لا يزال الكثير من الأشخاص، حتى يومنا هذا، يبحثون عن أشعار الحب والرومانسية القديمة، لما تتمتع به من جمال صياغة ورقي في الأبيات. في هذا السياق، سنستعرض مجموعة من القصائد والأشعار القديمة المميزة والراقية.
أشعار حب قديمة قصيرة
تحمل الأشعار القديمة والقصائد طابعاً خاصاً، حيث تحتوي أبياتها على معاني عميقة وكلمات ومشاعر تلهم العشاق. إليكم بعض من هذه الأشعار القديمة القصيرة:
قصيدة “عاطفات الحب” للشاعر الجواهري
عاطفات الحب ما أبدعها،
قد هذبت طبعي وصفّت خلقي،
حرَقٌ يملأ روحي رقة،
ولا أُنكر فضل الحرَق.
أنا باهيت في الهوى،
أين من لم يشتق بشوقي.
ثق بأن القلب لا يشغله،
ذكريات غير ذكراك ثق.
لست تدري ما قاسيته،
كيف تدري طعم ما لم تذق.
لم تترك مني إلا رمقاً،
وفداء لك حتى رمقي.
مصبحي في الحزن لا أكرهه،
إنما أطيب منه مَغْبَقي.
إن هذا الشعر يشجي نقله،
كيف لو تسمعه من منطقي.
ربّ بيت كسرت نبرته،
زفرات أخذت في مخنقي.
أنا ما عشت على دين الهوى،
فهواكم بيعة في عنقي.
قصيدة “يا عبلة إن هواك قد جاز المدى”
زار الخيال خيال عبلة في الكرى،
لمتيّم نشوان محلول العرى،
فنهضت أشكو ما لقيت لبعدها،
فتنفست مسكاً يخالط عنبرا.
فضممتها كيم أبـَقِّل ثغرها،
والدمع من جفني قد بلَّ الثرى.
وكشفت برقعها فأنار وجهها،
حتى أعاد الليل صبحاً مسفرا.
عربية يهتز لين قوامها،
فيخاله العشاق رمحاً أسمرا.
محجوبة بصوارم وذوابل،
سمر ودون خبياها أسد الشرى.
يا عبلة إن هواك قد جاز المدى،
وأنا المعنّى فيك من دون الورى.
يا عبلة حبك في عظامي مع دمي،
لما جرت روحي بجسمي قد جرى.
ولقد علقت بذيل من فخرت به،
عبس وسيف أبيه أفنى حميـرا.
يا شأسي جرني من غرام قاتل،
أبداً أزيد به غراماً مسعراً.
يا شأسي لولا أن سلطان الهوى،
ماضي العزيمة ما تملكت عنترا.
أشاقك من عبلة الخيال المبهر،
فقلبك منه لاعج يتوهج.
فقدت التي بانَت فبت معذبا،
وتلك احتواها عنك للبين هودج.
كأن فؤادي يوم قمت مودعاً،
عبيلة مني هاربٌ يتمعج.
خليلَيّ ما أنساكُما بل فِداكما،
أبـي وأبـوهـا أين أين المعراج.
ألما بماء الدحرضين فكلما،
ديار التي في حبها بت ألهج.
ديارٌ لذات الخدر عبلة أصبح،
بها الأربَع الهوج العواصف ترهب.
ألا هل ترى إن شط عني مزارها،
وأزعجها عن أهلها الآن مـزّعج.
فهـل تبلغني دارها شَدنِيَّة،
هملَّعةٌ بين القفار تهمج.
ترِيك إذا ولّت سناماً وكاهلاً،
وإن أقبلت صدراً لها يترجرج.
عبيلة هذا در نظم نظمته،
وأنت له سلكٌ وحسنٌ ومبهر.
وقد سرت يا بنت الكرام مبادراً،
وتحتِي مهريّ من الإبل أهوج.
بأرضٍ تردّى الماء من هضباتها،
فأصبح فيها نبتها يتوهج.
وأورق فيها الآس والضال والغضا،
ونبقٌ ونسرينٌ ووردٌ وعوسج.
لئن أضحت الأطلال منها خوالياً،
كأن لم يكن فيها من العيش مبهج.
فيا طالما مازحت فيها عبيلة،
ومازحني فيها الغزال المغنج.
أغن مليح الدل أحور أكلحٌ،
أزج نقيّ الخد أبجل أدعج.
