تشكل الثقافة الجزائرية نظامًا غنيًا ومتعدد الجوانب، ولها جذور عميقة تظهر في الفضاءات الثقافية المتنوعة. كل موقع يجسد نوعًا خاصًا من الهوية الثقافية.
الثقافة الجزائرية
تنقسم الثقافة الجزائرية إلى فترتين رئيسيتين؛ الأولى هي الثقافة التقليدية، والثانية هي الثقافة الحديثة. إليكم تفاصيل كل منهما:
الفترة التقليدية
تشير الفترة التقليدية إلى العناصر الثقافية التي تم توارثها عبر الأجيال، والمعروفة بالتراث، ويتضمن ذلك ما يلي:
- الموروث المادي: يشمل العمران والزخارف التقليدية والأعمال اليدوية والمساجد والقصور.
- الدين: ويتعلق بجميع الطقوس والمعتقدات الروحية.
- الموروث المكتوب: يتضمن كافة الأعمال الأدبية والدينية بالإضافة إلى المؤلفات التاريخية.
- الموروث الرمزي: يعكس الثقافة من خلال الشعر والقصص والألعاب والموسيقى.
الفترة الحديثة
تشير الفترة الحديثة إلى الثقافة التي نشأت نتيجة الاتصال بالحضارات الجديدة، وخاصة الغربية، وتحتوي على:
- المسرح.
- الفنون التشكيلية.
- السينما.
- الأوبرا.
- القصة والرواية.
- التطورات التي أدخلت على مجالات مثل الشعر، حيث أدى الشعر الحر إلى استبدال الشعر العمودي، وكذلك التحديثات التي طرأت على الرقص الفلكلوري ليصبح رقص باليه.
- وبذلك، يمكن اعتبار الثقافة الجزائرية مزيجًا من التراث القديم والتجديد الذي جاءت به الحضارات الجديدة، ولا تقتصر هذه الميزات على الجزائر وحدها.
- شملت التحديثات أيضًا إلغاء بعض العادات والتقاليد الموروثة.
- على سبيل المثال، تراجعت ممارسة غناء الأغاني التقليدية، مثل تلك المرتبطة بالمناسبات كالختان والحج، بسبب الاتصال بالتكنولوجيا الحديثة.
- تسببت وسائل التكنولوجيا مثل أقراص السي دي في تراجع هذه العادات.
- دور التلفزيون والأساليب الجديدة يعزز فكرة انتهاء ظاهرة الحكواتي أو سرد القصص التقليدي.
- أما الخصائص المعمارية الإسلامية في الجزائر، فقد اقتصرت الآن على المساجد والقصور، فيما طغى الطابع العصري على أسلوب البناء.
- شهدت الرقصات التقليدية الدينية تغييرات كبيرة، حيث توقفت رقصة العبداوي، المشهورة بمناسبات الأولياء في منطقة الأوراس.
- تم إلغاء رقصة القرقابو ذات الأصول الصوفية التي كانت تمارس في الجنوب الغربي للبلاد.
- حتى رقصة التوارق، التي كانت تعكس روح القتال والحماسة، اختفت بسبب التغيرات الثقافية الحديثة.
الزي التقليدي في الجزائر
تُعرف الجزائر بتفرد ملابسها التي تميزها عن غيرها من الدول العربية، ومنها:
- تُعتبر القشابية والبرنوس من أبرز الملابس وأكثرها تقليدية، بالإضافة إلى العمامة التي توضع على الرأس.
- تتميز القشابية بجودة صناعتها من الوبر، وهي تلبس بالأخص في فصل الشتاء.
- بينما يرتدي النساء في المناطق الوسطى الحايك الأبيض، وتُفضل النساء في المناطق الشرقية الملابس السوداء.
أسس المجتمع الثقافي في الجزائر
يتكون المجتمع الثقافي الجزائري من عدة أسس أبرزها:
الأمازيغية
- تحافظ الأمازيغية على المعالم الثقافية القديمة، وتشتهر بالصناعات اليدوية التي تُمارَس في شتى أرجاء الجزائر.
- كما تُعرف الثقافة الأمازيغية بتقاليدها المميزة، وهي تعتمد بشكل أساسي على الثقافة الشفوية الساعية للاستقلال.
الأساس العربي
أدى دخول الإسلام إلى الجزائر إلى تعزيز الطابع العربي فيها، حيث أن القرآن الكريم نزل باللغة العربية مما ساهم في طغيان ذلك على الكتابات الثقافية.
- لقد ساهمت هجرة قبيلة بني هلال إلى الجزائر في تعزيز الطابع العربي للبلاد خلال القرن الحادي عشر.
- مع ذلك، تسببت فترة الاستعمار الفرنسي في إضعاف اللغة العربية في الجزائر، مما أدى إلى كتابة الكثير من الأعمال الفكرية باللغة الفرنسية.
الأساس الإسلامي
- يشكل الإسلام عنصرًا مشتركًا يجمع بين الأمازيغية والعربية.
- إذ يظل الإسلام مرجعًا دينيًا يؤثر في الشعر والحكايات وعدد من المؤلفات الأدبية.
- ومع ذلك، لا يمكن وصف الثقافة الجزائرية بأنها إسلامية بالكامل نظرًا لتشابهها مع الثقافات الأخرى العالمية في مجالات الرقص والغناء، وهي عناصر لا ترتبط بالإسلام بشكل مباشر.
حقول الثقافة الجزائرية
تتوزع حقول الثقافة الجزائرية في مجالات متنوعة، منها:
المسرح والسينما
تشمل إنجازات السينما الجزائرية إنشاء مركز وطني مخصص للسينما:
- تقديم تخصصات السينما ضمن معهد الفنون الدرامية.
- تعزيز الإنتاج السينمائي الوطني.
الموسيقى
تمتاز الساحة الموسيقية بما يلي:
إنشاء العديد من المعاهد الموسيقية في مختلف أنحاء البلاد.
التراث الثقافي العام
تم إنشاء العديد من المراكز للحفاظ على التراث الثقافي في الجزائر، ومنها:
- ديوان تيسير الممتلكات الثقافية.
- مركز أبحاث الآثار.
- مركز لحفظ الممتلكات الثقافية.
- مركز وطني للمخطوطات.