يعتبر التهاب الركتسيا أو ما يُعرف بمرض الكساح، واحدًا من الأمراض النادرة التي تؤثر على الأطفال والمراهقين، حيث يؤدي إلى ضعف العظام خلال مرحلة نموهم. في هذا المقال، سنقدم لكم معلومات شاملة حول التهاب الركتسيا وأعراضه.
ما هو التهاب الركتسيا؟
- يلعب التهاب الركتسيا الناجم عن عدوى بكتيريا الركتسيا دورًا في مجموعة متنوعة من الأمراض، تتفاوت في شدة تأثيرها من خفيفة إلى شديدة، وقد تصل إلى مرحلة تهديد حياة المريض.
- يمكن تصنيف التهاب الركتسيا إلى ثلاث مجموعات رئيسية: مجموعة الحمى المبقعة، مجموعة الحمى النمشية أو التيفوس، ومجموعة التيفوس الأكالي.
- تشمل كل مجموعة من هذه المجموعات العديد من الأمراض الأخرى، ويمتاز انتشار بكتيريا الركتسيا بتبعيتها للمسبّبات البيولوجية، بحيث تحتاج هذه البكتيريا للعيش داخل حقيقيات النوى.
- تعتبر الحشرات مثل القمل والقرادة والسوس والبراغيث من النواقل الرئيسة لأمراض الركتسيا، في حين تُعد الثدييات أيضًا مضيفاً بيولوجياً لهذه البكتيريا.
طرق انتقال الركتسيا
يحدث انتقال التهاب الركتسيا نتيجة التعرض للمفصليات الحاملة لهذه البكتيريا، وفيما يلي بعض طرق انتشار العدوى:
- الوقس الريكتيسي الذي ينتقل عبر سوسة الفئران الموجودة في المنزل، والتي تُعتبر المسبب الرئيسي لنقل الركتسيا القرادية.
- الحمى البرعمية التي تنتقل بواسطة القرادات بأنواعها، وهي ناقلة لريكتسيا الكونورية.
- حمى الجبال الصخرية المبقعة التي تنتقل من خلال لدغة القرادة، سواء كانت من نوع فرادة الخشب أو فرادة الكلاب أو اليغموش الأمريكي، وهي ناقلة لريكتسيا المسببة لهذه الحمى.
- تيفوئيد الفئران الذي ينتشر عن طريق براز براغيث الجرذان، فهي تُعتبر ناقلة للركتسيا التيفويدية.
- التيفوس الأكالي، المعروف أيضًا بداء التسوتسوغاموشي، حيث تتراوح فترة حضانة هذا المرض من أسبوع إلى أسبوعين.
أعراض التهاب الركتسيا
تظهر أعراض مرض الركتسيا في الأطفال بشكل مبكر وغالبًا ما تشبه أعراض بعض الأمراض الفيروسية الأخرى. تختلف طبيعة المرض وأعراضه حسب نوعه، ومن أبرز هذه الأعراض:
1-
الحمى المبقعة
تظهر أعراض الحمى الصخرية المبقعة بعد مرور فترة تتراوح من 2-8 أيام بعد لدغة القرادة، ومن الأعراض الشائعة:
- ارتفاع درجة الحرارة وصداع شديد مستمر، وقد يتطور الأمر إلى الهذيان والشعور بألم في العضلات وقت دخول أعراض الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والإسهال.
- ظهور طفح جلدي يبدأ على المعصم والكاحل، ثم ينتشر إلى باقي الجسم بدءًا من اليوم الثاني أو الثالث بعد الإصابة.
- التهابات الملتحمة.
الوقس الركتيسي
تظهر أعراض الوقس الركتيسي في غضون 9-14 يومًا من الإصابة، ومن تلك الأعراض:
- ارتفاع متذبذب في درجة الحرارة يستمر لأقل من أسبوع، مشفوعًا بالتعب والقشعريرة والتعرق المفرط.
- ظهور بقع حمراء في موقع لدغة القرادة مع تحولها إلى خشارة بعد جفافها.
- التهاب الحلق وسيلان الأنف والغثيان والقيء وآلام في البطن.
- طفح جلدي مشابه لجدري الماء، يمتد من الوجه والرقبة إلى الجذع والأطراف.
الحمى البرعمية
تستغرق فترة حضانة الحمى البرعمية عادةً من 6 أيام، وقد تتراوح بين 1-16 يومًا، ومن أعراض هذه الحمى:
- شعور شديد بالحمى وأيضًا آلام في العضلات وصداع، وقد يصاب بعض الأفراد بالتهاب البنكرياس الحاد.
- ظهور بروزات خشنة على الجلد تُعرف بالبقع السوداء، والتي تختفي ببطء دون ترك أي أثر على مدى 10-20 يوم.
- يظهر طفح جلدي في غضون ثلاثة أيام، حيث تمتد الطفح من الأطراف إلى الجذع والرقبة وباطن القدم خلال 36 ساعة.
التيفوس الوبائي
تبدأ أعراض التيفوس الوبائي في الظهور بعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين من لدغة القمل، ومن هذه الأعراض:
- طفح جلدي يظهر في منطقة الجذع ويمتد إلى الأطراف.
- التهابات الملتحمة والهذيان مع سماع أصوات كركرة.
- ارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد.
- يُعرف داء يريل زينسر بأنه مرحلة من مرض التيفوس الوبائي، والتي تشترك في الأعراض ولكن تكون أخف.
تيفوئيد الفئران
تتشابه أعراض تيفوئيد الفئران مع تلك الخاصة بالتيفوس الوبائي، ولكن أعراضه تكون أخف وأقصر في المدة الزمنية.
مضاعفات مرض الركتسيا
يطلق على مرض الكساح في البالغين اسم لين العظام، حيث يؤدي نقص فيتامين د إلى عدم ترسب الكالسيوم في العظام، مما يؤدي إلى لينها.
بينما لا يواجه البالغون مشكلات كتقزم أو تشوهات بالعظام، إلا أنهم قد يعانون من بعض المضاعفات الناجمة عن مرض الركتسيا في حال عدم تلقي العلاج، وتشمل هذه المضاعفات:
- تشوهات في العظام مثل نتوءات.
- آلام مزمنة في العظام والمفاصل.
- ثبات أو توقف في النمو.
- كسور عظمية تحدث دون أسباب واضحة.
- مشكلات في الأسنان.
الوقاية من التهاب الركتسيا
- الكشف عن الجلد للتحقق من وجود لدغات، خاصةً في مناطق خلف الأذن أو خلف الرأس أو الفخذ أو الإبط أو خلف الركبة.
- ارتداء ملابس بأكمام طويلة وقبعة واسعة عند القيام بأنشطة في الهواء الطلق مثل المشي في الجبال أو التخييم.
- استخدام مبيدات حشرية مثل الديت أو الإيكاريدين كوسيلة للوقاية.
- اختيار الملابس ذات الألوان الفاتحة وتغطية الذراعين والساقين، مع ضرورة الاستحمام وتغيير الملابس يوميًا.