تُعتبر “الليالي العشر” موضوعًا شائعًا يتساءل عنه الكثير من المسلمين، حيث تم ذكرها في القرآن الكريم في بداية سورة الفجر. في مقالنا هذا، سنُسلط الضوء على مفهوم الليالي العشر ونتعرف على فضلها، وبالأخص العشر الأخيرة من شهر رمضان.
تعريف الليالي العشر
قال الله تعالى: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)؛ وقد تباينت آراء العلماء في تفسير هذه الآية وتوضيح ما تعنيه “الليالي العشر”. توصل معظم العلماء إلى أنها تشير إلى أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة، بينما يرى آخرون أنها تعني آخر عشرة أيام من شهر رمضان.
يوضح بعض العلماء أنه من المعتاد لدى العرب استخدام “الليالي” للإشارة إلى أيام بأكملها، مما يعني أن كلمة “ليلة” قد تدل على اليوم بالكامل، بالعكس، يمكن أيضًا استخدام كلمة “أيام” للإشارة إلى بعض الليالي.
فضل الليالي العشر الأخيرة من رمضان
بعد التعرف على مفهوم “الليالي العشر”، ننتقل إلى فضل هذه الليالي؛ فهي تحمل مكانة عظيمة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من العبادات في هذه الليالي على النحو التالي:
- ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان يشد مئزرها ويحيي ليلها ويوقظ أهله، وهذا دليلاً على اجتهاده في العبادة.
- كما يُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكثِر من العبادات في رمضان بشكل عام لما فيه من مضاعفة الحسنات.
- لم يكن النبي يقضي الليلة كلها بالصلاة فقط، بل كان يقوم بأعمال أخرى مثل الذكر، تلاوة القرآن، والصدقة.
- سنة الاعتكاف في ليلة القدر تُعتبر من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن ثواب ليلة القدر عظيم. قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، كما أنها تقع في العشر الأواخر من رمضان.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل ليلة القدر: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
- تُسَمَّى ليلة القدر بهذا الاسم نظرًا لأن الله كتب فيها مقادير العام ووقائعه، كما أن بعضهم يرى أن تسميتها تعود إلى أجرها العظيم.
للمزيد من المعلومات حول الليالي العشر وفضلها، يمكن الاطلاع على مستند PDF.
كيفية الاستفادة من الليالي العشر الأخيرة من رمضان
يمكن الاستفادة من الليالي العشر الأخيرة من رمضان من خلال انغماس المسلم في شتى العبادات والطاعات عبر الخطوات التالية:
- تكثيف التوجه إلى الطاعات والعبادات، مع محاولة الاعتكاف في هذه الليالي لبلوغ الأجر العظيم.
- زيادة الإحسان إلى الأهل والأقارب والجيران؛ حيث أن تلك الأيام تعزز صلة الأرحام.
- تلاوة القرآن بتدبر عميق ومراجعة تفاسيره.
- الإكثار من الدعاء باستخدام الأدعية التي أرشد إليها النبي، مثل الدعاء الذي قالت عنه السيدة عائشة: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني).
- السعي للحفاظ على الصفاء الروحي وتجنب الشهوات والمعاصي قدر الإمكان.
- تخصيص أوقات للاعتكاف في المساجد في أماكن هادئة.
- تكثيف أعمال البر والإحسان، حيث كانت عطاءات النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان غير محدودة.
فضل الأيام العشر الأولى من ذي الحجة
تتمتع الأيام العشر الأولى من ذي الحجة بفضل لا يقل عن فضل العشر الأخيرة من رمضان، حيث تُعتبر من أفضل أيام السنة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر).
في هذه الأيام، يسعى المسلمون للتوبة، ويبتعدون عن المعاصي والشهوات قدر المستطاع، مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة مثل الصيام والصدقات، وكذلك الذين يستطيعون الذهاب إلى بيت الله الحرام للحج.
في ختام مقالنا، تناولنا مفهوم “الليالي العشر” وفضل العشر الأخيرة من رمضان، حيث تباينت آراء العلماء حول أي منها تشير إلى بدايات ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان. وقد ذكرنا فضل كل منهما وكيفية الاستفادة منهما لتحقيق أقصى درجات العبادة.