تٌعد أسماء أدوية المناعة من العناصر المهمة في تعزيز صحة الإنسان، حيث تُصنف هذه الأدوية إلى فئة تزيد من قدرة الجهاز المناعي وأخرى تقوم بتثبيط مناعته، وتحمل كل فئة منها استخداماتها وخصائصها المختلفة. في هذا المقال، سنستعرض أهم المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.
تعريف جهاز المناعة
- نتداول كثيرًا عبارات مثل: تناول الأغذية الصحية لتعزيز المناعة، أو تجنب التدخين للحفاظ على الجهاز المناعي، مما يثير تساؤلات حول مفهوم المناعة ومكونات الجهاز المناعي.
- جهاز المناعة هو نظام متكامل يتواجد لدى كل فرد ويتكون من شبكة معقدة تشمل الخلايا والأنسجة والأعضاء.
- يعمل الجهاز المناعي على حماية الجسم من مسببات العدوى والمواد الضارة التي قد تتعرض لها، من خلال التعرف على المستضدات الغريبة.
- يتفاعل الجسم مع هذه المستضدات عند دخولها إلى الجسم، حيث يحاول القضاء عليها. وتوجد هذه المستضدات أيضًا على سطح المواد الحية مثل الخلايا الغريبة والفيروسات والفطريات والبكتيريا، والمواد غير الحية مثل السموم والمواد الكيميائية.
- وفيما يتعلق بكيفية تمييز الجهاز المناعي بين خلايا الجسم والخلايا الأجنبية، فإن خلايا الجسم تحتوي على مستضدات معروفة للجهاز المناعي منذ الولادة، لذا لا يتعرض للهجوم.
- مع انتشار وباء كورونا، زاد الاهتمام بموضوع مناعة الجسم، حيث بات واضحًا أن المناعة القوية هي السبيل الأساسي لمواجهة هذا الفيروس.
وسائل تعزيز المناعة
- يوصي بعض الأطباء بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية لرفع مستوى المناعة.
- بينما يشدد آخرون على أهمية ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا لتقوية المناعة.
- وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تناول الفيتامينات والمكملات وفقاً لتوجيهات الطبيب، مع الحفاظ على نمط حياة صحي.
- سنستعرض فيما يلي أبرز خمسة أدوية تعزز المناعة، مع تقديم معلومات عن الجرعات والسن المناسب لاستخدامها.
1- الأميولانت
- تتوافر كبسولات الأميولانت كمكمل غذائي يقوي الجهاز المناعي، من خلال احتوائها على الفيتامينات والأعشاب الطبيعية التي تدعم طاقة الجسم وتحميه من الأمراض.
- تكون الجرعة للأطفال فوق عمر خمس سنوات ملعقة صغيرة ثلاث مرات يوميًا، بينما يمكن للبالغين تناول كبسولة إلى ثلاث كبسولات يوميًا.
2- برونكوفاكسيم
- برونكوفاكسيم هو مكمل غذائي آخر يساهم في تعزيز مناعة الجسم ويتميز بأنه يمكن استخدامه للأطفال بدءًا من عمر ستة أشهر.
- تأتي جرعته في شكل كيس يُفَرغ في كوب من العصير أو الحليب أو الماء، يُتناول مرة واحدة يوميًا لمدة عشرة أيام في الشهر، ويمكن تكرار ذلك لمدة ثلاثة أشهر.
- يميل الأطفال إلى تفضيل هذا النوع نظرًا لطعمه الجيد في العصائر والألبان، مما يسهل إقناعهم بتناوله.
3- اميوجارد
- يتوفر هذا الدواء في شكل أكياس تحتوي على اللبأ المستخلص من البقر، المعروف بكثافة فوائدها الصحية.
- تحتوي هذه الأكياس على أجسام مضادة تحارب البكتيريا والفيروسات وتُساعد في تقليل من حدة العدوى.
- تشمل مكوناته أيضًا الفيتامينات والمعادن الأساسية لبناء الجسم.
- تكون الجرعة المناسبة للكبار ثلاثة أكياس يوميًا مع كوب من العصير أو الماء أو اللبن، وللأطفال تحت عمر ستة أشهر نصف كيس، ومن هم في سن ست سنوات كيس كامل، بينما الأطفال من ستة إلى أربعة عشر عامًا يكفيهم كيسين يوميًا.
