تعتبر مصر من البلدان الغنية بالآثار الفرعونية التي تعود للمصريين القدماء، حيث تحتوي أراضيها على مجموعة متنوعة من المقابر والمعالم الأثرية المدفونة في طبقات الأرض المختلفة. سنقدم لكم عبر هذا الموقع لمحة عن طبقات الأرض التي تكتنف تلك المقابر القديمة.
ما هي طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية الأثرية؟
تتميز طبقات الأرض التي تستر المقابر الفرعونية بتنوعها حسب كل منطقة، حيث أشار العلماء إلى أن المصريين القدماء اتبعوا أساليب متعددة في دفن وتحنيط الموتى، وكان الهدف من ذلك هو المحافظة على أجسادهم من الفساد والتعفن.
يرتبط هذا الجانب من الثقافة المصرية القديمة بالاعتقاد في الحياة الآخرة والخلود، بالإضافة إلى ممارسة الملوك والفراعنة دفن ثرواتهم وممتلكاتهم معهم في تلك المقابر، مما تطلب منهم وضعها بشكل يعيق أي محاولة للوصول إليها أو نهبها. ومن بين هذه الطبقات الفرعونية الأثرية نجد:
1- الطبقة الخرسانية
تعتبر هذه الطبقة هي السطح السفلي للمقبرة أو السقف نفسه، وهي طبقة صلبة يجعل من الصعب اختراقها بسهولة.
2- الطبقة الرملية اللامعة
تتكون من رمل ممزوج بشيء لامع كالذهب أو الفضة، حيث استخدمها المصريون القدماء لوضعها فوق الطبقة الخرسانية التي تشكل سقف المقبرة.
3- طبقة الحناء
تدل هذه الطبقة على عادة المصريين القدماء في وضع الحناء بالقرب من مدخل المقبرة لحماية الموقع من الرطوبة ومنع دخول أي عناصر ضارة.
4- الطبقة الصخرية
تشكل هذه الطبقة جزءًا من أساس الأرض المحيطة بالمقبرة، وكانت تُستخدم أيضًا كوسيلة لحماية المقابر من الاختراقات.
5- الطبقة الطينية
هذه هي الطبقة العليا، والتي تشكلت بفعل التعبئة الهوائية.
ما هي مكونات المقابر الفرعونية الأثرية؟
شهدت المقابر الفرعونية تطورًا مستمرًا عبر الزمن، وتنوعت تصاميمها وفقًا للفئات الاجتماعية المختلفة. كانت المقابر تتوزع بين الأشكال التالية:
1- المصطبة
في بداية التاريخ المصري، كانت المقابر تُصنع في شكل مصطبة، حيث يكون الجزء العلوي منها فوق سطح الأرض بشكل مستطيل.
2- البئر
- تشير إلى الجزء المخصص الذي يوصل إلى عمق المقبرة وينتهي بحجر الدفن، وغالبًا ما كانت تُبنى بالطوب اللبن.
- تم إنشاء هذا البئر بشكل عمودي أولاً، ثم تم تصميمه كمنحدر أو كدرج يصل إلى حجرة الدفن.
3- الهرم المدرج
- حدثت نقلة نوعية في تصميم المقابر عندما انتقل البناء من الطوب اللبن إلى الهرم المدرج المصنوع من الحجر الجيري، والذي يُنسب إلى المهندس إيمحوتب.
- كما عمل على تطوير المقبرة وبنى مجموعة كاملة للملك زوسر في سقارة.
4- الهرم الكامل
- يمثل هذا الشكل المرحلة الثانية في بناء الأهرامات، حيث تم تشييد مقابر كبيرة تتميز بالتطور الكبير، ومن بين أبرز المناطق ميدوم وحتى جنوب دهشور.
- مع تطوير إضافات معمارية جعلت منه بناءً متقنًا.
5- الهرم المنحني
- أثناء هذه الفترة، تم بناء أهرامات عالية جدًا.
- لكن ارتفاعها الكبير تسبب في تغيير الزاوية الهيكلية، فتظهر وكأنها منحنية أو مُنكسره.
6- الهرم الأحمر لسنفرو
- يقع هذا الهرم في دهشور وسُمي بهذا الاسم نظرًا لكون حجاره تميل قليلاً للون الأحمر.
- تم قطع حجارة هذا الهرم من محاجر الجبل الأحمر، وقد بلغ ارتفاعه نحو 100 متر.
7- الهرم الأكبر للملك خوفو
- وهو أحد أشهر المقابر التي شيدت للملك خوفو في هضبة الجيزة، حيث يُعتبر من أبرز المعالم التاريخية في العالم.
- تم بناء هذه المقبرة على مسافة 10 أفدنة، وبارتفاع 146 متر، رغم تقليل الارتفاع بسبب التعرية الهوائية إلى 138 متر.
8- مقابر العصور الوسطى
- شيدت مجموعة صغيرة من الأهرامات من الطوب اللبن والحجر، مع تزيين داخلي يمثل أهمية خاصة.
- احتوى الكثير منها على نقوش تعبر عن الاعتقادات الدينية في البعث والحياة الآخرة.
ما هو شكل المقابر الفرعونية؟
تأتي المقابر الفرعونية في مصر بتشكيلات متنوعة حسب الزمن والمكان، وتشمل ما يلي:
1- الأهرامات
تعتبر الأهرامات أبرز الهياكل الفرعونية، وغالبًا ما تكون مصممة لدفن الفراعنة والملوك، ومن أشهرها هرم الجيزة وهرم زوسر في سقارة.
2- الأقبية
تتكون هذه المقابر تحت الأرض من ممرات وغرف مرتبطة، وتشمل مقابر ملكية وأخرى للكهنة والمسؤولين.
3- المقابر الجصية
تتميز هذه المقابر بجدرانها وأسقفها المزخرفة بالجص المنحوت، وتتضمن تماثيل ونقوش توضح الأهمية الثقافية والدينية للمتوفي.
4- المقابر الصخرية
تقع هذه المقابر في مناطق مثل وادي الملوك والملكات، حيث تكون محفورة في الصخور وتتضمن رسومات جدارية تمثل حياة الفراعنة ورؤاهم بعد الموت.
5- المقابر المعبدية
تحتوي بعض المعابد المصرية على مقابر مخصصة للكهنة والمسؤولين الدينيين، وتتميز بزخارف دينية وتماثيل مقدسة.
6- المقابر الأقل شهرة
توجد العديد من المقابر الفرعونية الأقل شهرة، والتي تأخذ أشكالاً مختلفة بناءً على المكان والفترة الزمنية، وتحتوي على رموز ودلالات دينية وثقافية.
إن المقابر الفرعونية الأثرية تعد دليلاً هامًا على حضارة مصر القديمة، وتجسد العبقرية المعمارية للمصريين القدماء في التصميم والبناء، بحيث تفوق قدرتهم كل التوقعات.