يُعتبر الماء الملكي مزيجاً من حمضين، حمض النيتريك وحمض الهيدروكلوريك، وتم استخلاصه من أحجار الفضة، حيث يحتوي على نسبة من الفضة. يُستخدم الماء الملكي في العديد من التطبيقات الكيميائية والتعدينية، ويُعرف قدرتُه العالية على إذابة المعادن النفيسة مثل البلاتين والذهب، مما أكسبه لقب “الماء الملكي” نظراً لقدرته على معالجة الذهب، الذي يُشار إليه بالمعدن الملكي.
تاريخ الماء الملكي
- الماء الملكي يُعرف أيضاً بماء الفضة.
- تم اكتشاف الماء الملكي بواسطة الكيميائي الشهير جابر بن حيان، الذي أجرى تجربة مزج حمض النتريك من نترات الصوديوم مع حمض الهيدروكلوريك من الملح في حمض الكبريتيك.
- الماء الملكي عادةً ما يكون عديم اللون، ولكنه يتحول إلى لون برتقالي عند تحضيره.
- خلال الحرب العالمية الثانية، عندما غزت ألمانيا الدنمارك، قام الكيميائي جورج هيفيشي بإذابة جائزة نوبل الذهبية التي حصل عليها علماء فيزياء ألمان مثل ماكس فون وجيمس فرانك، خوفًا من أن تُصادرها السلطات النازية.
- لذلك، احتفظ بها في محلول، مما جعل الألمان يعتقدون أنها مجرد جرة تحتوي على مواد كيميائية عادية. ومع انتهاء الحرب، استخرج الذهب من المحلول واستعاد الجائزة وسلمها للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، التي أعادت صياغتها وتقديمها لأصحابها مجددًا.
خصائص الماء الملكي
- يتشكل الماء الملكي من مزيج يحتوي على جزء واحد من حمض النيتريك المركز وثلاثة أجزاء من حمض الهيدروكلوريك.
- تسود نسبة حمض الهيدروكلوريك بسبب الطبيعة التفاعلية لإذابة الذهب، حيث يعتمد على كمية الفائض من هذا الحمض.
- ينتج عن هذا التفاعل مركب حمضي هو كلوريد النتروسيل (NOCl) وغاز الكلور، وكلاهما يعتبران عوامل مؤكسدة قوية.
- تكمن فعالية الماء الملكي في قدرته على إذابة الذهب في مزيج الأحماض حيث تلعب كل من الأحماض دوراً مختلفاً؛ ففي حين يُعتبر حمض النيتريك (HNO3) مُؤكسداً قوياً، إلا أنه يذيب كميات محدودة فقط من الذهب.
- هذه العملية تنتج أيونات ذهب تتفاعل مع أيونات الكلوريد، مما يؤدي إلى إنتاج أيون كلوروذهبات، والذي يقوم بإذابة جميع أيونات الذهب، ليصبح المحلول بعدها حمض كلوروالذهبيك.
- يمكن ترسيب الذهب عن طريق مزج محلول الماء الملكي مع محلول ميتابييسلفات الصوديوم والماء المقطر.
استخدامات الماء الملكي
- يستخدم في إذابة المعادن النفيسة.
- يتم استخدامه في إذابة البلاتين.
- عند تفاعل الماء الملكي مع القصدير، يتكون رباعي كلوريد القصدير (SnCl4).
- أثناء إذابة الذهب باستخدام الماء الملكي، يتكون حمض كلوروالذهبيك الذي يُستخدم في عملية تنقية الذهب كالإلكتروليتات.
- بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم في التنقيب عن المعادن.
- يعتبر من الوسائل الفعالة في تنظيف الأنابيب المستخدمة في التحليل الطيفي، حيث يُزيل جميع آثار عنصر الكروم المغناطيسي التي قد تعيق أبحاث الطيف.
نصائح السلامة عند استخدام الماء الملكي
- الماء الملكي يعتبر من المركبات الخطيرة نتيجة تفاعله مع اثنين من الأحماض القوية، حيث ينتج حرارة وأبخرة سامة عند الخلط.
- بعد تفاعل الأحماض، يبقى السائل حمضاً قوياً وقادرًا على التأكل، لذا ينبغي توخي الحذر.
- يجب استخدام الماء الملكي في أماكن محكمة التهوية، وارتداء القفازات ونظارات السلامة ومعاطف المختبر والأحذية المغطاة.
- يفضل استخدام الماء الملكي في زجاجات نظيفة، حيث أن الملوثات يمكن أن تتفاعل سريعًا مع الحمض، لذا يجب شطف الحمض بكميات كبيرة من الماء وصودا الخبز بعد الاستخدام.
خطورة الماء الملكي
- يُعتبر الماء الملكي من أخطر الأحماض نظرًا لاحتوائه على خليط من أحماض قوية تُعتبر شديدة التآكل.
- يفقد الماء الملكي فاعليته بسرعة، ولذلك يجب تحضيره قبل الاستخدام مباشرة، حيث أن الخلط يؤدي إلى انتشار غاز الكلور السام وتحلل كلوريد النتروسيل إلى كلوريد وأكسيد النيتريك، مع تفاعل الهواء لتكوين ثاني أكسيد النيتروجين.
- عند تفاعل الماء الملكي مع أي فلز، يمكن أن تنتشر الأبخرة السامة في الجو.
فوائد الماء الملكي للبشرة
- يستخدم الماء الملكي في عيادات التجميل، وله فوائد كبيرة للبشرة مما زاد من إقبال الناس على استخدامه.
- مع تقدم الأشخاص في العمر، يواجه الكثيرون مشاكل عدة نتيجة التغيرات التي تطرأ على البشرة نتيجة التعرض لأشعة الشمس أو التغيرات الهرمونية أو التدخين، مما يؤدي لفقدان الجلد لصفائه.
- لذا يلجأ الكثيرون لاستخدام الماء الملكي لمواجهة علامات تقدم العمر؛ فإنه مُعترف به من قبل العديد من الأطباء كنمط فعال لمنح البشرة نضارة وإزالة التجاعيد.
- الماء الملكي المُستخدم على البشرة هو ماء يحتوي على حمض الهاليورونيك ومواد مثل الغليسرول، والتي تعوض ما فقدته البشرة بسبب العوامل البيئية.
- والجدير بالذكر أن طريقة استخدام الماء الملكي تختلف عن الكريمات، حيث يُحقن في البشرة بينما تُستخدم الكريمات على السطح مما قد يؤدي إلى نتائج أقل وضوحاً.
- منتج حديث تم تصميمه في سويسرا، إذ يتم حقنه داخل طبقات الجلد ليُرطبها ويمنحها إشراقة تدوم طويلاً.
- يساعد الماء الملكي في تحفيز تكوين خلايا جديدة تعزز نعومة وإشراق البشرة.
- وبالإضافة إلى ذلك، فإن الماء الملكي المستخدم للجلد لا يسبب أي آثار جانبية نظرًا لاحتوائه على مكونات طبيعية، ومن النادر حدوث تفاعلات تحسسية عند استخدامه.