يعتبر ابن جرير الطبري واحدًا من أبرز العلماء في مجالات التفسير والتاريخ، حيث يمتلك مجموعة كبيرة من المؤلفات التي أكسبته شهرة واسعة في هذا المجال. وقد عبّر العديد من العلماء المعاصرين عن تقديرهم لجهوده، حيث تميز بمصداقيته ومعرفته الواسعة في مختلف مجالات الفقه والإجماع.
كان الطبري من الشخصيات المرموقة التي يمكن للآخرين الاستفادة من علمه وخبراته.
نبذة عن ابن جرير الطبري
ابن جرير الطبري هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري، عالم إسلامي بارز في العصر الوسيط. فيما يلي أهم المعلومات حول حياته:
نشأة ابن جرير الطبري
يُدعى العالم بالكامل أبو جعفر بن جرير بن كثير بن غالب الطبري وقد وُلد وعاش في مدينة آمل الواقعة في طبرستان. إلا أن هناك اختلافات بين المؤرخين بخصوص المدينة المقصودة، وذلك بسبب وجود منطقتين تحملان نفس الاسم، ولذلك:
- تؤيد آراء المؤرخين أن المدينة تشير إلى تلك المتواجدة في تركمانستان، وقد انتمى الطبري إلى قبيلة الأزد التي تقيم في اليمن.
- وُلِدَ ابن جرير الطبري في عام 224 هجريًا في مدينة آمل، وتميز بعدد من الصفات الحسنة التي ظهرت في طفولته، مثل الذكاء وسرعة البديهة، مما جعل والده يحرص على تحفيظه لكتاب الله.
- رأى والد الطبري في منامه ابنه في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، مما دفعه لتوفير سبل التعلم وفهم القرآن، حيث أبلغ بعض الشيوخ عن الرؤية التي أكدت مكانة ابنه في الدين.
- يذكر بعض المؤرخين أن والد الطبري كان يحدثه عن هذه الرؤية بغرض تحفيزه على تعلم القرآن كاملًا وفهم آياته وتطبيقها في حياته.
- عمل والده على تعزيز قدراته العلمية من خلال توفير التعليم على يد أمهر المعلمين، حيث استثمر كل ما لديه في سبيل ذلك.
- يقال إن الطبري قد حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في السابعة من عمره، بينما يزعم البعض أنه أتم حفظه وهو في الثامنة، كما كتب أول حديث له في التاسعة.
صفات الطبري الشخصية
تميز الطبري بالعديد من الصفات التي جعلته محط تقدير ومحبة، حيث كان يسعى لزيادة علمه بصفة مستمرة، ومن أهم صفاته:
- عُرف بتواضعه وابتعاده عن مغريات الحياة الدنيا، حيث كان يعتمد في حياته على المحاصيل الزراعية البسيطة من أرضه.
- كان الطبري غير مهتم بكثير من أمور الحياة ولم يسعى للمشاركة فيها، ورفض قبول الهدايا والأموال من الملوك والحكام، متمسكًا بالحق والصدق دون الخوف من الأكاذيب.
- تميز بقدرته على حفظ لسانه، حيث كان يتجنب إ hurt feelings of others. وعندما كان يتعرض للإساءة كان يمتنع عن الرد، محافظًا على عفته وكرامته.
- لم يتكبر على الآخرين بالرغم من مكانته العلمية العالية، حيث كان يشارك في جميع الدعوات برحابة صدر ويظهر تسامحه وصدقه في التعامل.
أزمات الطبري مع الحنابلة
تعرض الطبري خلال آخر مراحل حياته لمحنة كبيرة بسبب التعصب المذهبي، مما أدى إلى العديد من الصراعات والمشكلات بينه وبين رئيس الحنابلة في بغداد، حيث:
- أدت هذه الأزمات إلى تعرضه للاضطهاد من قِبَل الحنابلة الذين سيطروا على العراق، وخاصة بغداد.
- وقد اتهم بعضهم الطبري بالتشيع ومنعوا الناس من الاجتماع به أو التحدث معه، وظل محاصرًا في منزله حتى وفاته.
وفاة الطبري
- توفي الطبري يوم الإثنين في وقت الظهيرة، حيث طلب الماء لتجديد وضوئه وأداء الصلاة في وقتها دون تأخير، واجتمع به قبل وفاته مجموعة من الأشخاص، بينهم أبو بكر بن كامل.
- وصرحوا له بأنه قبل موته سيكون حجة بين الله تعالى وبيننا، فهل لديك نصائح قيمة لنا؟ فقال: “ما أوصيكم به هو ما كتبته في كتبي، فعليكم الالتزام به في حياتكم والاستمرارية في ذكر الله.”
- يقول أحمد بن كامل إن الطبري وافته المنية في مساء يوم الأحد من شهر شوال عام 113 هجريًا، وقد دُفن في رحبة يعقوب في بغداد.
مؤلفات الطبري
ترك الطبري العديد من المؤلفات التي حققت شهرة دائمة حتى يومنا هذا، حيث تمثل كتبُه دليلاً على علو كعبه في العلم والمعرفة، ومن أهم أعماله:
- كتاب “تفسير الطبري”، الذي يتناول فيه تأويل ومعاني القرآن الكريم.
- كتاب “تاريخ الأمم والحكام” للطبري.
- كتاب “آداب النفس والقضاة”.
- كتاب “تهذيب الآثار”.
تلاميذ الطبري
تتلمذ على يد الطبري العديد من الطلبة الناجحين الذين ساروا على خطاه واستفادوا كثيرًا من علمه، ومن أبرزهم:
- أحمد بن كامل القاضي.
- أحمد بن موسى التميمي.
- محمد بن محمد بن فيروز.
شعر الطبري
كتب الطبري العديد من القصائد، وفيما يلي مقتطفات من أشعاره: