفتقرون لمشاعر الخوف.
أعراض الشخصية السيكوباتية
تظهر لدى الشخصيات السيكوباتية مجموعة من الأعراض، ومن أبرزها:
المهارة في إخفاء الحقائق
عند التعاطي مع السيكوباتي، قد يصعب التعرف على شخصيته الحقيقية، حيث يمتلك قدرة على الظهور بصورة ساحرة وجذابة للآخرين، ويستغل كل إمكانياته لنيل القبول من محيطه. إضافة إلى ذلك، فإن الشخصية السيكوباتية تتسم بالقدرة على سرد الحكايات لجذب انتباه الآخرين.
الشعور بالتفوق والغرور
يخفي السيكوباتي إحساسًا بأنه يتفوق على الآخرين، مما يجعله نادرًا ما يستشير الآخرين، ويميل إلى خوض علاقات متعددة تأكيدًا لنرجسيته، وليس نتيجة لمشاعر حقيقية.
عدم الالتزام بالأهداف طويلة الأمد
تميل الشخصية السيكوباتية إلى التمتع باللحظة الحالية، مما يقلل من مخططاتهم المستقبلية. وإذا تبين أن لديهم هدف بعيد، فإنه غالبًا ما يكون بعيدًا عن متناول الواقع.
الشعور المتكرر بالملل
يحتاج الجهاز العصبي لدى الشخص السيكوباتي إلى تحفيز مستمر، حيث يشعر بالملل في معظم جوانب حياته. لا تكفيه الأنشطة العادية، مثل قضاء عطلة نهاية أسبوع مميزة أو الخروج مع الأصدقاء.
عدم تحمل المسؤولية
تظهر الشخصية السيكوباتية عدم اكتراث واضح تجاه المحيط الاجتماعي، مما يؤدي إلى التعدي على حقوق الآخرين وتجاهل القوانين، مما يخلق مشاكل قانونية متكررة.
الاضطرابات العاطفية
تعاني الشخصيات السيكوباتية من صعوبة في التعاطف تصل إلى حد القسوة، وقلة الشعور بالندم والعجز عن التمييز بين الصواب والخطأ، إضافة إلى السرعة في الغضب والعداء، مما يصعّب عليهم إقامة علاقات اجتماعية عميقة.
التلاعب بالآخرين
يميل السيكوباتي إلى استغلال مشاعر الآخرين بشكل يمسّهم، كما يتصف بالكذب والخداع وغالبًا ما يُظهر اندفاعًا في تصرفاته.
الشخصية السيكوباتية
تُعرّف الشخصية السيكوباتية بأنها ميول الأفراد للتصرف بقسوة تجاه ما يستدعي التعاطف، وهذا يعود إلى غياب قيمة التعاطف. يظهر ذلك في سلوكهم العدائي تجاه المجتمع. قد يكون هؤلاء الأفراد مصابين باضطراب الشخصية السيكوباتية أو الشخصية المعادية للمجتمع. ومع ذلك، لا يمكن الحكم على شخص بأنه سيكوباتي بناءً على صفة واحدة فقط، بل يتطلب الأمر تقييمًا متخصصًا.