له حاجبٌ كالنون فوق جفونه،
وثغرٌ كزهرة الأقحوان مفلج.
وردفٌ له ثقيلٌ وخصرٌ مهفهف،
وخدٌّ به وردٌ وساقٌ خداللج.
وبطنٌ كطَيِّ السابريّة لين.
أقبّ لطيفٌ ضامر الكشح مدمج.
لهوت بها والليل أرخى سدوله،
إلى أن بدا ضوء الصباح المَبلّج.
أراعي نجوم الليل وهي كأنها،
قوارير فيها زئبقٌ يتدرج.
وتحتِي منها ساعدٌ فيه دملج،
مضيءٌ وفوقي آخرٌ فيه دمملج.
وإخوان صدقٍ صادقين صحبتهم،
على غارةٍ من مثلها الخيل تسرج.
تطوف عليهم خندريس مدامةٌ،
ترى حباً من فوقها حين تمازج.
أشعار حب قديمة قصيرة مكتوبة
يبحث الكثير من العشاق اليوم عن القصائد والأشعار القديمة، حيث تصف تلك القصائد مشاعر الحب بشكل راقٍ ورومانسي. إليكم مجموعة من الأشعار القديمة القصيرة المكتوبة:
قصيدة “على الأنقاض” لمحمود درويش
على الأنقاض وردتنا ووجهانا على الرملِ،
إذا مرّت رياح الصيف أشرعنا المناديلا.
على مهل على مهل وغبنا طيَّ أغنيتين،
كالأسرى نراوغ قطرة الطّل تعالي مرة.
في البال يا أختاه إن أواخر الليل تُعرّيني،
من الألوان والظل وتحميني من الذل.
وفي عينيك يا قمري القديم يشدني،
أصلي إلى إغفاءة زرقاء تحت الشمس.
والنخل بعيداً عن دجى المنفى قريباً.
من حمى أهلي تشهّيت الطفولة فيكِ.
مذ طارت عصافير الربيع تجرّد الشجر،
وصوتك كان يا ما كان يأتيني من الآبار.
أحياناً وأحياناً ينقيّطه لي المطرقة نقيا.
هكذا كالنار كالأشجار كالأشعار،
ينهمر تعالي كان في عينيك شيء.
أشتهيه وكنت أنتظر وشدّيني إلى.
زنديكِ شديني أسيراً منك يغتفر.
تشهّيت الطفولة فيك مذ طارت،
عصافير الربيع تجرّد الشجر ونعبر.
في الطريق مكبَّلين كأننا أسرى يدي،
لم أدر أم يدُكِ احتست وجعاً من الأخرى.
ولم تطلق كعادتها بصدري أو بصدرك.
سروة الذكرى كأنّا عابرا دربٍ ككلّ الناس،
إن نظرا فلا شوقاً ولا ندماً ولا شزرا.
ونغطس في الزحام لنشتري أشياءنا الصغرى،
ولم نترك لليلتنا رماداً يذكر الجمرا.
وشيء في شراييني يناديني لأشرب من يدك،
ترمّد الذكرى ترجّلَ مرةً كوكب وسار على أناملنا.
ولم يتعب وحين رشفت عن شفتيك ماء التوت،
أقبل عندها يشربْ وحين كتبت عن عينيك نقّط.
كل ما أكتب وشاركنا وسادتنا وقهوتنا وحين ذهبتِ،
لم يذهب لعلي صرت منسياً لديك كغيمة في الريح.
نازلة إلى المغرب، ولكني إذا حاولت أن أنساك،
حطّ على يدي كوكب لك المجد تجنّحَ في.
خيالي من صداك السجن والقيدُ أراك استندت.
إلى وسادٍ مهرةً تعدو أحسك في ليالي البرد شمساً في.
دمي تشدو أسميك الطفولة يشرئبّ أمامي النهد.
أسميكِ الربيع فتشمخ الأعشاب والورد أسميك،
السماء فتشمت الأمطار والرعد لك المجد فليس.
قصيدة “عياد أخي الحمى” لزهير بن أبي سلمى
عيادَ أَخي الحمّى إذا قلت أَقصَرا،
كَأنَّ بِغلانِ الرَسيسِ وَعاقِلٍ.
ذرى النخلِ تَسمو وَالسَفينَ المقَيَّرا.
