يتساءل الكثيرون عن مفهوم ظاهرة التنمر المدرسي وكيفية الحد منها. لذلك، يقدم موقعنا تعريفًا للتنمر المدرسي، مستعرضًا الدوافع والأسباب والعلامات الدالة على تعرض الأطفال للتنمر، بالإضافة إلى طرق العلاج والوقاية التي ينبغي على المدارس اتباعها. يهدف ذلك إلى رفع مستوى الوعي لدى الآباء والمعلمين والطلاب حول كيفية مواجهة هذه الظاهرة.
تعريف التنمر المدرسي
تعد المدارس البيئة الأكثر عرضة لظاهرة التنمر نظرًا لتفاعل الطلاب مع بعضهم يوميًا. وقد عُرف التنمر المدرسي على يد العالم النرويجي دان ألويس بأنه تصرفات وسلوكيات سلبية غير مقبولة، تتضمن التوبيخ، والضرب، والشتم، حيث تتم بشكل متعمد من فرد أو مجموعة ضد فرد آخر.
لا يعتبر التنمر قائمًا عندما يكون هناك توازن في العلاقة، فالتنمر يحدث فقط في غياب هذا التوازن بين الأطراف المعنية.
دوافع وأسباب التنمر
تحمل الشخصيات المتنمرة مجموعة من الدوافع، سواء كانت داخلية أو خارجية، بعضها قد يكون خارج سيطرتهم، مما يجعلهم ضحايا في كثير من الأحيان. ومن أهم هذه الدوافع:
- التنمر السابق: في حال تعرض الطفل للتنمر، يسعى لتعويض شعوره بالضعف من خلال ممارسة التنمر على الآخرين.
- المشكلات الأسرية: مثل العنف الأسري أو الطلاق، تعتبر من أقوى الأسباب التي تدفع الأطفال إلى تبني سلوكيات عدوانية.
- انتشار ثقافة العنف: نتيجة لتطور الألعاب العنيفة التي تساهم في تشكيل سلوكيات سلبية.
- رفض الاختلاف: عدم احترام الأشخاص المختلفين في الثقافة يؤثر على سلوك الأطفال، مما يجعلهم يتبنون سلوكيات سلبية.
- الرغبة في التأثير: يميل المراهقون إلى جذب الانتباه، حتى ولو بطريقة سلبية، للحصول على الاهتمام.
شاهد أيضًا:
أشكال التنمر المدرسي
تتجلى أنواع التنمر المدرسي في الأشكال التالية:
- تنمر لفظي، يشمل الشتم والسب.
- تنمر نفسي، مثل التوبيخ والتهديد.
- تنمر جسدي، يتضمن الضرب والركل.
علامات تعرض الطفل للتنمر في المدرسة
هناك العديد من العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتنمر، وقد لا يمتلك الشجاعة ليخبر والديه بذلك. لذا، يجب على الأهل ملاحظة هذه العلامات، ومنها:
- ابتعاد الطفل عن أصدقائه ومحيطه.
- تراجع الأداء الدراسي والواجبات المنزلية.
- معاناة الطفل من الغضب والعصبية في فترات متكررة.
- إهماله لمظهره الخارجي نتيجة لفقدان ثقته بنفسه.
شاهد أيضًا:
الفئات الأكثر تعرضًا للتنمر في المدرسة
توجد فئات من الطلاب تكون أكثر عرضة للتنمر، حيث يقوم الطلاب المتنمرين باستهدافهم، ومن هذه الفئات:
- الطلاب الانطوائيون هم الأكثر عرضة للتنمر.
- الطلاب الذين يختلفون ثقافيًا أو اجتماعيًا عن أقرانهم.
- الطلاب المتفوقون دراسيًا، حيث يحاول المتنمرون جذب الانتباه لأنفسهم على حسابهم.
كيفية علاج المدرسة لظاهرة التنمر
تؤدي المدارس دورًا حاسمًا في معالجة ظاهرة التنمر سواء داخل المؤسسة أو خارجها، ويتوجب عليها وضح سياسة واضحة تجاه هذا السلوك تشمل قواعد صارمة للتصدي للمتنمرين.
كما يجب الالتفات إلى الجانب الوقائي، وذلك من خلال توفير مراقبة فعالة وتعزيز برامج تساهم في تعزيز قيم التعاون وقبول الآخر. علاوةً على ذلك، ينبغي توفير العناية النفسية لضحايا التنمر والمتنمرين بالتعاون مع الأخصائيين النفسيين والمجتمع المدني.
شاهد أيضًا:
طرق الوقاية من التعرض للتنمر في المدرسة
يمكن للآباء والأمهات اتخاذ مجموعة من الإجراءات لحماية طفلهم من التنمر، ومنها:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه بصفة عامة.
- توعيته حول ظاهرة التنمر من كافة الجوانب.
- تقديم الدعم والمساعدة له ليكون قدوة إيجابية.
- تعليمه بعض الرياضات، خصوصًا تلك المتعلقة بالدفاع عن النفس، لتقوية قدرته على مواجهة المعتدين.
في ختام المقال، تم تسليط الضوء على ظاهرة التنمر المدرسي من خلال تعريفها، ذكر الدوافع والعلامات والعلاج والوقاية، مع الإشارة إلى الفئات الأكثر عرضة والإجراءات الضرورية للتصدي لهذه الظاهرة.
