الزخارف
الزخرفة تُعتبر مزيجًا من الخطوط والنقاط والأشكال الهندسية، بالإضافة إلى رسومات النباتات والحيوانات وكلمات متداخلة ومتناغمة. يساهم هذا التنوع في خلق أشكال فريدة تستخدم في تزيين الكنائس والجوامع والمباني والمدافن وغيرها. تعد الزخرفة إحدى مجالات الفنون التي تهدف إلى دراسة فلسفة النسبة والتناسب، التجريد، الكتلة، الفراغ، التكوين، الخط واللون. يمكن أن تكون هذه الزخارف مستوحاة من وحدات طبيعية مثل الأنماط الإنسانية أو النباتية أو الحيوانية، أو من أشكال هندسية تحولت إلى تجريديات، مما يتيح مساحة للإبداع والخيال لدى الفنان. سنقوم الآن باستعراض أنواع الزخارف، مع التركيز بشكل خاص على الزخارف الإسلامية.
أنواع الزخارف الإسلامية
الزخارف النباتية
امتاز الفنانون بتوظيف الأشكال النباتية مثل فروع الأشجار، والأوراق، والثمار، والأزهار في إنشاء الزخارف المستخدمة في الأعمال الفنية كالمعمار والتحف. حيث قام هؤلاء الفنانون بتجريد وتحويل جميع العناصر المستخدمة من شكلها الطبيعي، مما ساهم في شغل المساحات وملء الفراغات. وقد ازداد استخدام هذا النوع من الزخرفة بشكل ملحوظ في القرن التاسع الميلادي، حيث بلغ ذروته في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
الزخرفة الكتابية
استخدم الفنانون الخط كعنصر زخرفي رئيسي في هذا النوع. وقد تطور الخط العربي من كونه وسيلة لنقل العلم والمعرفة إلى أحد مظاهر الجمال الحي والساحر. لا يزال هذا النوع في نمو وتطور، حيث تمظهر بشكل مبالغ فيه في أساليب تحوير أجزاء حروفه المركبة والمفردة. وقد وُصفت أنواع الزخرفة الكتابية بأنها تتجاوز الثمانين نوعًا، حيث بلغت مراحل الكمال في العصر العباسي، مما جعلها تعبر عن شكل من أشكال الرفاهية الفنية التي لم تصل إليها أي أمة سابقة.
الزخرفة الهندسية
بدأ استخدام الزخرفة الهندسية في العصر الأموي، وعُدّت إبداعاتها فريدة من نوعها، حيث لا يوجد لها نظير في أي حضارة أخرى. بالرغم من بساطتها التي تعتمد على الأشكال الهندسية الأساسية مثل المربعات، والمستقيمات، والدوائر، والمثلثات، إلا أن هذه الأشكال لعبت دورًا أساسيًا في جماليات الزخرفة العربية، وأصبحت حجر الزاوية لأشكال الزخرفة الإسلامية، حيث تميزت بقوتها الواضحة من خلال استخدام تكوينات الأطباق النجمية، التي زينت المصنوعات الفنية وأسطح الأبنية.
الزخرفة التصويرية
استُخدمت الكائنات الحية كعناصر في الأعمال الزخرفية، حيث اتخذها الفنانون قديماً كأشكال أسطورية. ومع ذلك، نظرًا لأن استخدام الكائنات الحية في الزخرفة كان يُعتبر شكلًا من أشكال الوثنية، فقد سعت الحركة الفنية الإسلامية إلى الابتعاد عنها للقضاء على أي مظاهر وثنية. وبالتالي، بدأ هذا النوع يتراجع تدريجياً، ليحل محله الرسوم الجداريّة.