عُمر بن الخطاب يُعتبر من أبرز الشخصيات التي حظيت بمكانة عظيمة لدى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اختاره ليكون مستشارًا موثوقًا. وقد أُشير إليه في كتاب الوحي، وفي هذا المقال سنستعرض أبرز إنجازات عمر بن الخطاب في الفترة الإسلامية.
نبذة عن سيدنا عمر بن الخطاب
عُمر بن الخطاب هو صحابي جليل يُعد من بين العشرة المبشرين بالجنة. وُلِد في مكة المكرمة بعد عام الفيل بحوالي 13 عامًا، أي بين عامي 586 و590 ميلادي، أي قبل ما يقرب من 40 عامًا من الهجرة. ينتمي إلى قبيلة العدوي القريشي، واعتنق الإسلام في شهر ذي الحجة من السنة الخامسة للهجرة، إذ كان إسلامه استجابة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (اللهم أَعزّ الإسلام بأحبّ الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام)، كما رواه الطبراني.
لقب سيدنا عمر بـ”الفاروق”؛ لأنه كان يميز بين الحق والباطل، ولقب أيضًا بـ”أمير المؤمنين” عندما بويع بالخلافة على المسلمين.
توفي عمر بن الخطاب في 7 نوفمبر عام 644 ميلادي، وهو يوافق 26 ذو الحجة 23 هجري، أثناء تنظيمه للصلاة عند الفجر، حيث تعرض لطعنة بواسطة رجل يُدعى أبا موسى المجوسي. ودفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق في المدينة المنورة.
اقرأ أيضًا:
الأعمال والإنجازات البارزة لعمر بن الخطاب
قدم عمر بن الخطاب مساهمات عديدة خدمت الدين الإسلامي وساهمت في انتشاره في مناطق عديدة. بعد أن اختاره المسلمون ليكون والياً عليهم، هنا نستعرض بعض من إنجازاته:
- جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.
- تأسيس التقويم الهجري.
- توسيع حدود الدولة الإسلامية لتشمل مناطق مثل مصر والعراق وليبيا والشام وبلاد فارس وشرق الأناضول وغيرها.
- فتح مدينة القدس تحت الحكم الإسلامي لأول مرة.
- إنشاء بيت المال لدعم الفقراء والمحتاجين، وتعيين حراس عليه.
- توسيع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- إعفاء الفقراء المسلمين وأهل الكتاب من دفع الضرائب والجزية، وتوفير نفقات لهم من بيت المال.
- إنشاء مراكز تعليمية لتعليم الدين الإسلامي وحفظ القرآن.
- إقرار التجنيد الإجباري لشباب المسلمين.
- تخصيص جزء من بيت المال لدعم وسائل النقل بين الدول الإسلامية.
- إنشاء مخازن لتخزين الحبوب والموارد الغذائية للمسلمين.
اقرأ أيضًا:
صفات عمر بن الخطاب
تتميز شخصية سيدنا عمر بن الخطاب بالعديد من الصفات التي جعلته يبرز بين المسلمين. نستعرض هنا بعضًا من هذه الصفات:
1- الصفات الجسدية
تميز عمر بن الخطاب بعدد من الصفات الجسدية التي تعكس قوته ووقاره. إليكم بعض تلك الصفات:
- كان رجلًا قويًا وطويل القامة.
- جسده ضخم وظهره وصدره متسعان.
- تعددت الأقوال حول لون بشرته، فبعض المصادر تصفه بأنه أسمر، بينما بعضها الآخر تذكر أنه كان أبيض اللون.
- قيل إن عمر كان أصلع الرأس، في حين تشير مصادر أخرى إلى أنه كان كثير الشعر، وكانت لديه بعض الشيب، وكان يحلق رأسه.
- كان يعمل بيديه بكفاءة.
- كان سريعًا في مشيته.
2- الصفات الأخلاقية
تميز عمر بن الخطاب بالعديد من الصفات الأخلاقية النبيلة، التي جعلته محط احترام وإعجاب بين المسلمين، ومن أبرزها:
- التقوى والخوف من الله.
- الشجاعة.
- الزهد.
- العلم الغزير.
- التواضع.
- العدل.
- التسامح.
اقرأ أيضًا:
3- الصفات القيادية
برز سيدنا عمر بن الخطاب كقائد حكيم وناجح، حيث كان يتمتع بذكاء وحكمة، ومهارات متميزة في النقاش والإقناع. لذلك، حظي بحب واحترام المسلمين بعد وفاة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه. كما اتبع سياستين للتسامح الديني، حيث أقر الجزية بأدنى مقدار كان يدفعه الناس لحكام الروم، وأعفى غير القادرين عن الدفع. وضع أيضًا خططًا عسكرية ساهمت في فتح العديد من الدول وانتشار الإسلام.
يوجد في التاريخ الإسلامي العديد من القادة الذين أسهموا في نشر الدين الإسلامي، وترسيخ مفاهيم العدل والمساواة بين البشر مثل سيدنا عمر بن الخطاب. لذا يجب أن نتعلم من سيرتهم ونستمد العبر من تعاليم الدين الإسلامي في حياتنا اليومية.