4- فيتامين هـ
- تحتوي كبسولات فيتامين هـ على مضادات الأكسدة، والتي ليست مفيدة للبشرة والجسم فحسب، بل تساعد أيضًا في مقاومة الالتهابات والعدوى.
- يعد فيتامين هـ من الأدوية الأساسية المستخدمة لدعم المناعة.
- تتناسب الجرعات مع الفئات العمرية المختلفة، حيث يبدأ من أربعة مجم للأطفال حديثي الولادة إلى عمر ستة أشهر، ويزداد إلى خمسة مجم للأعمار من ستة أشهر إلى اثني عشر شهرًا، ثم ستة مجم من اثني عشر شهرًا إلى ثلاث سنوات، ويصل حتى خمسة عشر مجم لمن هم فوق الأربعة عشر عامًا.
5- فيتاسيد
- فيتاسيد هو مكمل يحتوي على فيتامين سي، المعروف بضرورة تناوله لكل الفئات العمرية لتعزيز المناعة، وهو من الأدوية الشائعة عند الإصابة بنزلات البرد.
- تكون الجرعة المناسبة للأطفال من ستة أشهر 40 مجم، ومن عمر 12 عامًا 50 مجم، والعمر 18 عامًا يحصل على 75 مجم، والحوامل تحتاج 85 مجم، والمرضعات 120 مجم، بينما المدخنين يجب عليهم زيادة الجرعة بمقدار 35 مجم.
6- فيتامينات ومكملات أخرى
- الزنك مثلاً يعتبر يعزز تكوين الخلايا المناعية، وقد يؤدي نقصه إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
- فيتامين د له فوائد عدة، ويُعزز المناعة ضد العدوى الفيروسية.
- كما تحمل مكملات مثل القتاد (الاستراغالوس)، السيلينيوم، الثوم، وعرق السوس فوائد مهمة أيضًا.
الإفراط في استخدام الفيتامينات
- في وقت يجتاح فيه الخوف من كورونا، قد يلجأ البعض للاستخدام المفرط لتلك الأدوية. يجب أن نكون حذرين من الآثار السلبية التي قد تترتب على ذلك، وضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
- على الرغم من أهمية فيتامين د، فإن الإفراط في تناوله قد يتسبب في شعور بالضعف العام، بل قد تتشابه أعراضه مع فيروس كورونا.
- الاستخدام الزائد لفيتامين د يمنح خطر الإصابة بمشكلات في الكلى، الغثيان، واضطرابات القلب، خاصة إذا تم تناوله مع أدوية معينة مثل ديجوكسين.
- أما الزنك، فإن تناوله بكثرة قد يؤدي إلى أعراض مشابهة للأنفلونزا وتغيرات في حاسة التذوق، شعور بالغثيان، وانخفاض مستوى السكر في الدم.
- وفيتامين سي قد يتسبب كذلك في مشاكل بالمعدة، مما يؤدي إلى الإسهال وآلام البطن، فضلاً عن تأثيراته السلبية المحتملة على صحة الجنين وصحة الأطفال الرضع.
- كما يزيد من خطر الوفاة لدى مرضى السكري الذين يعانون من أمراض القلب.
أدوية تثبيط المناعة
- تُعنى أدوية تثبيط المناعة بتقليل نشاط الجهاز المناعي بطرق متعددة، وأحيانًا قد تتسبب في إيقاف عمله بشكل شبه كامل.
- قد يبدو ذلك خطيرًا، لكن في بعض الحالات المرضية، لا يوجد خيار آخر، وسنستعرض هذه الحالات لاحقًا في المقال.
- يصف الأطباء هذه الأدوية بشكل وقائي، ووفقاً لجداول محددة للتقليل من آثارها الجانبية.
حالات استخدام أدوية تثبيط المناعة
- في بعض الحالات المرضية، قد يحتاج الأطباء لوصف مثبطات المناعة للحفاظ على حياة المرضى أو لتخفيف حدة أعراض الأمراض المزمنة.
- تقوم هذه الأدوية بتقليص نشاط الجهاز المناعي، وذلك لحماية الجسم من ردود الفعل الضارة.
- من بين الحالات التي تحتاج لمثل هذه الأدوية عمليات زراعة الأعضاء، حيث يقوم الجسم بمهاجمة الأعضاء الجديدة، فتكون هذه الأدوية ضرورية لتقليل تلك المخاطر.
- بجانب استعمالها في حالات الأمراض المناعية الذاتية، حيث يُهاجم الجسم خلاياه الخاصة. ومن أمثلة هذه الأمراض التصلب المتعدد، الوهن العضلي، والذئبة الحمراء.