ألم تعلمي أني إذا وصلت خلّةٍ،
كَذاكِ تَوَلّى كنت بالصَبرِ أَجدَرا.
ومستَأسدٍ يَندى كأنَّ ذبابَه.
أخو الخمرِ هاجت حزنَه فتذكرَ.
هبطت بمَلبونٍ كأنَّ جِلالَه،
نَضَت عَن أَديمٍ ليلةَ الطَلِّ أَحمَرا.
أمينِ الشَوى شحطٍ إذا القوم آنسوا،
مدى العينِ شخصاً كان بالشخصِ أَبصَرا.
كَشاةِ الإِرانِ الأَعفَرِ انضرجت له،
كلابٌ رآها من بعيدٍ فأحضرا.
وخالي الجَبا أورَدته القومَ فاستقوا،
بسفرتِهم من آجِنِ الماء أَصفَرا.
رأوا لبثاً منّا عليه استقاؤنا،
وريَّ مطايانا به أن تغمّرا.
وخرقٍ يعج العود أن يستبينه،
إذا أورَدَ المجهولةِ القوم أصدرا.
ترى بحفافيه الرذاذا ومتنّه،
قياماً يقطّعنَ الصريف المفَتّرا.
تركت به من آخر الليل موضعي،
فراشي وملقايَ النقيشَ المشمّرا.
ومثنى نواجٍ ضمرٍ جدلِيّةٍ،
كجفنِ اليَمانِي نَيها قَد تَحَسَّرا.
ومرقبةٍ عرافاء أَوفَيت مقصرًا،
لَأَنظرا الأَشباحَ فيها وَأَنظرا.
أجمل أشعار حب قديمة قصيرة
يسعدنا أن نقدم لكم في هذه الفقرة مجموعة من أشعار الحب الرومانسية لنخبة من أفضل الشعراء عبر التاريخ. إليكم من هنا أجمل أشعار حب قديمة قصيرة:
قصيدة قراءة في وجه حبيبتي
وحين أحدق فيك،
أرى مدناً ضائعة،
أرى زمناً قرمزياً،
أرى سبب الموت والكبرياء،
أرى لغة لم تُسجل،
وآلهة تترجل،
أمام المفاجأة الرائعة،
وتنتشرين أمامي،
صفوفاً من الكائنات التي لا تسمى،
وما وطني غير هذي العيون التي،
تجهل الأرض جسماً،
وأسهر فيك على خنجر،
واقف في جبين الطفولة،
هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة،
وأنت جميلة،
كعصفورة نادمة،
وحين أحدق فيك،
أرى كربلاء،
ويوتوبيا،
والطفولة،
وأقرأ لائحة الأنبياء،
وسفر الرضا والرذيلة،
أرى الأرض تلعب،
فوق رمال السماء،
أرى سبب لاختطاف المساء،
من البحر،
والشرفات البخيلة.
قصيدة سلا القلب لعنترة بن شداد
سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويَطْلب،
وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتب،
صحَا بعدَ سكرٍ وانتخى بعد ذلّة،
وقلبي الذي يهوى العلى يتقلب،
إلى كم أداري مَن تريد مَذَلَّتي،
وأبذل جهدي في رضاها وَتَغضَب.
عبيلة أيام الجمال قليلةٌ،
لها دولةٌ معلومة ثمَّ تذهَب.
قصيدة أغرك مني أن حبك قاتلي للمتنبي
أغرك مني أن حبك قاتلي،
وإنك مهما تأمري القلب،
يفعل يهواك ما عشت فان امت،
يتبع صداي صداك في الأكبر،
أنت النعيم لقلبي والعذاب له،
فما أمرك في قلبي وأحلاك.
وما عجبني موت المحبين في الهوى،
ولكن بقاء العاشقين عجيب.
لقد دب الهوى في فؤادي،
دبيب دم الحياة إلى عروقي،
خليلي فيما عشتما ها رأيتما،
قتيلاً بكى من حب قاتلي قبلي،
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم،
ولا رضيت سواكم في الهوى،
بديلاً فيا ليت هذا الحب يعشق مرة،
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر،
وأنّى لأهوى النوم في غير حينة،
لعل لقاء في المنام يكون.
ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق،
ولكن عزيز العاشقين ذليل.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى،
ما الحب إلا للحبيب الأول،
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي،
وجه من تهوى جميع المحاسن.