- وتُستخدم هذه الأدوية أيضًا في بعض حالات التهاب مثل التحكم في الربو التحسسي على المدى الطويل.
آثار تثبيط المناعة
- لأن هذه الأدوية تعمل على تقليل المناعة، فإن الخطر الأول هو زيادة التعرض للعدوى، حيث يتم التأثير على جميع خلايا الجهاز المناعي.
- مع ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف المناعة في مواجهة الخلايا السرطانية أيضًا.
- تشمل الآثار الجانبية أيضًا ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون في الجسم، وكذلك الإصابة بمشاكل في الكلى والكبد.
- إذا كان المرضى يتناولون أدوية أخرى، يجب أخذ الحيطة حيث أن أدوية تثبيط المناعة قد تؤثر على فعالية الأدوية الأخرى.
- من الآثار الجانبية الخفيفة: الشعور بالقيء، الغثيان، زيادة نمو الشعر، رعشة اليد، فقدان الشهية والإسهال.
ماذا عن تفاعلات أدوية مثبطات المناعة؟
- تناول السيكلوسبورين مع السيروليموس قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السيروليموس، مما قد يسبب آثار جانبية خطيرة. لحل هذه المشكلة، يُنصح بأخذ الأدوية بفارق أربع ساعات.
- استخدام مثبطات المناعة مع أدوية أخرى تؤثر على الجهاز المناعي قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان، لذا يجب توخي الحذر.
- إذا كنت تستخدم أدوية النقرس مثل الوبيورينول، يجب إخبار طبيبك، حيث أن لها تفاعلات سلبية مع بعض الأدوية المثبطة للمناعة.
مجموعات الأدوية المثبطة للمناعة
- يمكن تصنيف أدوية تثبيط المناعة إلى خمس مجموعات، حسب آلية عملها. وسنستعرض بعض هذه الطرق في المقال.
- الستيرويدات القشرية (glucocorticoids)
- مثبطات نمو الخلايا (cytostatic)
- الأجسام المضادة (antibodies)
- أدوية تعمل على نوع مخصص من البروتينات المشتقة تسمي الإيمونوفيليين (immunophilins)
- أدوية أخرى مثل إنترفيرون (مضاد للفيروسات) وعوامل حيوية صغيرة.
هرمونات الستيرويد القشرية
- تعتبر الستيرويدات مواد طبيعية منتجة في جسم الإنسان ولها فوائد متعددة.
- تُستخدم هذه الهرمونات في معالجة اضطرابات الحساسية وأمراض المناعة الذاتية بجرعات دوائية دقيقة.
- يصف أخصائيو الرعاية الصحية هذه الأدوية بعد عمليات زراعة الأعضاء لتفادي رفض الجسم للعضو الجديد.
كيف تعمل على تثبيط المناعة؟
- تقوم هذه الهرمونات بالعمل داخل أعضاء الخلية نفسها عبر تثبيط الجينات المسؤولة عن وظائف المناعة.
- تؤدي زيادة استخدام هرمونات الستيرويد إلى تقليل إنتاج السايتوكينات، التي تلعب دورًا حيويًا في العمليات المناعية.
- هذا التقليل ينعكس على الخلايا المناعية (ت)، التي تُعد حيوية للمناعة.
- كما تعمل هذه الهرمونات أيضًا على تقليل الالتهاب من خلال تقليل الأجسام المضادة والخلايا المناعية (ب). مما يعني مباشر أن تشكيل الأجسام المضادة يتم تقليله.
مثبط نمو الخلايا
- تُعتبر مثبطات نمو الخلايا (cytostatic) هي ثاني أنواع الأدوية المستخدمة لتثبيط المناعة، ويتم استخدامها بجرعات منخفضة لعلاج الأورام الخبيثة (السرطان).
- تُستخدم هذه الأدوية بانتظام في العلاج المناعي للسرطان، وتُعتبر فعالة في علاج الأورام الخبيثة.
أكثر أدوية مثبطات المناعة شيوعًا
- ميكوفينولات موفيتيل (سيلبت).
- الميثوتريكسيت (الروماتيزم).
- الآزوثيوبرين (Imuran).
- السيكلوسبورين (Neoral، Sandimmune، Gengraf).
- ليفلونوميد (أرافا).
- سيكلوفوسفاميد (سيتوكسان).
- كلورامبيوسيل (لوكران).
- نيتروجين الخردل (المسترجن).